عشت ذات يوم مع أحلامي وأمانيّ فتخيلت أن المسئول في بلادنا تواضع وعاش عيشة المواطن لمدة شهر واحد فقط ليرى واقع الحياة التي نعيشها دون ستار أو حجاب كثيف بين هذا المسئول وبين الناس فكانت النتيجة كالتالي:
• عندما عاش المسئول كمواطن احتاج أن يبحث طويلا عن مدرسة ليسجل ابنه في الصف الأول الابتدائي لعدم صلاحية جميع المدارس الحكومية المجاورة له وهو لا يقدر على رسوم المدارس الأهلية.
• عندما عاش المسئول كمواطن توسل إلى موظف الخطوط في المطار أن يحجز له ولو دفع ضعف ثمن التذكرة ليشيع ويشارك في دفن والده المتوفى أمس في مدينة أخرى.ثم اضطر للسفر بالسيارة بعد خمس ساعات من المحاولات الفاشلة.
• عندما عاش المسئول كمواطن دار على من يعرف ومن لا يعرف وأراق ماء وجهه عند اللي يسوى واللي ما يسوى لتوظيف ابنه المهندس المتخرج حديثا.
• عندما عاش المسئول كمواطن تعب بسبب ابنته المتخرجة من الثانوية لتحصل على مقعد في الجامعة المحلية في مدينته، ولولا أن ابن عم خال نسيب ولد جارتهم كان سكرتير في مكتب مسئول في تلك الجامعة لما قـُبل فيها. علماً بأن جارتهم ناوية تخطب البنت لولدها.
• عندما عاش المسئول كمواطن بدأ يشتاق لأكل اللحم الذي لم يعد يراه إلا في المناسبات كما أن كثيرا من أنواع الفاكهة اكتفى برؤيتها في الصور فقط بسبب غلاء الرز.
• عندما عاش المسئول كمواطن تمنى لو أنه مات قديما قبل أن تحتاج أمه إلى سرير في مستشفى متخصص.
• عندما عاش المسئول كمواطن أصبح رهنا للبنوك التي حجزت راتبه ومستقبله كله لتسديد أقساط مضاعفة ومركبة من بقايا الأسهم ومن قروض جديدة لشراء أرض كان يحلم ببنائها ولكنه رضخ للأمر الواقع ليوصي أبناءه ببنائها مستقبلا.
• عندما عاش المسئول كمواطن قام ذات يوم بحمل التلفاز عاليا ثم هوى به إلى الأرض حينما كان يتابع برنامجا بعنوان هموم المواطن مدته ساعة كاملة مضى أكثر من خمسين دقيقة منه لإثبات أن حياة المواطن لدينا أفضل من غيره.
• عندما عاش المسئول كمواطن كان له معاملة روتينية في المحكمة ولم تنتهي إجراءاتها مع الواسطة إلا بعد سنة ونصف وأكثر من خمسين مراجعة وبعد انتهائها أصبح يدعو على من ضايقه أو آذاه بقوله:( الله يجعلك معاملة في محكمة مالك فيها واسطة).
• عندما عاش المسئول كمواطن اكتشف أنه يمكن استبدال عقوبة الأشغال الشاقة بعقوبة أخرى وهي إنهاء معاملة في البلدية بدون دفع رسوم وغرامات مبالغ فيها أو حتى دفع... ، مع أن المخالفات المسجلة عليه تقع داخل مساحة بيته والذي يزعم صك المحكمة أنه ضمن ملكيته !
• عندما عاش المسئول كمواطن كان ذاهبا للسوق قام سائق ليموزين بعكس الطريق ليصدمه صدمة شديدة وبعد حضور المرور وتسجيل تقرير الحادث تلاعبت به شركات التأمين ليأخذ قيمة إصلاح سيارته مع أن نسبة الخطأ كانت 100% على سائق الليموزين البنغالي، وفيما قام المرور بإطلاق سراح السائق المخطئ لأنه مؤمن على سيارته بقي هو لمدة ثلاثة أشهر في مراجعة للمرور وشركات التأمين للحصول على حقه وطوال هذه المدة كانت سيارته المصدومة دون إصلاح مما اضطره لاستئجار سيارة على حسابه .
• عندما عاش المسئول كمواطن سألته ابنته الصغيرة أين سنقضي الصيف يا أبي فأجابها : تحت ربوع مكيفنا الأسبلت أبو طنين إذا وافقت شركة الكهرباء .
وبعد هذه الحلقات المأساوية لم يتحمل هذا المسئول أن يعيش مواطنا يوما واحداً مرة أخرى مما اضطره لعقد مؤتمر صحفي للاعتذار لإخوته المواطنين و ليعلن لهم أنه يقدر معاناتهم وأنه سيشكل لجنة لحل جميع مشكلاتهم !
------
تذكرة/ عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم:
( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أو ضيعه )
قال أبو سعيد الزاهد: من عمل بالعافية فيمن دونه أُعطي العافية ممن فوقه.
كتبه /أبوبكر بن محمد
3/8/1431هـ
• عندما عاش المسئول كمواطن احتاج أن يبحث طويلا عن مدرسة ليسجل ابنه في الصف الأول الابتدائي لعدم صلاحية جميع المدارس الحكومية المجاورة له وهو لا يقدر على رسوم المدارس الأهلية.
• عندما عاش المسئول كمواطن توسل إلى موظف الخطوط في المطار أن يحجز له ولو دفع ضعف ثمن التذكرة ليشيع ويشارك في دفن والده المتوفى أمس في مدينة أخرى.ثم اضطر للسفر بالسيارة بعد خمس ساعات من المحاولات الفاشلة.
• عندما عاش المسئول كمواطن دار على من يعرف ومن لا يعرف وأراق ماء وجهه عند اللي يسوى واللي ما يسوى لتوظيف ابنه المهندس المتخرج حديثا.
• عندما عاش المسئول كمواطن تعب بسبب ابنته المتخرجة من الثانوية لتحصل على مقعد في الجامعة المحلية في مدينته، ولولا أن ابن عم خال نسيب ولد جارتهم كان سكرتير في مكتب مسئول في تلك الجامعة لما قـُبل فيها. علماً بأن جارتهم ناوية تخطب البنت لولدها.
• عندما عاش المسئول كمواطن بدأ يشتاق لأكل اللحم الذي لم يعد يراه إلا في المناسبات كما أن كثيرا من أنواع الفاكهة اكتفى برؤيتها في الصور فقط بسبب غلاء الرز.
• عندما عاش المسئول كمواطن تمنى لو أنه مات قديما قبل أن تحتاج أمه إلى سرير في مستشفى متخصص.
• عندما عاش المسئول كمواطن أصبح رهنا للبنوك التي حجزت راتبه ومستقبله كله لتسديد أقساط مضاعفة ومركبة من بقايا الأسهم ومن قروض جديدة لشراء أرض كان يحلم ببنائها ولكنه رضخ للأمر الواقع ليوصي أبناءه ببنائها مستقبلا.
• عندما عاش المسئول كمواطن قام ذات يوم بحمل التلفاز عاليا ثم هوى به إلى الأرض حينما كان يتابع برنامجا بعنوان هموم المواطن مدته ساعة كاملة مضى أكثر من خمسين دقيقة منه لإثبات أن حياة المواطن لدينا أفضل من غيره.
• عندما عاش المسئول كمواطن كان له معاملة روتينية في المحكمة ولم تنتهي إجراءاتها مع الواسطة إلا بعد سنة ونصف وأكثر من خمسين مراجعة وبعد انتهائها أصبح يدعو على من ضايقه أو آذاه بقوله:( الله يجعلك معاملة في محكمة مالك فيها واسطة).
• عندما عاش المسئول كمواطن اكتشف أنه يمكن استبدال عقوبة الأشغال الشاقة بعقوبة أخرى وهي إنهاء معاملة في البلدية بدون دفع رسوم وغرامات مبالغ فيها أو حتى دفع... ، مع أن المخالفات المسجلة عليه تقع داخل مساحة بيته والذي يزعم صك المحكمة أنه ضمن ملكيته !
• عندما عاش المسئول كمواطن كان ذاهبا للسوق قام سائق ليموزين بعكس الطريق ليصدمه صدمة شديدة وبعد حضور المرور وتسجيل تقرير الحادث تلاعبت به شركات التأمين ليأخذ قيمة إصلاح سيارته مع أن نسبة الخطأ كانت 100% على سائق الليموزين البنغالي، وفيما قام المرور بإطلاق سراح السائق المخطئ لأنه مؤمن على سيارته بقي هو لمدة ثلاثة أشهر في مراجعة للمرور وشركات التأمين للحصول على حقه وطوال هذه المدة كانت سيارته المصدومة دون إصلاح مما اضطره لاستئجار سيارة على حسابه .
• عندما عاش المسئول كمواطن سألته ابنته الصغيرة أين سنقضي الصيف يا أبي فأجابها : تحت ربوع مكيفنا الأسبلت أبو طنين إذا وافقت شركة الكهرباء .
وبعد هذه الحلقات المأساوية لم يتحمل هذا المسئول أن يعيش مواطنا يوما واحداً مرة أخرى مما اضطره لعقد مؤتمر صحفي للاعتذار لإخوته المواطنين و ليعلن لهم أنه يقدر معاناتهم وأنه سيشكل لجنة لحل جميع مشكلاتهم !
------
تذكرة/ عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم:
( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ذلك أو ضيعه )
قال أبو سعيد الزاهد: من عمل بالعافية فيمن دونه أُعطي العافية ممن فوقه.
كتبه /أبوبكر بن محمد
3/8/1431هـ
Kmys99@yahoo.com
0 التعليقات :
إرسال تعليق