إن كل مآسينا اليومية التي نعيشها صباحاً ومساءاً بدءاً من أول حفرة نواجهها حينما نخرج صباحاً إلى أعمالنا ومروراً بكارثة فيضانات مدينة جدة المأساوية وليس انتهاء بالمحطة التالية التي لا يعلم أحد أين ستكون إلا الله وحده .
مرد كل ذلك إلى سكوتنا عن الفساد الإداري وغيره من أنواع الفساد التي تنهش في مؤسساتنا وإداراتنا الحكومية دون استثناء وسواءً أكان ذلك بعلم المسئول أو بدون علمه فإنه لا يعفيه من المسئولية كما لا يعفينا من ضرورة الحديث عن الفساد والتذكير بوجوب مكافحته بجميع أشكاله.
وإذا كان بعض المسئولين حتى وقت قريب يعلن بكل ما أوتي من قوة أن الإدارات التابعة له تقوم بعملها وفق النظام ووفق مصلحة المواطن إلا أن الأيام تثبت بكارثة خلف أخرى أن تلك التصريحات والمؤتمرات الصحفية مجرد ذر رماد في العيون ولا تتعدى حقنة مخدرة يخدر بها المواطن .
لهذا ولغيره من ألوان وأشكال الكذب وتزوير الحقائق واختلاق المعاذير فإنه يجب الآن بعد تكرار سقوط الثقة في كثير من مؤسساتنا الحكومية التي فشلت في التعامل مع كارثة جدة بعد رسوبها في الدور الأول وفشلها في الدور الثاني في التعامل مع الكارثة حتى في أبسط أشكالها من تحذير المواطنين وتأمين خطط إخلاء للمواقع المتأزمة .
لهذا كله أقترح أن يفسح المجال للمشاركة الشعبية من خلال إشراك جميع فئات المواطنين و إنشاء هيئات شعبية في كل مدينة من مدننا لمكافحة الفساد بجميع أشكاله وقد أثبت المواطنون أنهم دائما السند الأول لكل مصيبة تحدق بالوطن ، فلا يصح بعد الآن أن يهمش المواطنون و يحد دورهم في المشاركة الاجتماعية من أجل التستر على مصالح شخصية لأشخاص معدودين شكلوا نوعاً من العصابات الخفية التي تحمي بعضها على شكل لوبي ما بين مسئولين وتجار لا تهمهم مصلحة الوطن والمواطنين قدر ما تهمهم مكاسبهم الشخصية .
وقد حاولت أن أبين آلية عمل هذه الهيئة الشعبية لمكافحة الفساد من خلال مقال مطول بعنوان (حصاد الفساد) وكلي أمل أن يجد تجاوباً من قبل أولياء الأمر لوضع حدّ لعبث كثير من المسئولين المتسترين بالبيروقراطية التي تحمي مصالحهم وحدهم فقط.
ألا أيها المسئولين على رأس كل إدارة أو منشأة حكومية أطيحوا بالفساد قبل أن يطيح بكم ،واعلموا أن ما حدث في جدة في عامين على التوالي يجب أن يكون يوماً تاريخياً - له مابعده -يسجل في صفحة الإطاحة بالفساد و الأخذ على أيدي الفاسدين والمفسدين.
كتبه / أبو بكر بن محمد
29/2/1432هـ
Kmys99@yahoo.com
0 التعليقات :
إرسال تعليق