عهدي بشاي ليبتون لا يتعدى تلك الدعاية القديمة إن لم تخني الذاكرة (الوقت يمضي والنكهة تبقى) ولا تتجاوز المعرفة بيني وبين ليبتون هذا إلا فيما ندر حينما يقدر الله علي أن أجامل من يقدم لي كأس شاي تتدلى عليه علامة ليبتون الصفراء لكن هذه العلاقة يوشك أن تتطور إلى مجالات أوسع وذلك نتيجة للخبر الذي نشرته جريدة اليوم 13754 يوم الخميس 7/3/1432هـ في ملحق الاقتصاد بعنوان مبادرة حوارات الإلهام النسوية تحفز سيدات الأعمال بجدة. الملتقى والمبادرة برعاية شركة يونيلفر ليبتون وفيه تصريح مدير الأغذية والمشروبات في يونيلفر توفيق الأخرس: ( إن حوارات الإلهام من ليبتون منصة حقيقية للمرأة لتحقق الإنجاز تلو الآخر ولترتقي الأمة وأننا نؤمن في يونيلفر ليبتون أن الخطى الصغيرة الثابتة قادرة على إحداث التأثير الكبير). ويقول الأخرس(أن ليبتون تشارك السيدات والفتيات من أجيال مختلفة الفرصة لتحقيق النجاح في مختلف نواحي الحياة من خلال اطلاعنا على تجارب ضيفاتنا وعطائهن لخدمة وطنهن ومجتمعهن ولن تأل الشركة جهدا في الاستمرار بتقديم كافة أشكال الدعم وضمن استراتيجية طويلة الأمد تمتد نحو كافة مدن المملكة) كما ورد في موقع جريدة الوطن .
بعد ذلك سأخرج بالمحصلة التالية: أيتها المرأة السعودية شاي ليبتون يدعمك لتحصلي على الحرية.نعم فشركة ليبتون تدعم كل ما يلهمك من حوارات ويحفزك من لقاءات.إذن أيتها المرأة السعودية اشربي شاي ليبتون تحصلين على الحرية والمساواة والرقي!.
الحمدلله انتهت همومنا ولم يصبح لدينا هم إلا إخراج المرأة السعودية المسكينة -التي ظلمها السعوديون- إلى مختلف نواحي الحياة ولأن هذا هو همنا الكبير والذي ذابت فيه جميع الهموم فقد أصبحت حتى الشركات التجارية المتخصصة في بيع الشاي على البوفيهات والمقاهي والسوبرماركت تعيش همنا لتشارك في إخراج المرأة السعودية إلى مختلف نواحي الحياة! والله أعلم أي النواحي يقصدون ؟
وأنا أتعجب حينما أصبحت المرأة السعودية مسكينة إلى هذا الحدّ الذي تحتاج فيه إلى شركة إنجليزية لتلهمها كيف تعيش ! وليست أية شركة بل شركة انصبت خبراتها في توزيع الشاي طوال عقود ماضية .ويظهر أن ليبتون شعرت أنها قد استحوذت على سوق الشاي في المملكة فأرادت بعد ذلك أن تمد أنشطتها إلى مجالات أخرى ولأن الشركات العالمية تدرس احتياجات الأسواق المحلية غالباً من خلال وسائل الإعلام فقد قامت بمتابعة صحافتنا المحلية وقنواتنا الفضائية لتجد أن أسخن القضايا هي قضية المرأة فقررت أن تستحوذ على حصتها من المرأة السعودية عفواً أقصد السوق السعودية.
وربما كانت شركة ليبتون تريد أن تخرج المرأة لتخالط الرجال فتزيد بذلك نسبة الطلب على كاسات الشاي وخاصة في الاجتماعات المطولة فإذا زاد الطلب على الشاي في المجتمع زادت حصتهم من السوق.
وهذه المبادرة المشبوهة أثارت لدي عدداً من الأسئلة وعذراً لشركة ليبتون العطوفة وللقارئ الكريم أيضاً على كم السذاجة التي تحملها أسئلتي :
-ماهي علاقة أنشطة شركات الشاي بقضايا المرأة عموماً ؟
-شركة ليبتون شركة إنجليزية الأصل ولم نسمع طوال أيامنا الماضية أنها قدمت مشروعاً للمرأة الإنجليزية ،فلماذا تخص المرأة السعودية بشهامتها ؟
-الأستاذ توفيق الأسمر الذي يصرح للصحافة يبدو من اسمه أنه غير سعودي كعهدنا في شركاتنا فلمصلحة من يصرح ويدعم ويقيم المنتديات والحوارات ؟
-شركة بن زقر الشركة الأم والوكيل المحلي لشركة ليبتون لم نسمع لها من قبل أي مشاركة مجتمعية فلماذا الآن تشارك في هذا النوع من القضايا؟وخاصة بعد كارثة جدة التي لم تشارك فيها بن زقر ولا ابنتها ليبتون السعودية مع أن مركزها الرئيسي في مدينة جدة ومستودعاتها الكبرى في جدة فلماذا لم تتقدم بأي خدمة لجدة حتى ولو كانت مجرد توزيع أكياس شاي ليبتون مجاناً على سكان جدة المنكوبين؟
-إذا كانت مبادرة الإلهام التي أطلقتها وترعاها ليبتون تهتم بقضايا المرأة السعودية فأين هي من احتياجات المرأة السعودية المحتاجة فعلاً ؟ وحتى لا أذهب بهم بعيداً فسأنقل لهم من نفس العدد في جريدة اليوم مبادرة بنك الجزيرة حيث قام بدعم 60 فتاة للحصول على دبلوم الخياطة ضمن برامج الأميرة جواهر لمؤسسة مشاعل الخير! .
إن شركة يونيلفر ليبتون في فرعها السعودي التابع لبن زقر لو كانت صادقة لتبنت مشاريع تدعم حاجات المرأة الحقيقية التي تتناسب مع المجتمع الذي تعيش فيه.
وعلى كل حال فأود أن أخبر شركة ليبتون أني من ضمن أناس لا يحبون منتجهم ولا أشربه إلا مضطراً لمجاملة من يقدمه لي أحياناً ،ونادراً ما رأيته في مجالس أو بيوت ، بل قد رأيت بعض كبار السنّ يشددون في النكير على شاي ليبتون ويطردونه من مجالسهم بسبب رداءته ويفضلون شاي ربيع عليه.
وباعتباري متذوقاً للشاي فإني أرى أن شاي ليبتون لا يمكن مقارنته بأنواع أخرى متميزة عنه وكل متذوق للشاي يعرف ذلك .
فليت شركة ليبتون تصرف أموالها وخطط دعمها لتحسين نوعية الشاي الذي تسوقه وإني نذير لها من أن سوق توزيع الشاي بدأت تتجه نحو شركات أخرى أخذت في سحب البساط من تحت تلك العجوز الإنجليزية فأولى لها مراجعة خططها واستراتيجياتها وترك التدخل في الصدام مع استراتيجيات الحياة الاجتماعية السعودية . وإذا لم تستجب فإني باعتباري مواطنا عربيا حرا أبيا وعلى ضوء التغيرات الحادثة في الساحة السياسية سأقوم بشن حملة على شركة ليبتون من خلال الفيسبوك لإسقاطها وإخراجها من السوق السعودية عبر إعلان مقاطعتها شعبياً واجتماعياً وبيان عيوب منتجاتها وقد أعذر من أنذر.
كلمة أخيرة/ ليبتون ما تقدر على كذا !!.
كتبه / أبو بكر بن محمد
8/3/1432هـ
kmys99@yahoo.com
0 التعليقات :
إرسال تعليق