هل سقط النظام السوري ؟

الأربعاء، 10 أغسطس 2011


بعد تونس ومصر واليمن المظاهرات تنتشر في سوريا من بلد إلى آخر مثل اشتعال النار في الهشيم.
الرئيس السوري يعد في خطابه باتخاذ إجراءات لإصلاح الأوضاع.
الناس يصرخون ( الشعب يريد إسقاط النظام ).
النظام السوري يقلب النظر ويدرس حالات الربيع العربي ويختار أشدّ وأصعب الخيارات المتمثلة في القسوة والقتل والفتك بالمواطنين ، وينزل الجيش بأسلحته الثقيلة لينفذ حرب إبادة شديدة لإسكات صرخات الشعب ولا يفرق بين كبير ولا صغير الكل تحت المجنزرات والمدفعية لا يعدو أن يكون أشلاء ما كان يسمى  مواطناً سورياً في يوم ما.
وتحدثت بعض التقارير السياسية عن أن سقف القتلى قد يصل إلى خانة عشرات الألوف في سبيل إسكات صرخات الشعب الأعزل ما لم يحدث تدخل خارجي.
ودول العالم تراقب الوضع في صمت مريع وتكتفي بمشاهدة القنوات الإخبارية وتؤجل التنديد والتهديد لعل وعسى أن يسكت الشعب ويرضخ ، أو يتعقل النظام ويفكر الرئيس في مصلحة بلاده .. ولكن هيهات لا هذا أصبح عاقلاً ولا أولئك عادوا يرضون بالظلم.
أصوات من هنا وهناك تندد وتصيح بأمريكا وأوروبا لعلها تقول شيئاً بعد يأسها من الدول العربية . ولكن يبدو أنها تنفخ في رماد.
تتوالى المجازر وحفلات تقطيع الأعضاء وتشريد العزل إلى حدود تركيا. وتبدأ تركيا في حركة استنكار و تلويح للنظام السوري.
وصلت أعداد الشهداء والمصابين إلى خانات الألوف ومازال الصمت الحكومي العربي والعالمي مطبقاً شفتيه.
وصلت فرق الموت والشبيحة إلى الناس في كل مكان وداهمتهم حتى في المساجد لتقيم لهم حفلات قتل بعد خروجهم من صلاة التراويح.
أما وقد بلغ السيل الزبى واعتدى النظام السوري بجيشه وخيله ورجله ولم يترك للصلح موضعاً في هذا الشهر الكريم و لم يرع حرمته ولا وقّر مكانته فقد بدأت بشائر سقوطه ؛ فها قد سلط الله عليه العالم كله  فالمسلمون يدعون أناء الليل وأطراف النهار وذوي القتلى والجرحى يضجون بسهام الليل ودماء الشهداء تشتعل في كل مكان لتزيد دوي سقوط هذا النظام البعثي النصيري الذي أكثر في الأرض الفساد وعمّ ظلمه كل شعبه ومواطنيه وقد جاءهم من خبر الثورات العربية مافيه مزدجر! حكمة بالغة فما تغني النذر.
وهؤلاء العلماء يحرمون ويجرمون ما يفعله النظام السوري سواء كانوا من داخل سوريا  أو خارجها .
ثم بدأ الصحو: فهذا العالم الغربي من أمريكا إلى أوروبا أخذت في التنديد والتهديد بالنظام السوري بعد صمتهم برهة من الزمن ينتظرونه ليسكت تلك الجموع فلما رأوا أنه لا محالة ساقط حاولوا استباق الأحداث ليقفوا مع الشعب.
وهذه الانشقاقات في صفوف النظام السوري تتكاثر يوماً بعد آخر .

وهذا خطاب خادم الحرمين الشريفين بارك الله في جهوده وسدده يضع النقاط على الحروف للنظام السوري ،ويتم سحب السفير السعودي من سوريا.
بل وحتى جامعة الدول العربية خرجت من كهفها لتستنكر ما يجري في سوريا.
كل هذا يحدث بعد جمعة صمتكم يقتلنا ، فماذا بقي بعد ذلك أما إنه لم يبق إلا إعلان السقوط والفشل الذريع لتسجيل نهاية فترة من التاريخ كانت تسمى حكم حزب البعث السوري بقيادة الفرقة النصيرية وليكتب بمداد أسود لتاريخ أسود عمن يسمى بالأسد .
أسد علينا وفي الحروب نعامة    فتخاء تفر من يهودي حاقد
ولينتهي  العقد الضائع لحكم الرئيس بشار كما وصفته منظمة "هيومن رايتس ووتش".
و يبدو أن الوقت متأخرا جداً أمام النظام السوري إذ لم يبق له إلا الهرب إن كان يريد الحياة أمّا البقاء في سوريا فقد انهى الشعب السوري كتابة قراره وأصدر مرسومه مختوماً بدماء الشهداء الزكية وصيحات الثكالى الباكية.
وقد كنت أراقب ما قاله بعض المحللين قبل فترة وجيزة من أن الطريق مازال ممكناً للرجوع أمام النظام السوري ما لم يتهور بدخول حماة أما وقد فعلها فقد احتسى سمه بيده والمسألة يبدو أنها مجرد وقت ، ولن يطول بإذن الله وقد آن لليل أن ينجلي.
ومع هذه البشائر بسقوط النظام السوري فإننا نُذكر إخوتنا السوريين أن يرصوا صفوفهم ويختاروا من بينهم مجلساً انتقاليا يسعى في الحصول على الدعم الدولي والإقليمي منذ وقت مبكر وأن يسعوا للوحدة وتجنب أسباب الفرقة التي تسعى فيها الأيد الخفية التي تخدم الدولة الصهيونية.
وقد صدر قبل فترة قريبة بيان من الدكتور عبد الكريم بكار حول الأحداث في سوريا و هو مختصر مفيد عن حال الثورة السورية نرجو أن يدرك من يتكلم عن الوضع أبعاده الحقيقية.

اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا وفي كل مكان ، وكن لإخواننا المستضعفين في كل مكان ، واجعل هذا الشهر رحمة ولطفاً بعبادك المؤمنين وخلاصاً من الظالمين يا رب العالمين .



 

كتبه أبو بكر بن محمد

1432/9/10هـ


0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .