أسعدك الله كما أسعدتنا

الجمعة، 26 أغسطس 2011


توالت المحن والنكبات في موسم الربيع العربي خلال ديار العرب فجعلت عاليها سافلها ومن لم تقصمه فقد أدخلته في كهف الخوف والتوجس لا يدري متى يأتي دوره ، وزاد الأمر ضيقا وكربا عودة الأزمة الاقتصادية الخانقة لتحيط مجددا بأمريكا وأوروبا وتبعا لها اقتصاد العالم .
ومع جميع ذلك تتابع الظروف الجوية القاسية لتصيب اليابان بزلزال عنيف يكبلها أمدا طويلا ويشغلها بنفسها واختلالات أمنية هنا وهناك من شرق العالم إلى غربه وجفاف وقحط شديد يفتك بأجزاء من القارة السمراء ليعيد لها كوابيس مجاعة مفترسة تبدأ بأطفالها وتثني بكبارها مع اقتتال وتفشي للمليشيات المسلحة التي نتعجب على ماذا تقاتل فلا يوجد بين أيديهم ما يقتتلون عليه سوى حب الرئاسة وتوارث الثارات والأحقاد.
وفي كل تلك الظروف يصرخ الضعفاء من ألم القتل والتعذيب في سوريا ، ويتخلل صرخاتهم أنات الأطفال في الصومال الذين لم يعودوا قادرين على الصوت لشدة الجهد والمسغبة .
ونرى نحن كل تلك المشاهد المحزنة وتكاد تنخلع لها قلوبنا وبخاصة في هذا الشهر الكريم حينما تبلغ الروحانية مداها ونتساءل كيف السبيل لمساعدة إخواننا وتذهب بنا الظنون كل مذهب ونشك في أنفسنا فهل يجوز لنا التمتع بالمطاعم والمشارب ونحن نرى جحافل الجوع تفتك بالصومال ونرى أطفالهم وقد غدوا أشباحا؟
ونرى ما يحدث في سوريا من سبّ لله ولدينه وانتهاك لحرمات الدين وقتل للمصلين وجرائم أشدّ من فعل اليهود ونتساءل هل يحق لنا السكوت عن نصرة إخوتنا هناك؟
وكم دعونا في صلاتنا لهم أن يفرج الله كربهم وأن يعينهم ، لكن ذلك وحده لم يشف صدورنا فلابد من تحرك ومتى يكون التكافل إن لم يكن الآن ومتى ينطبق علينا وصف(إنما المؤمنون إخوة ) ؟
ومع دعوات الصادقين حينما رفعوا أكفهم ، ومع كتابات المخلصين حينما جردوا أقلامهم ، بدأت بشائر الفرج إن شاء الله فأصدر خادم الحرمين سدده الله خطابه الفاصل في الشأن السوري ليضع النقاط على الحروف وليتغير مسار القضية دولياً لمصلحة الشعب السوري الذي نسأل الله أن يفرج عنه عاجلاً.
ونادينا ونادى الكثير بضرورة بدء حملة إغاثة شعبية عامة لإخوتنا  في الصومال ومدّ جسر جوي وانتخينا والدنا خادم الحرمين الشريفين فوفقه الله للأمر بحملة الإغاثة وبدأها بنفسه حين تبرع بعشرين مليونا ثم توالت بعد ذلك تبرعات إخوته وأبناءه المواطنين لتتجاوز المائتين مليونا صباح الأربعاء .
ونسأل الله أن تكون زيادة في أجر والدنا خادم الحرمين وأن ينال بها أجر السنة الحسنة.
ولما رأينا طلائع قوافل الإغاثة من قبل الجمعيات الإسلامية تصل إلى الصومال وبدأت في توزيع المؤن على الشعب الصومالي هدأت أحزاننا شيئاً ولعلها تسكن قريبا مع انتهاء أزمتهم وصلاح أحوالهم.
فيا أيها الشعب السعودي أسعدك الله كما أسعدتنا فما رأيناه منك من مشاهد التبرع لإخوتنا في الصومال لا يمكن وصفه ولا يمكن أن تراه في بلاد أخرى ،ولقد  جسدتم التكافل الإسلامي وشددتم أواصر الأخوة الدينية .

ويا والدنا خادم الحرمين الشريفين أسعدك الله كما أسعدتنا وفرج الله كربك كما فرجت كرب إخوتنا في الدين ، وجعل الله ما ادخره لك في الآخرة خيراً مما أتاك في الدنيا.

والحمد لله مستحق الحمد والثناء أولا وآخرا ، ففي نعمائه نغدو ونروح وإليه نسعى ونحفد  وبه نستعين وله نصلي ونسجد وبه سبحانه نلوذ ونعتصم ومابكم من نعمة فمن الله.
 اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا وفي كل مكان ، وكن لإخواننا المستضعفين في كل مكان ، واجعل هذا الشهر رحمة ولطفاً بعبادك المؤمنين وخلاصاً من الظالمين يا رب العالمين .



 

كتبه أبو بكر بن محمد

1432/9/26هـ



0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .