موظف ساهر شاب خرج من بيته على أمل أن يعود في نهاية دوامه وقد أدى عمله على الوجه المطلوب منه وبما تمليه عليه أمانته تحفه في ذلك طموحات وأحلام وآمال بالمستقبل الذي يبحث عنه كل شاب في مثل سنه؛ لكنه لم يعد!.
فعليه رحمة الله وعلى أمثاله ممن سفكت دماءهم وهم في خدمة أوطانهم.
وقد قتل من قبل جانٍ مجرم يبدو أنه معتوه أو مختل التفكير،ونأمل أن يلقى القبض عليه في أقرب وقت لينال جزاء ما اقترفت يداه.
لكننا يجب أن نعلم أن هنالك شركاء ساهموا في قتل ساهر من حيث لا يشعرون.
و هنا يثور سؤال لابد أن نجيب عليه دونما مغالطة ولا يجوز أن نتحيز فيه لطرف دون آخر. من قتل موظف ساهر؟
كنت قد كتبت قبل شهرين مقالا بعنوان( من فضلكم أوقفوا نظام ساهر) وقد توجست من أضرار وأخطار هذا النظام الذي صار بغيضاً من قبل المواطنين وقد وضحت وجهة نظري من ناحية تربوية واجتماعية وخاصة مع ظروف الربيع العربي الحالية وأثرها على الشباب.
وأنا على أمل أن يطلع عليه من بيده قرار ليضع حدّاً لما قد يحدث من تطورات واعتداءات ظهرت إرهاصاتها منذ بداية تطبيق النظام.
هل يعقل أن تكون سيارات ساهر سجون صغيرة متحركة؟
وهل يعقل أن ندعي حرصنا على تقديم خدمة للمواطن هو من يدفع غراماتها وتزاحم أبناءه في رزقه؟
ومن يسوغ المعاملة الربوية في تدبيل المخالفات ؟ وإذا كان هنالك من يسوغها فيجب إذا على مؤسسات الحكومة أن تدبل حقوق المواطنين التي تتأخر في صرفها لهم نتيجة لأخطاء تلك المؤسسات الحكومية.
نحن نريد من الناس أن يلتزموا بالنظام لكن علينا أن نتذكر أن النظام وضع لخدمتهم وليس العكس.
نحن لسنا ضد النظام لكننا ضد جور النظام ، وهنا نقول يجب أن تخفض الغرامات لتتناسب مع دخل المواطن وتلغى مضاعفتها أيضاً وأن تكثف أساليب التوعية وأن يشمل النظام الجميع .
لابد أن تعاد هيكلة وصياغة نظام ساهر بشكل متكامل ولن أكرر ما ذكرته من قبل في:( من فضلكم أوقفوا نظام ساهر) لكن الوضع يجب أن يعدل وليس عيبا أن تتراجع إدارة المرور عن نظام ساهر وتعدله لكن العيب أن نستمر في ما يؤثر على العلاقة بين المواطنين - وخاصة الناشئة- وبين مؤسسات الدولة.وإذا كان جيلنا ومن قبله يمكن أن يتقبلوا مثل هذا النظام الجائر فإن أمامنا أجيال جديدة تغيرت طرق تفكيرهم ووسائل تعبيرهم ونحن أحوج ما نكون الآن لاستصلاحهم وإشعارهم بأهمية الانتماء لوطنهم الذي يفترض أن يحبوه لا أن يخافوه، ويحترموا أنظمته لا أن يتحايلوا عليها.
0 التعليقات :
إرسال تعليق