يذكر بعض المحللين السياسيين أن من أهم قواعد سياسات الدول أنها كلما كثرت عليها المشكلات الداخلية هربت إلى الخارج
من خلال إثارة مشكلات دولية خارجية علّها بذلك تخفف من وطأة المعارضة الداخلية وتقوم بحشد الصفوف لمقاومة العدو الخارجي.
من خلال إثارة مشكلات دولية خارجية علّها بذلك تخفف من وطأة المعارضة الداخلية وتقوم بحشد الصفوف لمقاومة العدو الخارجي.
وقد تختلق بعض القوى السياسة صراعات بين أحزاب وفصائل لتشغل المواطنين في المعارك الدونكيشوتيه اليومية عن أزماتها الحقيقية.
يحدث ذلك في الجانب السياسي ؛ أفٍ للسياسة مالي ولها ؟!.
إنما أردت أن أتحدث عن سيكولوجية الضغوط التي تجعل الضعفاء يهربون إلى الخارج لعل وعسى الأمور تهدأ فجأة كما اشتعلت فجأة -هكذا يظنون - أو يَظن لهم من يثقون بهم لأنه ليس لديهم وقت ليفكروا أو يظنوا ، أوليس بعض الظن إثم ؟ فمالهم وله إذاً ؟.
وكمثال على ذلك تجد أكثر المسئولين عندما تكثر عليه ضغوط وطلبات وحاجات المراجعين، وحقوق الموظفين يهرب إلى خارج مؤسسته بحثاً عن اجتماعات أو انتدابات أو حتى أبواباً مغلقة ، ويعين مكانه بعض مساعديه أو نوابه من غير صلاحيات ولا إمكانات إلا صلاحية تصريف المراجعين وتسويف الحلول.
وعند اشتداد الضغوط ستجد المسئول القوي الأمين يهرب إلى عمق مسئولياته ليباشرها ويقوم بحقوق الناس فيها دون تأخير ولا مماطلة ولا احتقار لأصحاب الحاجات. وهو يعلم علم اليقين أنه ما وجد أحدٌ في نفسه كبراً إلا من مهانة يجدها في نفسه كما قاله الفاروق رضي الله عنه.
و في الجانب الاجتماعي كثيرة هي المشكلات والضغوط التي تضايقنا وتؤلمنا بشكل يومي ، وبعضنا إذا تعرض لها هرب إلى الخارج يبحث عن الخلاص –ولو مؤقتاً - في استراحة أو نزهة أو ترفيه مع شلته.
وحين يدخل الأب إلى بيته فيواجه حاجات الأبناء ونزقهم يحاول الهرب إلى الخارج ، حتى تهدأ عاصفة الطلبات والحاجيات التي لا قبل له بها لاسيما إن كان من ذوي الدخل المحدود.
لكن مع ذلك فإنك ستجد الأب الشفيق يهرب إلى دواخل أبناءه ليعرف حاجاتهم ويساعدهم على تحقيق ذواتهم بما يتواءم مع إمكاناتهم ومواهبهم ويُرشِّد حماستهم وانفعالاتهم.
والمرأة التي تفتقد الإشباع العاطفي في بيتها قد تلجأ لتعويضه في خارج بيتها وكذلك يفعل كثير من الرجال.
وكل تلك الألوان من الهروب إلى الخارج نوع من الحيل النفسية اللاشعورية التي يمارسها البعض بشكل يومي تجاه الضغوط .
فليت أننا نربي أنفسنا على الهروب إلى دواخلنا لنتعرف على خلجات أنفسنا وحاجاتها ونقائصها فنعالج جذورها ونصلح منها . مقتنعين بما قاله بعض الحكماء لا تبحث عن السعادة في حديقة جارك.
(الصورة عن مدونة نافذة من داخل إنسان)
(الصورة عن مدونة نافذة من داخل إنسان)
خالد بن محمد الشهري
1433/3/11هـ
0 التعليقات :
إرسال تعليق