المشكلة في الدوام لا الإجازات يا سمو الوزير

الجمعة، 24 فبراير 2012




  نشرت صحيفة اليوم السعودية حوار وزير التربية خلال لقاءه بمعلمي حائل وفيه: 

(كشف صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم عن عدم اقتناعه بأيام العطلات المقررة للطلاب بمختلف المراحل الدراسية خلال العام الدراسي، واصفا إياها بأنها (كثيرة وغير مقنعة) وأكد أن الوزارة شكلت فريق عمل خاص لدراسة دمج إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني «التنشيطية» مع إجازة منتصف العام، وذلك تمهيداً لرفع توصياتها النهائية بشأن ذلك إلى المقام السامي لاعتمادها)
ونود أن نذكر سمو وزير التربية والتعليم أن مشكلة التعليم عندنا ليست في الإجازة وإنما المشكلة في أيام الدوام.وكل معضلات التعليم المستعصية على الحل بمباركة الوزارة إنما تحدث أثناء الدوام .. ونفيد سموكم بأن الإجازة تعتبر مصدر أمان وطمأنينة لأولياء الأمور ولإدارات المدارس ولكافة أجهزة المجتمع بدون استثناء!.
فكيف يكون ذلك؟
وهذا هو واقع التعليم حين نخاف على أبنائنا أثناء تواجدهم في المدرسة بسبب انعدام الرقابة والمحاسبة للمعلمين المهملين والمستهترين والذين لا يحسن بعضهم السلوك التربوي لضعف تأهيلهم ؛ و بعضهم قد يتصرف بنوع من الرعونة وهنالك من تصدر منهم تصرفات غير أخلاقية!.
وبطبيعة الحال فإن اللوم لا يقع عليهم وحدهم فهم بين جاهل لم يجد من يعلمه أو مسيء لم يجد من يؤدبه وكلا الأمرين بسبب قصور في برامج تأهيل المعلمين في الجامعات وسكوت وزارة التربية على ضعف تأهيل المعلمين وسلوكهم طوال سنوات خدمتهم في التعليم.
نعم يوجد معلمين صالحين لكن الصالح من المعلمين -وهم الأكثر بحمد الله- لا يملكون ضبط أولئك القلة السيئين وحتى المديرين و المشرفين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً بسبب ضعف النظام وغاية جهدهم محقق يذهب وآخر يأتي وقضية ترفع وأخرى تتبع وتنقطع سنوات ويتخرج الطلاب ولازال أولئك المعلمون السيئون على حالهم. فإلى من ترد هذه المشكلة ؟
لاشك أنها إحدى إشكاليات نظامنا التعليمي القديم والمتهالك والذي لا يحفل بالمراجعة –من قبل الوزارة- ولا بالتجديد إلا في أمور شكلية ومؤتمرات إعلامية لا تغني عن الميدان شيئاً مذكوراً.
وطالما أن الوزارة مهتمة بحضور الطلاب فإننا نذكرها بقضية أخرى مهمة تتعلق بالإجازات والأيام  التي تسبقها  والتي تليها حين يكثر الغياب الجماعي بإيحاء من بعض المعلمين بعدم أهمية حضور الطلاب فيحرص الآباء على إبقاء أبنائهم في البيوت خوفاً من المشكلات السلوكية والإهمال الذي يتعرضون له تحت سمع وبصر المدرسة ، وكل أب مشفقٍ تهمه مصلحة أبناءه فإنه سيمنعهم من الدراسة خوفاً عليهم.
وهذه المشكلة مزمنة والسبب فيها يعود بالدرجة الأولى إلى النظام بشكل عام ولا يمكن أن تعزو المشكلة إلى المعلمين أو إدارات المدارس ولا تحملهم المسئولية وحدهم، إذ أن المدارس في وضعها الراهن تعد بيئة طاردة وليست جاذبة وكل ما فيها بعيد عن إغراء الطالب بالحضور.
ولبّ مشكلاتنا التعليمية إنما تكمن في أن من بيده القرار لا يدرك أبعاد ما يدور في الميدان بشكل حقيقي وهم في الغالب غير تربويين بينما الخبرات التربوية معزولة تماما عن دوائر صنع القرار؛ وسيبقى الحال على ما هو عليه حتى تحل هذه المعضلة، والحمدلله على كل حال.

                                                  خالد بن محمد الشهري
                                                    1433/4/2هـ

                                              

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .