نلاحظ انتشار المقاهي (الكوفي شوب) وكثرتها إلى حدّ تجاوز حاجة المجتمع حيث أصبحت ظاهرة لافتة للنظر
ولو دققت في فائدتها وقارنتها مع أسعار خدماتها لخرجت بنتيجة أكيدة أننا مجتمع
ولو دققت في فائدتها وقارنتها مع أسعار خدماتها لخرجت بنتيجة أكيدة أننا مجتمع
فارغ وغني فإذا أضفت له الشباب فقد استُـكملت عناصر الضياع كما قال أبو العتاهية:
إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أيما مفسدة
وكثرة هذه الأماكن التي خصصت لتضييع الأوقات يدل على أن لدينا خللاً في التخطيط الاستراتيجي إذ يجب أن تقوم المؤسسات الحكومية والأهلية الكبرى باحتواء هذه الأعداد الضخمة من الشباب الذين يتسكعون بين المقاهي وفي الشوارع لا يعرفون كيف يقضون أوقاتهم، ولا يمكن أن تلقي باللائمة على الشباب إذ لو وجدوا ما يشدهم لما جلسوا في تلك المقاهي والأماكن يضيعون أوقاتهم ، نعم قد نحتاجها للترويح وتغيير النشاط مرة بعد أخرى لكن أن تصبح ضمن الجدول اليومي فهذا ما لا يمكن أن يكون لو كان لدينا عملا مهما دنيويا كان أو أخرويا.
هل تُراني أسرفت في ذمها ؟! هذا ما سيقوله من أدمنها.*
لكن الوقائع أثبتت أن منها ما أنشئ لضرار المجتمع في دينه وعقائده ، وجولة فيما بين تلك المقاهي والنظر إلى ديكوراتها فقط دون ما يجري فيها يثبت لكل عاقل أن أكثرها معول هدم لثقافة المجتمع ودينه وإلا فما الداعي لأن يستنسخ أكثر تلك المقاهي تصاميم البارات الغربية وأدواتها وطريقة صف أدوات الخمور وكاسات العربدة والإضاءة الخافتة جدا التي توحي بأجواء لا تصلح للأماكن العامة في ثقافتنا.
تقول العرب (البعرة تدل على البعير والأثر على المسير) فعلام تدل مظاهر أكثر هذه المقاهي؟
نحن لا نحرم ولا نجرم التمتع بالطيبات والاستفادة من منتجات العصر (قل من حرم زينة الله التي أخرجها لعباده والطيبات من الرزق) لكننا نعلم أن كثيرا من بني جلدتنا فتنوا بالغرب حتى أصبح بعضهم غربيا أكثر من الغرب!.
وقد آن لنا جميعاً أن نصحح الوضع وأن نذكر أصحاب هذه المقاهي بخطورة تجارتهم التي لا أشك أن كثيرا منهم لا يعلم بأضرارها المستقبلية من حيث كونها عنصر تغريب أكثر من كونها مجرد أماكن ترفيه.
ولعله من المتحتم الآن على تجارنا الصالحين توفير البدائل للشباب وإنشاء مقاهي وأماكن ترفيه تعزز ثقافتنا وعاداتنا وتبرز الجوانب المضيئة في حياتنا اليومية وتحافظ على علاقة شبابنا بمجتمعهم لتكون مواطن بناء للحمة الاجتماعية لا معاول هدم تعين معاول الخارج على نقض حصوننا من الداخل.
*من كتاب قصة الترف
الصورة عن/ aldawly.com
كتبه أبو بكر بن محمد
1433/4/11هـ
@abubaker_m
0 التعليقات :
إرسال تعليق