الشيخ عبدالمحسن العبيكان مستشار في الديوان الملكي بمرتبة وزير كما نعرف وسواء أعجبنا أم لم يعجبنا ما صدر منه إلا أن لمنصبه حصانة يفترض أن تراعى وتعطى حقها من الأدب مع الجهة التي ينتسب إليها وظيفيا.
وسواء رضينا بما قاله أو خالفناه إلا أننا مع ذلك يجب ألا نردّ على أحد وننتقده ثم نستخدم نفس أسلوبه ثم لا نكتفي حتى نزيد عليه سوءا لنكون شرّا منه.
تقول العرب في أمثالها " رمتني بداءها وانسلت " وهذا شأن كثير ممن شنّ حملته على المستشار في الديوان الملكي الشيخ العبيكان .
ولو كان الأمر مجرد نقد لأقواله لاتفقنا مع المصيب ووقفنا مع صاحب الحجة أيّاً كان وهذا واجبنا جميعاً ، لكن الحزام جاوز الطبيين ونفخ في كير الفتنة من كان من واجبه أن يئدها وكل يغني على ليلاه التي لم تغن عنه من الحق شيئاً.
ولما قال معالي الشيخ العبيكان ما قاله – وإن خالفناه- تحول بين عشية وضحاها من معالي المستشار إلى المدعو !!.
وليت ذلك حدث من صغار طائشين لهان الخطب إذاّ ولدارت الأقلام في الأخذ والردّ ومرادها إحقاق الحقّ. لكن طار في العجة قوم كأن أحدهم قاعد بمرصد ينتظر الفرصة لينقض بقضه وقضيضه ووعده ووعيده في سخف من الرأي وجلبة من الكلام السخيف الذي لا يرضاه العقلاء مما أثبت تهما قديمة ضدّ هؤلاء المتورمين من رؤساء التحرير الذين تخال ورمهم سمنا لكن الحوادث تكشف عن غثاء فكر وسوء منزع .
ومن قرأ ماكتبه رؤساء التحرير هؤلاء يتعجب من دورهم في الأزمات الاجتماعية ويجدهم في الأخطار الخارجية أودع من حمائم السلام ثم تكشف الأزمات الداخلية عن صدر أحدهم وإذا به مسعر حرب ضد فئات معينة.
وسؤالي هل هذا من صميم عملهم أم أنهم كما يصفهم البعض مجرد هواتف عملة وكتبة لنشر أفكار تملى عليهم؟.
لقد أصبنا بخيبة أمل كبيرة فيهم مرة بعد أخرى فمتى نرى لأمثالهم دواء ؟
انظر مثلا إلى الوعيل رئيس تحرير صحيفة اليوم يصف العبيكان بأنه : شاذ و ينعته بالمدعو.
وهاشم رئيس تحرير عكاظ يصف العبيكان بأنه "ظلاميا" و" أنه فقد عقله وصوابه".
والمالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة يصف العبيكان بأنه يريد" أن يكون حاضراً في وسائل الإعلام " و " إنه تصرف أحمق " و يقول " لقد بلغ السيل الزبا - كما يقولون - وآن للعبيكان بعد أن قال ما لا يقال أن يريح ويستريح".
والسديري رئيس تحرير صحيفة الرياض –وعميد الصحفيين- يصفه بالمدعو و يطلب تقديمه للمحاكمة ويوافقه هاشم ولا يبعد عنهما الآخران كثيرا.
وليسوا وحدهم من خاض غمار هذه الواقعة :
وسوى الروم خلف ظهرك روم*** فعلى أي جانبيك تميل ؟
ولئن كان هؤلاء الصحفيين ورؤساء التحرير يطالبون بمحاكمة العبيكان أفلا تأدبوا وانتظروا قليلا حتى يُعفى من منصبه وتسقط عنه حصانة "معالي الوزير" ويثبت له لقب " المدعو" بشكل نظامي؟
واستنادا لما فعله هؤلاء الموتورين ومجنديهم فإني أطالب بمحاكمتهم لتطاولهم على الديوان الملكي وموظفيه ؛ وعلى سجلهم السيئ في إثارة الفتنة في المجتمع والتي يُفترض أن يعملوا على وأدها ولا ينفخوا فيها لتأليب بعض فئات المجتمع على بعضهم الآخر.
كما أطالب بمحاكمتهم على سوء استغلالهم لمناصبهم والتنفع بها لمصالحهم الشخصية ، ورفع الدعم الحكومي عن الصحافة الورقية التي تؤلب المجتمع على بعضه.
وخزة ضمير: من علم أن كلامه من عمله اتقى عليه.
كتبه أبو بكر بن محمد 1433/6/19هـ
@abubaker_m

0 التعليقات :
إرسال تعليق