غرق "كائنا من كان"

                                                    
بعد صدور أحكام المتهمين في قضية سيول جدة أصبنا بخيبة أمل شديدة
في قضية شائكة كانت ستحدد مسار مكافحة الفساد واجتثاثه من جذوره لكن بكل أسف وجدنا أن الوضع سيبقى على ماهو عليه ؛ وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء الذي سيطول انتظاره له حتى ييأس ويتمنى أنه تنازل عن القضية من بدايتها وسلم من همها وتبعاتها .
وقد تداول الناس هذه القضية ونفسوا عن بعض خلجاتهم في تويتر و التقطت بعض التغريدات "البائسة" التي تنم عن خيبة أمل في نتائج المحاكمة التي طالت دونما فائدة وقد كنا نأمل أن تنصف الأموات قبل الأحياء...
وهذه التغريدات التي أنقلها تقيس نبض الرأي العام لعل بعض المسئولين وأولي الأمر يقرأها ويتمعن في مدى الاحباط لدى المواطنين فيعمل على تدارك الأمر حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه وقد قيل صديقك من صَدَقك لا من صدّقك:


-الحمد لله المحكمة برأت متهمي ‎‫سيول جدة‬‏ كدت أن أشك في مسؤولي بلادي وأظن بهم السوء لكن قرار المحكمة قال لي ( لا فساد في وطني) يا رب الطف بنا.
- بل السيول هي المتهمة في الكارثة فكان عليها ألا تنزل بغزارة أو أن تنذر الناس قبل نزولها بسنة أو سنتين ليأخذوا حذرهم ويستعدوا لها.
-بعد انتهاء التحقيقات: المتهم الاول والاخير بالكارثه هو: الماء! لذلك سوف يتم قطع الماء عن المدينه لمدة سنه جزاءا له وردعا لامثاله.
-تلك الأرواح التي ذهبت سُدى في السيول، ستجد من ينصفها في يوم تشيب له الولدان، اللهم ارحمهم .
-هؤلاء ضحايا.أطفال ونساء وشباب رحلوا بلا سبب..من يتحمل المسؤولية.ولماذا نتجاهل الرأي العام الذي صبر سنين لمعرفة القاتل!.
-يكادون يرصدون دبيب النمل، فككوا القاعدة وصادروا أموالها وسجنوا خلاياها، أنقذوا أمريكا من تفجير طائرة مرتين وعجزوا عن كشف رؤوس فساد سيول جدة‬‏.
-أحكام البراءة في ‎‫سيول جدة‬‏ تقول لنا إن لجنة التحقيقات و البيانات الصارمة و السنوات الطويلة من الترقب مجرد مسرحية مخرجها السيد كائناً من كان.
-أثبت حكم البراءة للمتهمين في ‎‫سيول جدة‬‏ أن المحاكمة لم تكن سوى مسرحية لامتصاص غضب الناس.
-خبر عاجل : براءة " المـاء " من كارثة سيول جدة .. وإعلان اسم آخر الغرقى : الحقيقة ! .
-الأمر الملكي بعقاب كائنا من كان.. بشرى سارة حصلوا "كائنا من كان " ضمن الغرقى .. وعليه أقفلت ملفات القضية وتمت تبرئة المتهمين.


وخير من تغريدات أولئك كلها  قول الله تعالى : ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ  ).


وقول النبي عليه الصلاة والسلام : (إنه لا قدست أمة ، لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع) صحيح الجامع




                                                    كتبه أبو بكر بن محمد
                                                        1433/7/12هـ