أخي المعلم أختي المعلمة تذكرا دائماً أنك (أب مربيان) ولستا موظفان وأنكما قد حملتما أمانة تربية الجيل وأنكما من صناع المستقبل فكل ما تؤديانه اليوم لأبنائنا سيظهر أثره غداً على المجتمع وعلى الأمة، وإذا كان غيركما يبني العمارات فأنتما تبنيان الأرواح وفي حين يعالج غيركما الأجساد فأنتما تعالجان القلوب والنفوس، وإذا كان غيركما يصوغ العبارات وينمقها فأنتما تصوغ العقول ، وإذا كان غيركما يرسم الجمال ويجسده فأنتما ترسمان مستقبل الجيل ، والتعامل مع أطفال وشباب برءاء يتأثرون بالمربي مباشرة ولهم نفوس سريعة التفاعل ولا يمكن له أن يربيهم حتى يحبوه ويشعروا بحرصه على مصلحتهم، فإذا هم أحسوا بمحبته استجابوا له فأستطاع أن يربيهـم، فلا تجعـل أيها المربي العقوبة من همك أو طريقتك عند التعامل مع أبنائك الطلاب وإذا احتجت إلى ذلك مع بعض الطلاب المشاكسين فأحرص على أن لا تقوم أنت بالعقوبة بل أجعل ذلك لإدارة المدرسة فإن الطالب إذا عاقبته شعر بالإهـانة وانكسرت نفسه أمام زمـلاءه الطلاب فأدى ذلك إلى نفرته منك فخسرته وربما أصبح طالباً مشاكـساً فيتسبب لك في قلق طـوال العام مما يؤثر عليك سلباً فيضعف أدائك داخـل الفصل وخارجه بسبب طالب واحد مشاكس.
ومع ذلك فإن لك أيها المعلم -والمعلمة- فضائل ليست لغيرك وضامنها لك هو نبينا -المعلم الكامل- عليه أفضل الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى فعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله e مر بمجلسين في مسجده فقال: "كلاهما على خير وأحدهما افضل من صاحبه، أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم ، وأما هؤلاء فيتعلمون الفقه أو العلم ويعلمون الجاهل فهم أفضل وإنما بعثت معلماً " قال ثم جلس فيهم. رواه الدرامي وابن ماجه.
وعن النبي e أنه قال: "ما من رجل مسلم تعلم كلمتين أو ثلاثاً أو خمساً مما فرض الله عز وجل فيتعلمهن ويعلمهن إلا دخل الجنة". رواه أبو نعيم وإسناده حسن.
وعن أبي هريرة أن النبي e قال: "أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علماً ثم يعلمه أخاه المسلم". رواه ابن ماجة بطريق حسن.
وعن النبي e أنه قال: "والله لأن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم". متفق عليهوأنت فوق ذلك وأنت وريث النبي e في علمه وعمله- إن كنت من المخلصين الصادقين- كما قال e "إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر". رواه الترمذي.
ألا أيها المعلم – إنك تحمل أعظم وأشرف مهنة حملها إنسان على وجه الأرض، فلقد كانت مهمة سيد البشر محمد بن عبدالله e.
فاجهد في العمل لما يسرك الله له بارك الله في جهدك وعملك.
وهذه هدية مني متواضعة أرسلها لك لعلك تجد فيها فائدة مع تحياتي.
0 التعليقات :
إرسال تعليق