في التعليم الحلول البسيطة تفرق

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017




في التعليم الحلول البسيطة تفرق

العامل في ميدان التعليم يواجه عددا من المشكلات وهذه إحدى طبائع السلوك البشري ومن صفات الحياة بشكل عام وبعض هذه المشكلات قد تربك مؤسسات التعليم بشكل يستنفذ طاقة العاملين ومواردهم.
وهنا يأتي دور القيادة فإذا كان على رأس المؤسسة التعليمية قائد فإنه سيبحث عن حلول أفضل تساعد مؤسسته أو مدرسته على تجاوز مشكلاتها ..
وإن كان مديرا فسيلتزم بالنظام بشكل حرفي مهما تعقدت المشكلة ومهما جرت من مشكلات أخر إضافية!!
وأسوأ منهما أي القائد والمدير أن يكون مجرد مراقب وجل همه أن يبحث عن من يرتكب خطأ ليوقع عليه عقوبة نظامية ، مع أن ذلك المخالف للنظام خالف بسبب عدم توفر الاشتراطات التي ينص عليها النظام !!
لكن سلوك المراقب مهووس بإيقاع العقوبة فقط ولا يعنيه أسبابها ولا غير ذلك مما يحتاج إلى إعمال فكر أو فهم لأهداف المدرسة أو المؤسسة التعليمية التي من أجلها وجدت وأنشأت ، إنه أشبه بكاميرا ساهر لاترى عدستها سوى المخالفة فقط..
وللتذكير بأهمية إعادة التفكير في الأخطاء والمشكلات التي تحدث في المدارس والبحث عن طرق إبداعية لعلاجها ألفت إنتباه المدير والمراقب لبعض الحلول البسيطة والصغيرة التي أحدثت فرقا كبيرا في ميادين التعليم..
فمن ذلك على المستوى التنظيمي مثلا كان انتقال الطلاب من مرحلة إلى أخرى مزعجا ومربكا فلابد حضور ولي أمر الطالب لاستلام ملفه والذهاب به للتسجيل في مدرسة للمرحلة التي انتقل لها إبنه وكانت نهاية العام وبدايته أشبه بالمآساة لكثرة المراجعين والفوضى وعدم انضباط التسجيل وشيوع الواسطة في المدارس ، حتى ظهر حل إبداعي بسيط وغير مكلف وهو انتقال ملفات الطلاب بشكل آلي لأقرب مدرسة إلى مدرسته التي أنهى مرحلتها ، وتنفست إدارات المدارس الصعداء.
ومن ذلك أيضا مشكلة توزيع الكتب على الطلاب كانت تشكل مأساة في بداية العام وتستغرق أكثر من أسبوع لأن كل مادة كانت تأتي وحدها وتحتاج إلى تصنيف وتوزيع للنسخ ثم تجميعها لتوزيعها على الطلاب ، حتى جاء حل إبداعي بسيط وغير مكلف وهو أن تأتي مجموعة لكل طالب على حدة وأصبح توزيعها في اليوم الأول ممكنا وسهلا.
ومن المشكلات التي واجهت المدارس المشتركة في مبنى واحد لأكثر من مرحلة ما يحدث من تنمر وإعتداء من الطلاب الكبار على الصغار فقامت المدارس بجعل فسحة كل مرحلة مختلفة في التوقيت فإنخفضت المشكلات بشكل كبير جدا.
وعلى سبيل المثال داخل الفصل الواحد كان المعلم يشتكي من عدم مشاركة الطلاب في الحصة ولما درب على بعض الاستراتيجيات البسيطة مثل أعواد المثلجات تغيرت استجابة الطلاب لأنهم أصبحوا جميعا يتوقعون مفاجأتهم بالمشاركة .. وغيرها كثير من الاستراتيجيات التي تغير سلوك الطلاب داخل الفصل..
ومن الحلول الإبداعية التي يعرفها قادة المدارس في التعامل مع بعض الطلبة المشاكسين والمتنمرين تكليفهم بجماعة النظام فيحولونهم من أعداء لأنظمة المدرسة إلى شركاء في تفعيل النظام المدرسي ..
وعلى مستوى مكاتب التعليم قامت بعض القيادات الفاعلة في عقد شراكات مع مؤسسات المجتمع ومع بعض الشركات للمساهمة في تطوير المدارس أو حل بعض المشكلات التي قد تواجههم وكمثال على ذلك التعاون مكافحة المخدرات في عملية التوعية بأضرارها..
نتيجة بحث الصور عن حلولالمهم في كل ماذكرته سابقا التأكيد على أنه ليس بالضرورة البحث عن حلول مكلفة ولا مؤسسات استشارية متخصصة لعلاج المشكلات التي نواجهها في مدارسنا وفي مؤسساتنا التعليمية بل قد يكون الحل في تغيير صغير وبسيط لكنه يحدث فارقا كبيرا في الحل..
فهل ستعمل وزارة التعليم على البحث عن حلول إبداعية ودعمها وإن كانت بسيطة ، أم أنها تفضل الالتزام بحرفية النظام وتحويل إداراتها إلى مجرد كاميرات ساهر؟!




               كتبه 
خالد بن محمد الشهري
مستشار نفسي وتربوي
وأخصائي تقويم التعليم
1439/1/28هـ

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .