أتركوا المحروسة وشأنها

الأحد، 13 فبراير 2011






صباح الخير يا أرض الكنانة-----وداعاً للظلــــــوم وللخيانة
صباح مشرق بالعدل يزهو-----وعاشت أم دنيانا المصانة
فمصر في جبين المجد نور----ومن بين المعادن كالجمانة
فطابت أرض مصر وساكنيها----رجال ما ارتضوا ذلّ المهانة



  تتابعت الأحداث في مصر بتدرج عجيب وضبط نفس لم يشهد له تاريخ الثورات مثيلاً حتى اصطلح على تسميتها بثورة اللوتس نسبة إلى تلك الوردة الجميلة وحق لها ، إذ أننا وضعنا أيدينا على قلوبنا مخافة أن يحدث في مصر ما حدث في غيرها من فوضى  لاسيما مع وجود الشباب وكثرتهم وهم إلى النزق والتهور أقرب ، لكن الأيام أثبتت أن هؤلاء الشباب كانوا أكبر وأعظم انضباطاً مما توقعنا.
وثورة اللوتس كما سمتها بعض وسائل الإعلام حاولت بعض القوى الخارجية جرها إلى مناطق مشتعلة لكن حكمة الثوار وأناتهم وإجماعهم على رفع الراية السلمية والهتاف لها أحبط حتى الآن محاولات التدخل غير الحميدة ولا النزيهة ، وأثبت المصريون أنهم لا زالوا أساتذة العالم رغم غيابهم الطويل عن الساحة العالمية كما أثبتوا مرة أخرى أن مصر هي أم الدنيا حقاً إذ أنها ما زالت رحيمة حتى مع ثورتها على أبنائها العاقين.
وحينما أتابع الأخبار واستمع إلى التحليلات من بعض المحللين غير المصريين يتملكني العجب حينما يضربون الأخماس في الأسداس ويحاولون أن يستمطروا ما حدث من ثورات في غير مصر ليسوغوا جهلهم ويسوقوا تحليلاتهم غير المنصفة ولا المنطقية في جهل تام للطبيعة المصرية ولصفات الشعب المصري الأصيلة التي غطتها حقب من الاستبداد السياسي والعسكري وجاءت هذه الأزمة لتكشف عنها وتعيد لها نضارتها وإشراقها.
وإذا أردت أن تفهم ما يجري في مصر فلا تستمع إلا للمحللين السياسين المصريين فهم الذين يعبرون حقيقة عن ما يحدث ويظهرون خباياه بفن وفهم وإدراك ، أمّا غيرهم فإنما هم متشبعون بما لم يعطوا أو مسوقون لمصالح قوى أخرى ، وأشدّ ما يؤلمني في مثل هذه الأوضاع أولئك المتطفلين على المائدة المصرية والواغلين على أبناء النيل من أناس يُظهرون أنهم مهتمون بالشأن المصري و هم في الحقيقة يفسدون أكثر مما يصلحون ولهؤلاء أقول :
أتعلمون أساتذة العالم كيف يصنعون ؟
إنما دوركم أن تشاهدوهم وتتعلموا منهم كيف يغيرون مشاهد الحياة دون تدمير ولا عسف ولا قتل،وكل ما حدث من أضرار وقتل وإصابات فإنما كانت بسبب النظام وأجهزته التابعة له كما بينت توالي الأيام.
وإلى الذين يتباكون على الوفيات الذين نسأل الله أن يغفر لهم ويرحمهم فإن أمثال هؤلاء هم وقود الثورات وليس العجب في وجود قتلى بل العجب من قلة عددهم في ثورة عظمى كهذه حين تنضبط فلا تتسبب في اقتتال عنيف ومع اقتراب نهايتها فإن عدد الوفيات لا يصلون إلى عدد من قتل في حادث قطار أو طائرة بشكل يومي في أي مكان من العالم،ونحن نوقن بأن زوال الدنيا أهون عند الله من قتل نفس مؤمنة ولكن لو فقه النظام الحاكم وأجهزته الأمنية هذا لما قتل ولا أصيب أحد والأمر لله من قبل ومن بعد.
فإلى جميع من يتحدث في الشأن المصري من شرق العالم إلى غربه وإلى المسلمين وغير المسلمين العالمين والمتعالمين ممن ينظر إلى عطفيه حينما يتكلم أقول:
دعوا المحروسة وشأنها
وتابعوا لتتعلموا منها كيف تكون الرحمة والتآخي والانضباط والحرص على الوطن في تآلف عجيب ورفض للتدخل الخارجي من أي جهة كانت.
ولن تعجز مصر أن تعلمكم درساً جديداً في تغيير مسار التاريخ وقد كانت طوال تاريخ طويل أستاذة العالم ومنارة من منارات البطولة العربية والإسلامية،وهي على مرّ السنين أعظم رأفة بذوي رحم وذمة أوصى بهم الحبيب عليه الصلاة والسلام.
ولها ولعلمائها يدين العالم كله في العلم والفقه والدين والسياسة ولا يضيرها أنها غفت قليلاً فهاهي استيقظت بعد أن جددت نشاطها لتجبر العالم أن يقف لها احتراماً وإعجاباً .
وليجلس بين يديها لتلقي مبادئ العلوم عن حياة الشعوب كيف ينبغي أن تكون ؟.
اللهم أحفظ مصر وأهل مصر وأعز دينك وأنصر أولياءك وخذ بأيدي أهل مصر لتعود حصناً منيعاً من حصون الإسلام كما كانت واصرف عنها كيد الخائنين.اللهم وأحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين.
كتبه / أبو بكر بن محمد
عصر الجمعة 8/3/1432هـ
kmys99@yahoo.com          

الأبيات للشاب عمر بن خالد الشهري

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .