ثورة الدم...ليست أولى حماقات القذافي

الثلاثاء، 22 فبراير 2011


   من ثورة الياسمين في تونس إلى ثورة اللوتس في مصر إلى غيرها في دول أخرى وصولا إلى ثورة ليبيا التي يحق لها أن تسمى ثورة الدم حيث هان دم الشعب الليبي على القائد المجنون الذي استقدم عمالة مرتزقة من الخارج ليهدم بلده ويقتل أهله في غباء شديد لا يدل إلا على مدى جنونه المعروف عنه منذ سنين طوال.
وإلا فحينما ترى أن الشعب خرج عليه والدعاة والعلماء الليبيين أفتوا بأنه يجب الخروج عليه ولا يجوز البقاء تحت حكمه –فضلا عن علماء البلاد الأخرى- وترى أيضا كيف أن بعض قادة جيشه انسحبوا من جيشه وانضموا للثورة الشعبية وكذلك وزراء وقادة في الشرطة وكثير من المسئولين في حكومته أعلنوا استقالاتهم استنكارا لما فعله وسفراء ليبيا في العديد من الدول أعلنوا استقالاتهم واستنكارهم لمذابحه وبعض الطيارين هربوا بطائراتهم الحربية إلى  الخارج ومنهم من أسقط طائرته حتى لايقتل إخوته المواطنين .وكل ذلك استنكارا لمذابحه الدموية ودعوته إلى إشعال حرب أهلية داخل الدولة التي حكمها طوال أربعة عقود بدكتاتورية مقيتة  ومع ذلك يستمر في طغيانه وغروره!.
وإن كان كل ذلك ليس غريبا على القذافي لكن الغريب أن يقوم ولي عهده الذي أدعى الإصلاح ثم يسير في نفس طريق الجنون الذي انتهجه والده طوال حكمه.

وأغرب من ذلك تواطؤ الدول الغربية على اللطف والاستنكار الأمريكي الناعم تجاه ما يفعله ذلك المجنون تجاه شعبه الأعزل.والمسألة بالدرجة الأولى مسألة مصالح اقتصادية بغض النظر عن العشرات من القتلى والجرحى العزل التي ذكرت بعض الأخبار أنهم وصلوا إلى عشرة آلاف.
أما القذافي فقد عرف عنه طوال حكمه سعيه في إراقة الدماء ولا يكاد يوجد بلد في العالم إلا وله فيه ضحايا أو محاولات تدمير واغتيال فهو مخلوق لا يستطيع العيش دون رائحة الدماء مع جنون عظمة سدّ أذنيه وجعل على بصره غشاوة وأغلق قلبه عن إبصار الحق .
ونذكر منذ قرابة ثلاثين عاما أن هيئة كبار العلماء في السعودية أصدرت بيانا ذكرت فيه فسقه وفجوره وصده عن سبيل الله،وكذلك جامعة الدول العربية أصدرت بيانا فيه أنه مختل عقليا في عام 1406هـ إن لم تخني الذاكرة.
وما يقوم به الآن هو انتفاضة الطائر المذبوح الأخيرة التي يسلم بعدها الروح ! وقد آن لليبيا أن تستنشق عبير الحرية والكرامة بعد طول غياب.
فعليه من الله ما يستحق حينما اضطر بلاده لحمامات دم للحصول على الحرية والكرامة إذ لو كان عاقلا لما أوصلهم لهذا الحال وقد كان جنونه رحمة لبن علي ولمبارك الذين أصبحا محسنين إلى جواره ، وقد ذكر بعض المحللين السياسيين أن السيناريو المتوقع لعلاج الثورات التي ستحدث بعد تونس لا تتعدى اثنين إما استجابة فورية وصادقة لعمليات الإصلاح والاستجابة للمطالب أو عمليات قمع شديدة وسريعة للقضاء على الثورات ولكن القذافي يراهن دائما على الدماء ويتعطش لها.
  وليست أعماله وجنونه هذا بسبب ثورة الشعب الليبي فقط لكنها جبلة فيه وهو كأنما يتنفسها مع نفسه ورجوعه إلى الحق غير مرجو لكن المرجو رجوع من حوله أو أن يستطيع شخص أن يغتاله ليسقط بذلك كل مرتزقته ومواليه من المسلحين الذين تسلطوا على الشعب الليبي بسبب جنونه.
وقد استغرقت الثورة التونسية ثمانية وعشرين يوما أي ما يعادل أربعة أسابيع ونقصت عنها الثورة المصرية أسبوعا حيث استغرقت قرابة واحد وعشرين يوما وأرجو ألا تحتاج الثورة الليبية لأسبوعين.
وليت الحكام الآخرين يتعظون بما يجري ويسرعون في عمليات الإصلاح في بلدانهم.اللهم كن لإخواننا الليبين ناصرا ومعينا واحفظ الإسلام والمسلمين في كل مكان ياربنا تباركت وتعاليت.

                                                                         كتبه أبو بكر بن محمد
                                                                                                                   20/3/1432هـ
KMYS99@YAHOO.COM

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .