تعليمنا هل يحتاج إلى تطوير؟

السبت، 16 أبريل 2011



تقوم وزارة التربية بجهود كبيرة جداً تحت مظلة مشروع ضخم لتطوير التعليم وتعقد له الاجتماعات وتنظم المؤتمرات وتصرف له ميزانيات باهضة وتعرض التجارب
المختلفة من بلدان شتى سعياً وراء هدف جميل وسام وهو تطوير التعليم ، والقائمون عليه لا نشكك في نواياهم ونعلم حرصهم على العملية التعليمية والتربوية ونتفق معهم على حسن النوايا ولكننا مضطرين -بكل أسف- أن نقول لهم إن النوايا الصالحة وحدها لا تكفي،ولا بد معها من شيء من التخطيط  والتقييم بناءا على الخبرة والتجربة المضافة وهما ما لا نرى له أثراً حتى الآن إذ أن أكثر ما نراه خاضع حتى الآن لمحاولات الصواب والخطأ ومحاولة تحصيل مكاسب شخصية وإضافة أمجاد إعلامية لرصيد بعض الأسماء ولو أدى ذلك إلى وأد تجارب مفيدة لأسماء أخرى وهذا على الأقل ما يبدو لي.
ودعني أكون أكثر صراحة مع أحبائنا في وزارة التربية لأناقشهم في عنوان مشروعهم الذي يسيرون فيه وهو"تطوير" ولأكون أكثر جرأة وأسألهم هل تعليمنا يحتاج إلى تطوير؟
نحن نعلم أن أي مشروع صالح يحتاج إلى تطوير أما المشاريع المتعثرة فهي تحتاج إلى إصلاح فإذا ازدادت مشكلاتها كانت أحوج إلى إنقاذ !.
وهذه الدول من حولنا تضع خططاً تحت مسمى إصلاح التعليم وبعضها تكون أكثر صراحة لتضع مشاريع تحت مسمى إنقاذ التعليم كما نشر ملف كامل عن ذلك في أحد أعداد مجلة المعرفة في الفترة القريبة ،واحتوى الملف على تجارب عالمية بدءاً من أمريكا إلى دول أخرى أوروبية من العالم الأول وعربية من العالم الثالث،ومع اعتراف الكثير من الدول على حاجة أنظمتهم التعليمية إلى الإصلاح والإنقاذ ،إلا وزارتنا  تصرّ على أننا محتاجون فقط لتطوير وفي هذا خداع للنفس أولاً وخداع للمجتمع ، وقد يكون مثل هذا التجميل وتلطيف  المسميات مقبولاً في فترات ماضية إلا أنه الآن مع الرغبة الاجتماعية الشاملة في الإصلاح سيكون مسيئاً لأصحابه والقائمين عليه وربما أحدث ردّات فعل عكسية في التجاوب معه كما نلاحظ ذلك في كثير من الطروحات الإعلامية والتي تتناول جانب التعليم بتهكم واضح .
ومن هنا فإني أؤكد أنه علينا عند البحث عن حلول أن نقرّ بالمشكلة بجميع أبعادها وهذه أولى خطوات العلاج؛ أما ما يجري في وزارتنا الآن فهو كمثل ذلك الطبيب الذي كلما جاء له مريض يشتكي ألماً وصف له بنادول دون معرفة أسباب شكواه وقد كان بعض مرضاه يشتكي من أعراض سرطان وبعضهم لديه ربو وبعضهم لديه نوع من الحساسية وآخر لديه مشكلة في نظره لكن ذلك الطبيب لم يكلف نفسه البحث عن سبب شكوى كل مريض وإنما يبادره بصرف بنادول،وهذا مثل وزارتنا إذ أنها تتعامل مع جميع مشكلات التعليم لدينا بطريقة واحدة منذ سنوات طوال فهي تتبع نفس الإجراءات دون تطوير لطرق تعاملها مع تغير الأحداث والمشكلات، وكلما واجهتها مشكلة جديدة فزعت إلى حلها السحري مؤتمر أو ملتقى أو الفزع إلى زيارة دولة أخرى لرؤية أنظمتها التعليمية ثم ماذا ؟
وما هو أثره على الميدان التربوي؟
 وما هي فائدة مدارسنا منه؟
حتى الآن لم نر غير المؤتمرات ؛ لكننا ونحن في الميدان الحقيقي وفي المدرسة لا نرى أثرا كبيرا لها سواء أكنا معلمين أو طلاباً أو أولياء أمور.

                                                     كتبه/خالد بن محمد الشهري 
                                                         مشرف تربوي بتعليم المنطقة الشرقية
                                                                                                 1432/5/15هـ
                                                           
 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .