ضرورة إصلاح نظام التعليم

الأربعاء، 27 أبريل 2011


يحكى أنه كان هنالك رجل بنى منزلاً ضخماً واسعاً استفاد منه هو وبنوه طوال سنين متتالية ولكن تقادم الأيام أثر على بناءه مما اضطرهم لإجراء صيانة له وإضافة تعديلات وحتى بعد وفاة والدهم استمر الأبناء في المحافظة على منزله لكن عوامل التعرية وآثار الزمن وكثرة الترميمات والتعديلات حسب حاجات الأبناء والأحفاد جعلت من هذا المنزل شكلاً آخر غير ذلك المنزل الأنيق الجديد الذي استفاد منه الجيل الأول من الأبناء ومع كثرة الصيانة والترميمات التي صاحبها إهدار الأموال على صيانته أشار عليهم أحد الأبناء بضرورة هدمه وإعادة بناءه وفق حاجاتهم الحالية بحيث يستفيدون من موقعه بطريقة أفقية ورأسية تجعله ذا فائدة للجميع ودون مصاريف مكلفة تتعدى ما ينفقونه على صيانته المستمرة والمكلفة.لكنهم حتى الآن لم يتخذوا قراراً بعد لحل هذه المشكلة التي مازالوا يدفعون تكاليفها بشكل متكرر يضاهي كلفة بناء مثله عدة أضعاف.
هذه قصة نظامنا التعليمي أيها الأخوة فنحن في نظام تعليمي أشبه ما يكون "رقع ممزقة ومزق مرقعة" كما يقول بعض الأدباء.
وما لم نكن جادين في غربلة نظامنا التعليمي غربلة كاملة من الألف إلى الياء بحيث نعيد النظر في جميع مكوناته وأساسياته ويكون رائدنا في ذلك الإصلاح الحقيقي وليس المكاسب الشخصية فسنبقى ندور في نفس الدوامة ؛ وسيدفع أبنائنا ضريبة هذا الدوران ويتقدم العالم ونتأخر نحن وإذا كنا الآن مستوري الحال بسبب نعمة البترول فمن يضمن لأبنائنا أن يحصلوا على ما مثل ما حصلنا عليه؟
إن ما يحدث الآن من عمليات شدّ وجذب بين فريقين متنافسين حول إصلاح التعليم لن يزيدنا سوى شتاتاً وتأخراً وطالما كان كل فريق يجعل من التعليم العام ميداناً للفوز فإن الخاسر الحقيقي هو أبنائنا جميعاً والحل لذلك من وجهة نظري طرحته في مشروع بنك الخبرات التربوية،وكلنا نتفق على أن هنالك خللاً في نظامنا التعليمي ، والكل يقرّ بهذا لكن المشكلة أن هنالك فئة تريد جرّ التعليم إلى التحرر الكامل والنمط الغربي لنصل بزعمها إلى العالم الأول تقابلها فئة أخرى تحاول وضع العراقيل أمام كل عملية تعديل وإصلاح للتعليم ما جعل مشروع التعليم كحقل ألغام يخوضه الإنسان بحذر شديد.
والصواب ليس مع هؤلاء ولا أولئك ولكنه وسط بين طرفين وما لم نتفق على تقديم المصالح العامة على المكتسبات الشخصية فسنبقى في ذات المكان ،ومحاولة الاستفادة من الوقت لتمرير بعض المشاريع الشخصية ومحاولة الطرف الآخر على إيقافها لا يزيدنا إلا ضعفاً وتأخراً والحل هو أن يعاد النظر مرة بعد أخرى في مسألة فقدان الثقة بين الجميع وتغليب الحكمة والرجوع إلى منهج الدولة وأساسها الذي قامت عليه ، وخصائص المجتمع وثقافته الأصيلة التي ينبغي أن يحافظ عليها باعتبارها روحه التي يعيش بها ، وينبغي أن يتم ذلك دون مزايدة طرف على آخر ودون تفضيل فئة من المجتمع على أخرى.
لا أشك أن الجميع يريد الخير لكننا نعلم أن ما كل مريد للخير يصيبه والأمور العامة التي تهم الناس جميعاً يجب ألا تستأثر بالقرار فيها فئة دون أخرى ، وهو ما لم تستطع حتى الآن أن تقوم بالتخطيط له بطريقة سليمة وزارة التربية والتعليم  كما يبدو.
إن نظام التعليم لدينا يجب النظر في تغييره بالكلية وإعادة صياغته بحسب واقعنا المعاصر ولكن ذلك غير ممكن في حال أزمة الثقة المتفشية الآن والصواب أن نبدأ بخطوات عملية لردم الهوة بين مكونات المجتمع وجمع التربويين والمفكرين من أبناء الوطن ليضعوا خطة لتصحيح نظام التعليم لدينا بحيث نجتمع ولا نفترق ونأتلف ولا نختلف،والله المسئول أن يجمع كلمتنا ويأخذ بنواصينا إلى الحق والخير.

                                                                      كتبه/ أبو بكر بن محمد
                      25/5/1432هـ

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .