هدير الشباب في تونس استجابت له حناجر مصر لترفعه عالياً حتى يتردد صداه في ذرى جبال صنعاء فتنسكب له دماء على ثرى ليبيا تطهرها مياه بردى على سفوح قاسيون في جلّق الشهباء.
ومازال صدى ذلك الهدير العرم يجلجل حتى ليكاد أن يهز أسوار بيت المقدس من أكناف شآم وأردن ومصر ، لتكون معجزة العصر التي تستعصي على الحلّ وتتجاوز ألاعيب السياسيين ومخططات دهاقنة الدول العظمى؛ولله في خلقه شؤون.
فما وقف الفلك الدائر ----- ولا اليوم ليس له آخر
هدير الشباب هو أبرز أحداث هذا العصر حينما أوصلوا صوتهم للعالم أجمع وتدخلوا في تغيير مسار الأحداث بشكل لم يسبق له مثيل. واللافت للنظر هو انضباط هؤلاء الشباب الجميل وعدم تهورهم في إراقة الدماء أو تخريب البلاد وما قام بكبر العدوان وسفك الدماء والاعتداء إلا الكبار الذين طالت أعمارهم وشاخوا في كراسيهم وتسلطهم وهرمت قلوبهم في الغي والطغيان.
وفصول قصة الشباب لم تنته بعد فما أن تتحقق بعض رؤاها في فصل من فصول البلاد العربية حتى تفتتح فصلا جديدا في بلد عربي آخر،وعدتهم في ذلك طموح الشباب وعزيمتهم على التغيير وحدائهم كفانا هوانا وتأخرا وسلاحهم تلك الأجهزة الصغيرة التي يتأبطونها وبداخلها مارد يسمونه الفيس بوك وآخر يلقبونه بتويتر تغذيها وسائل الاتصال اللاسلكية و الجوالات ، ومن خلفها مردة آخرين لا تعلمها تلك الأجهزة الأمنية الحكومية القديمة الهرمة التي تكاد تتهاوى تحت ضربات لوحات مفاتيح يضغطها الشباب لتفجر مخزون سنين طوال من الكبت والشعور بالظلم والاضطهاد تحولت مع الزمن إلى طاقة عظمى تجبر القوى الكبرى على الاستماع لمطالب هؤلاء العزل الذين كان ينظر لهم على أنهم مجرد أرقام في جمهوريات المهمشين الذين لا يؤبه لهم وإذا بهم بين عشية وضحاها يجبرون التاريخ على أن يتوقف عندهم ليكتب ما يملونه عليه ويغيروا بذلك موازين القوى وحسابات العالم أجمع.
وسطرنا صحائف من ضياء*** فما نسى الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفا لامعات***غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوما***رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناس***نؤدبهم أباة قادرينا
وكنا حين يأخذنا ولي***بطغيان ندوس له الجبينا
حملناها سيوفا لامعات***غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوما***رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناس***نؤدبهم أباة قادرينا
وكنا حين يأخذنا ولي***بطغيان ندوس له الجبينا
وكانت سيوفهم الحواسيب وعدتهم التقنية وقد رأينا العجب من فعلها !. فلله درّ الشباب ولله أيامه ولله درّ التقنية التي ساعدته على صنع الأعاجيب وكيف لو اجتمعت هذه التقنية وسهولة التواصل لأجيال سابقة ممن كانوا أشدّ قوة وأعظم صبراً ؟ إذا لكانت خارطة العالم غير خارطته اليوم!.
إذا أنا أكبرت شأن الشباب--- فإنّ الشباب أبو المعجزات
حصون البلاد وأسوارها ---إذا نام حرّاسها والحماة
غد لهم وغد فيهم --- فيا أمس فاخر بما هو آت
كتبه أبو بكر بن محمد
1432/6/14هـ
0 التعليقات :
إرسال تعليق