وزارة التربية والتعليم والمراقبة الصيفية

الأحد، 10 يوليو 2011



نشرت الحياة الالكترونية خبراً بعنوان مئات الكاميرات لـ«توثيق» نشاطات 500 ناد صيفي.
جاء فيه:(ستضطر إدارات التربية والتعليم في المناطق كافة للاستعانة بمئات الكاميرات لـ«توثيق» ما يلقى من محاضرات ودروس في 500 ناد صيفي تستوعب 300 ألف طالب، وذلك بأمر من وزارة التربية والتعليم..).
ويبدو أن وزارة التربية والتعليم عرفت كيف تقضي صيفها فيما كثير من الناس مترددين في طريقة قضاء فترة الصيف حيث يذهبون شرقاً وغرباً يتسكعون وينظرون في الغادين والرائحين على شواطئ  العالم ، وفتح الله على وزارتنا بتنشيط السياحة الداخلية ضمن أنديتها الصيفية ومراقبتها ، ولعلها متعة جميلة أن تراقب الوزارة كل ما يلقى من دروس ومحاضرات تقام في الأندية الصيفية وتقضي صيفا جميلا تتمتع فيه بمتعة الرقابة مع أنها تجيب الهم ومن راقب الناس مات هماً.
العجيب أن هذه الأندية الصيفية كل من يعمل فيها هم من منسوبي الوزارة ويعتبرون معلمين رسميين تحت مسئوليتها ومع ذلك هي شبه نايمة عنهم طوال السنة فلا تدريب مناسب ولا تهيئة مهنية جيدة لهم ، وكذلك الطلاب كلهم من منسوبي وزارتنا الحبيبة ولا جابت لهم خبر طول السنة فلا خطة منهجية للتربية ولا عناية بفنون تعديل السلوك ولا رقابة تربوية وتوعوية منهجية ولا هم يحزنون ، لكن لما جاءت الصيفية حرصت وزارتنا وخافت على طلابها من الانحراف ومِن مَن ؟ من معلميها الموظفين عند الوزارة العاملين تحت سمعها وبصرها طوال العام !.
ويبدو أن هذه خطة جديدة للوزارة في تفعيل الرقابة لأن الكاميرات التي سوف تستخدم في مراقبة الأندية الصيفية لها فوائد طول السنة ويظهر أن الوزارة تتعامل من خلال التهيئة النفسية لجميع منسوبيها حتى لا يتفاجئون عند تطبيق خططها الرقابية في المستقبل القريب ومن هذه الخطط على سبيل المثال:
1-الكاميرات ستراقب بداية السنة الدراسية وكيف الدراسة من أول يوم وكيف الإقبال على المدارس وأنشطة الأسبوع الأول من الدراسة وهل تنجح خططها في إقبال الطلاب على المدارس من يومها الأول؟.
2-ويمكن من خلال الكاميرات متابعة أعمال الصيانة التي يقوم بها المقاولين الأمناء والتعرف على دقة أعمالهم وتوافقها مع عقود الصيانة واستحقاقهم للمبالغ المدفوعة لهم.
3-يمكن من خلال الكاميرات الاطلاع على أداء جهود مديري التربية والتعليم ومساعديهم في المناطق والتأكد من زياراتهم الميدانية لمعرفة واقع المدارس واحتياجاتها.
4-الكاميرات ستنقل صورة صحيحة عن المقاصف المدرسية وماذا يأكل الطلاب من وجبات راقية حتى تطمئن عليهم الوزارة.وهل هنالك طلاب يهربون في الفسحة لشراء وجباتهم من البوفيهات المقابلة للمدرسة؟.
5-كما أن الكاميرات سترصد أي حالة تسرب للطلاب من مدارسهم بسبب عدم صلاحية دورات المياه للاستعمال الآدمي.
6-والكاميرات ستحل مشكلة حصص الانتظار لأن المعلمين سيضطرون للحضور وعدم الاستئذان أو الغياب عن حصصهم لأن الكاميرات مفروض أنها تنقل صورة حية للوزراة مباشرة.
7-ومع الكاميرات لن يكون هنالك بمشيئة الله أي نقص في الطاقم الإداري ولن يحتاج مدير المدرسة أن يرفع طلبات ويشغل الوزارة بعدم وجود وكيل في المدرسة منذ عام أو عدم تعيين مرشد طلابي من خمس سنوات أو تعيين كاتب منذ افتتحت المدرسة.
8- الكاميرات ستتابع حراس المدارس وانضباطهم مع أن أكثر مدارسنا ما فيها حارس !.
طبعا الفوائد من تركيب الكاميرات كثيرة ولا تعد ولا تحصى وإن شاء الله تتحمس الوزارة وتركبها في كل قسم وإدارة ومدرسة وكلنا مع الضبط ولا يخاف إلا اللي على رأسه بطحا .
أما المدارس فلو كان فيها شيء كان باين وأوضح من الشمس وما أظن عندنا مؤسسة حكومية يعرف الناس اللي داخلها من خارجها مثل المدرسة حتى لو سئلت أي عجوز عن مدرسة أحفادها أعطتك تقرير مفصل عن كل ما فيها من شخصية المدير وطريقة إدارته إلى البرادة الخربانة إلى الشخابيط اللي على جدران الفصول إلى الفصل اللي ما وصله معلم حتى نهاية الشهر الأول من الدراسة.وعلى كل حال نتمنى صيفية حلوة وممتعة لوزارتنا.
وحتى لا يفهم كلامي خطأ أو يؤول إلى غير ما أردته فأنا مع الرقابة والمحاسبة لكل ما يقوم به الجميع ، والأخذ على يد كل من قصر أو أساء كائناً من كان كما قاله خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وسدده وحفظه من كل مكروه.



.كتبه/أبو بكر بن محمد
1432/8/7هـ
http://qalmey.blogspot.com/

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .