مهرجان العودة إلى المدارس

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011



مع مطلع العام الدراسي نهنئ أبنائنا الطلاب بحياة دراسية ممتعة كما نزف التهنئة إلى المعلمين لما سيجدونه من متعة في عملهم .
ولا ننسى أولياء الأمور الذين لن يعانوا أية مشكلات في قبول أبنائهم في مدارس قريبة جداً من بيوتهم بحيث لا يحتاجون إلى واسطة لتسجيل أبنائهم، ولا يدخلون في دوامة تأمين وسائل نقل خاصة لتوصيل أبنائهم حتى يتفرغوا لأعمالهم ووظائفهم التي يتقاضون عليها رواتب ثم يضطرون للعمل سائقين لتوصيل أبنائهم مما كان في السابق يؤثر بشكل سلبي على أعمالهم ووظائفهم.
ولا يفوتنا أيضاً أن نهنئ ذلك الجندي المجهول الذي كان مأكولا مذموما طوال أعوام سابقة وهو الذي كان يتحمل جميع أعباء المدرسة وكان يستقبل مشكلات الطلاب ورعونة بعضهم،ويحمل مشكلات المعلمين ، كما يتحمل دور ترضية أولياء أمور الطلاب إضافة إلى مهامه الأخرى التي كان يقوم بها نيابة عن إدارة التربية والتعليم والوزارة من اهتمام بالمدرسة وصيانتها وتجهيزها لاستقبال الطلاب وذلك قبل بداية الدراسة حيث كان يقتطع من إجازته أياما للعمل على تجهيز مدرسته قبل الدوام فيعمل رئيس عمال ومقاول وعامل نظافة وووو... في سبيل استقرار اليوم الدراسي الأول.
و مطلع كل عام دراسي يعود هذا المهرجان وتتكرر هذه المشكلات التي نعرفها منذ كنا طلابا ونحن الآن آباء ونتوقع بمشيئة الله أن تستمر هذه المشكلات حتى مع أحفادنا إذ كيف يمكن أن نستقبل عاما دراسيا جديدا دون أعمال وهل تصلح الحياة المدرسية بدون هذه الفوضى (الخلاقة) ؟
وحتى لا يعود علينا هذا المهرجان في أعوام عديدة وأزمنة مديدة فإننا نأمل أن تحل كثيرا من المشكلات القائمة لا أن تزيد فتجد في كثير من الأحيان مدارس تمضي أسابيع دون مباشرة معلمين لمواد معينة !.
وأخرى تجد الكتب فيها ناقصة . ولا يزيد فيها سوى الحمل على طلاب الصفوف الأولية الذين نخشى أن تتقوس ظهورهم لما تنوء به من أحمال.
وأخرى يتكدس فيها الطلاب ليتجاوزا أربعين طالبا في الفصل.
وبعضها تعاني من مشكلات مقاولي الصيانة.
ومدارس لا توجد فيها مياه للشرب.وأخرى دورات المياه فيها معطلة.
ومدارس لا تستطيع تأمين متعهد للمقصف المدرسي فيقضي الطلاب يومهم دون وجبات وإذا وجد متعهد فلا تسل عن نوعية الوجبات التي يقدمها لهم!.
ولو تجولت في بعض مدارسنا فستجد بعضها غير نظيفة لعدم قدرتها على تأمين عمال نظافة.
والقائمة تطول والحل السحري دائماً عند المسئولين أين مدير المدرسة؟ ولو حدث أية تقصير مع بداية العام الدراسي فإن هذا قد يلغي تاريخاً طويلا قضاه هذا المدير في خدمة التربية والتعليم لدى بعض المسئولين.
والسؤال البريء جدا هو أليست هذه الاحتياجات معروفة منذ أعوام خلت؟ فلماذا إذن يؤجل حلها وتنصرف الوزارة إلى مشروعات أخرى وكأنها قد انتهت من جميع مشكلاتها ؟
وأين ما يسمى بالتخطيط التربوي ؟
ولعل السبب الرئيس- من وجهة نظري- أن المسئولين في المناصب الكبرى في الوزارة أكثرهم لم يمارسوا التعليم وبعضهم مشاركاته تقتصر على التعليم الجامعي وهم على جلالة قدرهم إلا أنهم غير مدركين للوضع الحقيقي في الميدان التربوي ولهذا فإن حلولهم قد تكون جميلة من الناحية النظرية لكنها في واقع الميدان ستشكل فشلا ذريعاً لعدم إحاطتهم بملابسات الحياة اليومية في المدارس ومشكلاتها.
وقد قيل أعط القوس باريها فهل يمكن أن نتخيل يوماً تعطى فيه القوس باريها بدءاً من أول يوم للصف الأول ابتدائي وحتى يتخرج الطالب من الجامعة؟
أرجو ذلك ويومئذ سيفرح أبنائنا بالذهاب إلى مدارسهم وسيكون المعلم حريصاً على حصته أكثر من المدير وستكون وزارة التربية والتعليم أقل الجهات التي تحتاج لحملة إعلامية لتحسين صورتها إذ أن جهودها يلمسها الجميع ولا تحتاج إلى إدارة علاقات عامة وإعلام .وعسى أن يكون ذلك قريباً.

كتبه أبو بكر بن محمد
22/10/1432هـ

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .