هذا أوان الشد فاشتدي زيم .. ولكني عدت فغيرت العنوان ليكون أكثر عصرية وليتناسب مع أحداث هذا العام .. الذي يمكن أن نسميه عام المرأة بامتياز.
ففي هذا العام اشتدت زيم في التعبير عن آرائها بل وقامت بالتنفيذ ولم تقتصر على المطالبة فقط.
فهذه تقود سيارتها في جدة وتلك في الشرقية وتتبعها ثالثة ورابعة وهكذا دواليك..ثم تنطلق أصوات نسائية مؤيدة وأخرى معارضة في شدّ وجذب بحيث غطت كثرة الأصوات النسائية على أصوات الرجال ، بل بقي البعض ينتظر ردّات فعل النساء وانتقلت الحوارات من ساحات الرجال إلى النساء في ظاهرة لم نكن نشهدها من قبل حيث كنا معتادين على حرب ثقافية بالوكالة لكنها الآن أصبحت بالأصالة.
ولم يبق الخلاف محصورا في قيادة المرأة للسيارة بل أخذ أبعادا أوسع لتصل إلى حدّ الشراكة في كل شيء وتحولت الدعوة للمساواة بين الجنسين إلى آفاق أبعد وبصورة أسرع مما حدث في تجارب المجتمعات الأخرى يصحبها تعد على ثقافة المجتمع ودينه لتتشكل بسبب ذلك ردّات فعل في الاتجاه الآخر.. وبقي المواطن المسكين والمواطنة المسكينة في حيص بيص من هذه الإشكالية التي لا تزيده إلا تشتتا وفقراً.
وإذا قلنا أن هذا عام المرأة بامتياز فقد كان ذلك متوجا بمشاركتها في مجلس الشورى والانتخابات البلدية بقرار ملكي تحاول كل فئة أن تجره إلى مصلحتها.
لكنه لفت نظري أن أشد المقالات في الاعتراض عليه كتبتها امرأة ، كما أن العلماء الذين تكلموا في أبعاد هذا القرار الملكي أسوأ الردود والانتقادات التي وجهت إليهم كانت من المرأة !.
وحتى الأخبار السيئة التي يتناقلها البريد الالكتروني كانت عن امرأة فتلك شهيدة سورية رحمها الله .. وهذه رسالة أخرى عن فتاة سعودية تموت وهي معتصمة أمام وزارة التربية..
وحتى مقالات الكتاب لما استعرضتها اليوم وجدت قرابة الربع منها عن المرأة بل حتى الكاتب الحبيب نجيب الزامل كتب في الاقتصادية اليوم مقالا بعنوان أطلقوا للمرأةِ العنانَ .. ولن أكمل عنوان مقاله حتى لا أتهم بأني ضد المرأة.
وخلال استغراقي في كتابة هذه السطور قطعت علي بُنيّتي الكبرى لتطلب مني إحضار كتبها الجامعية فقفزت واقفاً وملبياً خوفا من اتهامي باضطهاد المرأة-والجدران لها آذان- مع أني منذ ميلادها وأنا منحاز لها هي وأخواتها الإناث ضدّ إخوتهم من الذكور الذين كثيراً ما يطالبونني بالعدل بينهم وبين أخواتهم..
لكن كل ذلك لم يبدد خوفي من تلك التهمة الشنيعة التي نخاف أن يصدر فيها قرار يتضمن أقصى العقوبات في حالة إيذاء مشاعر المرأة! وكأن بيننا عداوة لنتربص ببعضنا البعض.
وبناء عليه فإني أقترح على الإخوة المعلمين برفع طلب لمقام وزير التربية لتغيير شعارعام المعلم إلى عام المعلمة ، وأظن بأنه في حال حدوث ذلك فإنهم سيحققون مكاسب لم يكونوا يحلمون بها فيما سبق على اعتبار الموضة السائدة هذه الأيام.
وألقاكم على خير في مقالة قادمة بإذن الله لدعوتكم إلى المشاركة في حملة ( أخرجوا المرأة من جزيرة العرب).
كتبه أبو بكر بن محمد
1432/11/9هـ
الصورة في أول المقال عن ملتقى النخبة النسائي
الصورة في أول المقال عن ملتقى النخبة النسائي
0 التعليقات :
إرسال تعليق