
الحمدلله الذي نصر جنده وصدق وعده وهزم الأحزاب وحده...
لما تناقلت الأخبار قتل معمر القذافي لم أصدق وظللت منذ يوم أمس الخميس في شك من ذلك حتى رأيت مقطع الفيديو وأسود ليبيا يجرجرون كبير الجرذان من فوق جيب أصفر وهو مضمخ بدمائه النتنة وكأنه دمية بلهاء وهو يستغيث بهم ويصيح .. وتكبيراتهم تغطي كل المشهد ثم تضيع توسلاته بين فرحتهم بإلقاء القبض عليه وقتله في أقل من دقيقة واحدة..
فماذا تساوي أربعة عقود من الحكم أمام هذه المهانة أمام الله وخلقه؟ وعلى مرأى من العالم كله.
يا معمر: آلن تستغيث وقد كفرت من قبل وهددت وأرعدت وأزبدت وتوعدت.
أما إنه لم تسل عيون كثير من المسلمين فرحا كاليوم والله ..
لقد طفح السرور على مقلتي .....حتى إنه من عظم ما سرني أبكاني
يا لغارات الله .. لقد جاء نصر الله بعد أن كاد ييأس طائفة من المسلمين ..فهذا النتن يحكم منذ أربعة عقود يظلم فيها ويرتكب ما لم يجرؤ الحاكم بأمر الله العبيدي أن يفعله مع شدة نزقه وطيشه.
يا معمر: كم من كريم أذللته وعزيز أهنته وآمن طردته كل مطرد..
كم من مجلس تعديت فيه على حرمات الله .. وكتابك الأسود المسمى بالأخضر زورا شاهد عليك.
لم يسلم منك شعبك ولا شعوب العالم.. وتعدى سوء أدبك وضررك حتى وصل إلى الحكام العرب والمسلمين وكل المؤتمرات التي حضرتها حملت مشاهد من نزقك.
فمن رآك حينما سقت لمصرعك وأنت كالدمية البلهاء لا يصدق أنك ذلك الفاجر الأرعن والمتغطرس المتعالي.
فليذهب معمر القذافي إلى حيث ألقت برحلها أم قشعم فقد كان ممن يكذب قوله عمله .. ويلعنه كل محب للحق والصدق ..وقد بلغ به الكبر والفجور أن يتهم رعيته بأقذع الأوصاف ويهددهم بما لم يهدد به أعداءه.
وإن سقوطه ومقتله كان أشد مما تخيلناه وقد كان له من قبله في زين العابدين وحسني مبارك عبرة وعظة لكنه أبى إلا فجورا فجازاه الله ببعض عتوه .
فهل يتعظ به بقية الجبابرة أم يصدق عليهم قول الله تعالى: ( وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
لقد خلت من قبلهم المثلات فمن لم يتعظ بغيره جعل الله نفسه له واعظا .
والقصص المتلوة والمشاهدة إنما يستفيد منها ذوي البصائر أما من أعمى الله بصيرته فلن تغني عنه شيئا.
(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
والآن وقد أهلك الله معمر القذافي فهنيئا لليبيا حريتها ..
وعلى أحرار ليبيا أن يضعوا جميعهم السلاح من أيديهم ويجتمعوا ولا يتفرقوا ولا يكونوا صيدا سهلا لمن لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
اللهم كن لإخوتنا في ليبيا وول عليهم خيارهم واجمع كلمتهم على الحق وآلف بين قلوبهم .اللهم انصر المستضعفين من المسلمين في كل مكان يارب العالمين.
كتبه أبو بكر بن محمد
الجمعة 1432/11/23هـ
http://qalmey.blogspot.com/
0 التعليقات :
إرسال تعليق