الفوبيا في دقيقتين

الاثنين، 22 أكتوبر 2012


 


الفوبيا أو الخواف أو الرهاب كلمات بمعنى واحد  وهي من المصطلحات النفسية الحديثة  ويقصد بها المخاوف المرضية التي تصف حالة مرضية قد يصاب بها الإنسان في أي وقت بأسباب ظاهرة أو غير ظاهرة وقد تكون بذورها الأولى مغروسة في نفس المصاب بها منذ مراحل الطفولة الأولى وهذا الشرح الموجز مكتوب لغير المتخصصين ليتناسب مع ثقافاتهم المختلفة ولهذا فلن استخدم المصطلحات ولن أميز بين أنواعها وبحسب القارئ أنه يفهم معنى الخوف ليقارن ذلك بخبراته الحياتية السابقة..
كيف تنتشر ومتى تبدأ؟
كل إنسان يمكن أن يكون لديه نوع ما من الفوبيا تختلف نسبتها من شخص لآخر لكنها موجودة وقد تحتاج إلى معالج نفسي إذا بدأت في التأثير على حياتك وذكر بعض المتخصصين أن الأم قد تنقل الفوبيا لأولادها.. واختلاف أنواع الفوبيا بين المجتمعات يؤكد هذا.
 في الغالب تبدأ الفوبيا من مراحل الطفولة المبكرة.. وتتطور مع نمو الإنسان إذا لم يتوفر له العلاج المناسب.
وتعد الفوبيا من الأمراض النفسية التي يمكن علاجها سلوكيا.. وهي تزداد بين الإناث أكثر من الذكور.
ولها أشكال كثيرة مثل الخوف من المرتفعات أو الرهاب الاجتماعي أو الخوف من الطائرة أو الثعابين أو بعض الحشرات أو الظلام..إلخ.. 
تذكروا العناية بشيء من الوقاية:
عند علاج الفوبيا يحتاج المريض إلى ارتباط بملاذ آمن ..وأعظم حصن هو الإيمان بالقضاء والقدر..فيعلم الإنسان أنه لن يصيبه إلا ماقدر له(قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
ولنتذكر أن التدرج في علاج المخاوف مهم عند وضع خطة العلاج وخاصة حينما تتعدد أنواع الفوبيا... والنجاح في علاج نوع منها ستتبعه نجاحات أخرى.
وإذا علمنا أن مصدر الفوبيا في كثير من الحالات  خبرات سيئة في الطفولة لم تعالج في وقتها فإن هذا يحمل المربين جزءا من المسئولية لأن تساهل الوالدين والمربين في علاج مخاوف الصغار مبكرا قد ينتج عنه تمدد طولي وعرضي لأنواعها وأشكالها.. مما يضر بنمو الأطفال...
مصدر المخاوف:
قال الله تعالى :(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) وقال تعالى)ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) لتعلم أن مهمة الشيطان الأولى تحزين ابن آدم وتخويفه... فلا تعينوا الشيطان على أنفسكم... ولا على أولادكم وأهليكم.
وتذكروا دائما أن المخاوف مثل النباتات الطفيلية ... كلما أهملت تكاثرت وطالت واعتدت على النباتات المفيدة... 
ولتعلم علم اليقين أن كل خوف تخافه يضر بك في حياتك ونشاطك.. إلا الخوف من الله يزيدك خيرا وبركة..مادام موافقا لسنة النبي عليه الصلاة والسلام... 
متى تبدأ التصحيح؟
صحيح أن مخاوفك قد تكون نشأت بسبب الآخرين ... لكن علاجها والبحث عن دوائها سيبقى مسئوليتك بالدرجة الأولى... 
ولننتبه لأن أشد الحالات نوبات الهلع التي يصاب بها بعض الناس وغالبا ما تكون نوبات مفاجئة ودون أسباب واضحة يصحبها تغيرات فسيولوجية شديدة وضيق في التنفس وزيادة في ضربات القلب وتعرق وخوف شديد -من الموت غالبا-مثل هذه الحالات ...تحتاج إلى معالج نفسي مختص
وكما أن لتطمين للمصاب بالفوبيا (الخواف والرهاب) جزء من العلاج.. لكنه لا يكفي وحده... 
وعلاج الفوبيا وأنواع الرهاب يعتمد على تقنية العلاج النفسي السلوكي المعرفي لدى معالج نفسي متخصص يضع له خطة ويتابع مع الحالة بحسب حاجتها..
ويمكن الاستفادة من تقنية الحرية النفسية لعلاج المخاوف وأنصح بمتابعة حسابهم على تويتر@ArabEFT فهي مفيدة وتعطي نتائج سريعة وخاصة للأطفال..وقد استخدمته بنجاح في حالة هلع لدى طفلة عمرها 10 سنوات فللدكتور حمود العبري رائد الحرية النفسية العربي مني تحية وشكر وتقدير على جهوده بارك الله فيه ونفع به...
وأخيرا لابد من التذكير دائما بأن الدعاء سلاح المؤمن وكذلك الأذكار والصلوات حصن حصين للعبد..
كما أن حُسن الإيمان بالقضاء والقدر يُعدّ أمرا مهماً لايمكن الاستغناء عنه عند التعاطي مع أمثال هذه الحالات...
 
 
كتبه لصالح موقع مستشاركم النفسي ‏@mostshar_com
 
                                                 خالد بن محمد الشهري
       @abubaker_m                                                              

                                                                
 
استشارات متعلقة بالموضوع:
 س-مستشارنا أنا إذا جيت أسافر اشعر بارتباك وخوف فما علاجه؟
ج- قد يكون ذلك نوع من القلق الزائد..ولايصنف فوبيا إلا إذا صاحبه أعراض الفوبيا أو أدى لمنعك من السفر.. أما التوتر البسيط فذلك أمر طبيعي.
......
س-كيف يمكن التفريق بين الخوف الطبيعي لدى الطفل من الأماكن العالية والخوف المرضي؟
ج-الخوف الطبيعي مفيد لأنه يجعله حذرا من السقوط..
أما غير الطبيعي فهو الذي تصاحبه انفعالات نفسية وتغيرات جسمية ملحوظة ممن حوله..وينبغي عدم ترك الطفل وحده أو محاولة المزح معه أو تخويفه لأن ذلك يزرع بذور الفوبيا في نفسه وقد يتطور مع الإهمال إلى حد الحاجة إلى تدخل مختص.
.......
س-ابن اختي عمر3سنوات إذا سمع الأذان يخاف بشدة  يبكي ويتشنج؟
يظهر أن هذا الطفل سمع صوت المؤذن عاليا وهو غافل أو في حالة استيقاظ من نومه فأصابه فزع .. وهنا ارتبط لديه صوت الأذان المرتفع بالخوف في ما يسمى بالتعلم بالاقتران..
وهذه خطوات عملية تساعده على تجاوز حالته التي تعد سلوكا شائعا بين الأطفال في مثل سنه:
1- ينبغي أن تتعاملون معه بهدوء وبشكل طبيعي حتى لاتتكرس حالة الخوف لديه.
2-تقوم أمه بتطمينه بشكل هادئ وغير ملفت حتى يتعلم أن هذا الأمر لا يخيفها فينعكس ذلك عليه.
3-إذا كانت المشكلة في مكان نومه فيؤذيه صوت مكبر المسجد المجاور فعليكم أن تغيروا مكان نومه أو تحاولوا حجب الصوت عنه حتى لايفزعه وهو نائم.
4-إذا أصابه الفزع بينكم فتعاملوا مع الأمر بهدوء ولتقم أمه بتطمينه بهدوء وليستمر الباقين في ممارسة أنشطتهم حتى يعرف أن الأمر لا يستحق انتباهكم.
5-حاولوا ألا تقعوا في اجتراره للمشكلة من خلال افتعال موقف مضحك تتسلون به على خوفه.
6-اسمعوه دون أن يشعر صوت مؤذن رخيم وجميل في التلفاز بصوت هادئ وكأن الأمر طبيعي لأن ذلك يساعده على تجاوز مشكلته حينما يتكرر سماعه للأذان.
7-لابد من التأكيد على شيء مهم وهو أن القضية لا علاقة لها بالمس ولا التلبس بل هي فزع من صوت مرتفع ومفاجئ ارتبط بالأذان.
8-تعويذ الطفل من قبل والديه وقراءة أذكار الصباح والمساء عليه مهم في جميع الأوقات والحالات.

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .