هذه الأيام المباركة خير موسم لتخليص النفس من المشاعر السلبية.والتواصل الجميل مع الأحباب يساعدنا على مداواة أنفسنا فعالجوا أنفسكم ومن تحبون بالتواصل الجميل.
وحينما ترغب في التخلص من المشاعر السلبية والهموم فيجب أن تقطع كل صلة تصلك بها..أزل الذكرى الأليمة..غير لقبك الحزين..غير صورة بروفايلك المأساوية..
ولن تكتمل فائدتك في التخلص من المشاعر السلبية حتى تجعل كل ما حولك يدفعك للتفاؤل.. اهرب من السلبيين والمتشائمين وأولهم أنت..جاهد النفس الأمارة بالسوء وأنفاسها السلبية...
افتح الجانب المضيء من نفسك وتابع خيوط النور التي تسلل إليها كل يوم من حيث لا تنتبه.. بسمة من طفل . دعوة من أم وأب . لقاء جميل مع عزيز تحبه..نعمة جديدة..عمر مديد..طاعة وعبادة أقمتها..صدقة تصدقت بها..كلمة طيبة سمعتها فخالطت قبلك دون حجاب..
وتأمل في آيات الله الكونية وآياته المتلوة لتفتح لك عشرات الأبواب مما يجعلك تنظر للحياة نظرة تفاؤل تنفعك في حياتك وبعد مماتك..
لا تستعجل الموت قبل أوانه فــ..يارب حي رخام القبر مسكنه.. ورب ميت على أقدامه انتصبا..
خلقت لتحيا فعلام تقتل "أو تقتلين" نفسك بالغم والحزن؟
تذكر أن البكاء سهل جدا لدرجة أن الأطفال الصغار يتقنون فنونه.. على حين أن تجاوز الصعاب لا يتقنها إلا العظماء..
حكمة جميلة كان يرددها أحد عظماء التاريخ وما أظنه وصل إليها عبثاً وهي:
تفاءل بما تهوى يكن .. فقلما قيل لشيء كان إلا تحققا..
هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهل تجهل عظمته..
والسبب والله أعلم أنه كلما حدث الواحد منا نفسه بما يحبه تفاعلت معه.. ثم أخذ يوجه سلوكه نحوه شعوريا ولا شعوريا حتى ملأ عليه فضاء حياته واستولى على تفكيره وشغل الحيز الأكبر في خططه..
لكن تذكر أن كثرة حديثك لنفسك يجب أن يتبعه تخطيط وعمل .. فلا تقفن موقف الكسالى وتركن إلى أمنياتك وحدها دون عمل..فإن الأماني رأس مال المفاليس كما قيل..
أما نور النبوة فيرشدنا إلى أن خير القول ما صدقه العمل..والنظرة المتزنة للحياة والتفاؤل والتمتع بمباهج الحياة دون تكلف من سنن الأنبياء..
وكما أن للجسم اغتسال يطهره وينظفه من أوساخه فإن للنفس كذلك غسل وتنظيف يطهرها من أحقادها وضغائنها ومشاعرها السلبية وخير موسم لذلك هو العيد
فليتنا نعتني بغسل أرواحنا وضمائرنا مما يكدرها ويقطعها عن الله عز وجل أولا ثم عن أنفسنا وكذلك عن الآخرين من أقاربنا ومعارفنا..
ومن لم تصف نفسه في هذه الأيام الفاضلة التي استعد لها الجميع بالتصافي والمودة فمتى يصفو؟
ورب مضيع فرصة يقرع لها سن الندم.. ولات حين مندم..
إن نظرك في وجوه المتصافيين يحلق بك في آفاق الطمأنينة .. ولهذا كثيرا ما نحب الأطفال ونظراتهم البريئة..
فرجاء إلحق نفسك في هذا الموسم .. وكن خيرهما "الذي يبدأ بالسلام"... والفضل دوما للمتقدم..وابدأ بنفسك ومن تعول ثم أدناك فأدناك..
اسعد الله قلوبكم بكل خير تسر به أرواحكم ، و أنار بالفرحة حياتكم وتقبل منكم صالح اعمالكم وغفر لكم كل خطاياكم .كل عيد وأنتم بفرحة تغمركم ومن تحبون..والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين..
هذا العنوان من وحي مقالة لعبدالرحمن العشماوي بعنوان الاغتسال اللغوي
كتبه لصالح موقع مستشاركم النفسي @mostshar_com
خالد بن محمد الشهري
@abubaker_m
1433/12/11هـ
