نظرة اليهود إلى الأمم الأخرى

الجمعة، 1 أغسطس 2014




نظرة اليهود إلى الأمم الأخرى

تُعد عقائد اليهود المنحرفة وخصالهم النفسية المشوهة أكبر دافع لهم لتعاملهم مع الآخرين بفوقية وكبر واستعلاء ومن عرف عقائدهم وخصائصهم فإنه لن يستغرب أي سلوك يصدر عنهم ؛ إذ هم منبع الشرور وسبب النكبات في المجتمعات وقلما كان مجتمع عاشوا فيه لم يعاني من الانحرافات والتشوهات والاضطرابات والتمزقات.
إنهم بحقٍ سوسة تنخر أي بناء اجتماعي مهما كان متينا وقويا.
1-نظرتهم إلى الأمم الأخرى:
هم يعتبرون الأمم الأخرى حيوانات وأقل درجة من اليهود انطلاقا من أنهم أبناء الله وأحباؤه وأنهم شعب الله المختار.
وهم يعتقدون أن الأمميين (الجوييم ) من نطف الحيوانات كما جاء في تلمود أورشليم:( أن النطفة المخلوق منها باقي الشعوب الخارجين عن الديانة اليهودية هي نطفة حصان)[23].
ولذلك فهم يستبيحون كل فعل مهما كان دنيئا إذا كان ضد غير اليهود فيستحلون الربا والغش والخداع والإفساد وإستعباد جميع الأمم الأخرى وقد جاء في توراتهم المحرفة :( حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح فإن أجابتك للصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك )[24].
وجاء في تلمودهم أنه إذا رأى اليهودي شخصًا من الأمميين سقط في حفرة فإنه يجب عليه ألا يخلصه منها وإنما يجب عليه أن يسد الحفرة حتى لا يستطيع الأممي الخروج منها[25].
2-نظرة اليهود للنصارى:
يعتقد اليهود أن النصارى كفار من الأمميين وينطبق عليهم كل ما سبق ، ويعتقدون أن أشدهم كفرا هو من دعاهم إلى هذا الدين وهو عيسى بن مريم عليه السلام ويسمونه يسوع المسيح ؛ وهم يعتقدون بأنه كاذب ومدع للنبوة رغم أوصافه والبشارة الواضحة به في كتبهم وعلى ألسنة أنبيائهم لكنهم يقولون أنه ليس هو.
وهم ينتظرونه ويعتقدون بأنه سيأتيهم في أرض الميعاد (أرض فلسطين ) ثم يقودهم إلى تطهير الأرض من جميع المشركين والوثنيين (وهم كل من كان من غير اليهود).
ومما يؤيد هذا ما جاء في تلمودهم :( أن المسيح كان ساحرا) وجاء فيه (إن المسيح كان مجنونا) وجاء فيه وصفه (كافر لا يعرف الله).
وجاء في تلمودهم الجديد ( إن تعاليم يسوع كفر ، وتلميذه يعقوب كافر ، وإن الأناجيل كتب الكافرين).
وكتب أحد علمائهم ويسمى ميموند : ( المسيحيون الذين يتبعون أضاليل يسوع وثنيون ، ويلزم معاملتهم كمعاملة باقي الوثنيين ، ولو أنه يوجد فرق بين تعاليمهم).
ويقول الحاخام رشى :( أقتل الصالح من المسيحيين) ويقول ميموند :( يلزم أن يقتل الإنسان بيده الكفرة ، مثل يسوع الناصري وأتباعه ويلقيهم في هاوية الهلاك) ويقصدون بيسوع الناصري عيسى عليه السلام نسبة إلى أرض الناصرة في فلسطين.
فأنظر كيف يتقربون في دينهم بقتل النصارى لأنهم عندهم كفار ورغم ما جاءهم به عيسى عليه السلام من البينات إلا أنهم أنكروا رسالته وقالوا إنه ليس هو من بشر به الأنبياء من قبله.ولهذا فهم يصرون على البقاء في فلسطين في انتظار المسيح الذي بيّن نبينا عليه الصلاة والسلام أنهم إنما ينتظرون المسيح الدجال كما في قوله: ( يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ) رواه مسلم وأحمد وهو في صحيح الجامع 8016
وفي حديث آخر طويل عن الدجال قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيفٍ محلَّى وساج) رواه البيهقي وابن خزيمة وغيرهما وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7875
فهنيئًا لهم مسيحهم الموعود الذي يقودهم إلى جهنم وبئس المصير.
3-نظرة اليهود للمسلمين:
وأما نظرة اليهود للمسلمين فإنها نفس نظرتهم السابقة إلى الأمم الأخرى وإلى النصارى غير أنهم زادوا في حقدهم على المسلمين لأنهم حسدوهم على أن جعل الله عز وجل نبيه الخاتم الذي بشر به الأنبياء والرسل من قبله من ولد إسماعيل وقد كانوا يظنون أنه منهم ولذلك لما عرفوا وصفه ووصف الأرض التي يُبعث فيها والتي يهاجر إليها أستوطنها كثير منهم قبل البعثة رجاء أن يدركهم زمنها وأن يكون منهم.
وقد كانوا يهددون أهل المدينة من الأوس والخزرج بقولهم :قد أظلنا زمان نبي نقتلكم معه قتل عاد وإرم.
وكانوا يرجون أن يكون منهم فلما بعث نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام وعرفوا وصفه آمن منهم من سبقت له السعادة مثل عالمهم وابن عالمهم وسيدهم وابن سيدهم عبدالله بن سلام ؛ وأمّا أكثرهم فقد كفروا بالنبي عليه الصلاة والسلام وناصبوه العداء وفيهم نزل قول الله تعالى: (وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ ) البقرة 89
ومعنى يستفتحون على الذين كفروا قولهم للأوس والخزرج قد أظلنا زمن نبي نقتلكم معه قتل عاد وإرم.
وقد علم إخوان القردة والخنازير أن محمدا عليه الصلاة والسلام هو النبي الحق كما جاء عن كبار أحبارهم ومنهم حيي بن أخطب وأخوه أبو ياسر فإنهما لما هاجر النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ذهبا إليه يوما من الفجر وحتى غروب الشمس ولما عادا إلى ديارهما سأل أبو ياسر أخاه حيي بن أخطب فقال: أهو النبي الذي ننتظر؟ قال حيي: نعم والله... فقال أبو ياسر :فما الرأي؟
فقال حيي: عداوته والله ما بقيت.
وهذا الخبر نقله ابن اسحاق عن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب.
وما منعهم من الإسلام إلا الحسد كما قال الله تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة 109
ولهذا فإن نظرة اليهود إلى المسلمين نظرة عدوان وحقد وكيد وحسد ، وتشرئب أعناقهم دوما لإفساد هذا الدين وأهله لأنه أظهر خفاياهم وبين عتوهم وكذبهم وضلالهم.
وما زالوا يعادون الإسلام والمسلمين منذ بدايته وقد حاولوا اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة ووضعوا له السمّ وسحروه ؛ ومازال هذا دأبهم وصنيعهم مع المسلمين حتى اليوم ردّ الله كيدهم في نحورهم وجعل تدبيرهم تدميرا عليهم.




 كتبه خالد بن محمد الشهري
                                                                                                     هـ1435/10/6
                                                                                                    


[23] -الكنز المرصود ص 74
[24] -نظرات إسلامية في مشكلة التمييز العنصري ص 54
[25] -الكنز المرصود ص 74

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .