لماذا يسجن الإنسان نفسه
داخل شق في الحائط مثل النملة ويعض على أسنانه من الغيظ أو يحك جلده بحثا عن لذة أو
يطوي ضلوعه على ثأر.
و لماذا يسرق الناس بعضهم
بعضا و لماذا تغتصب الأمم بعضها بعضا و الخيرات حولها بلا حدود و الأرزاق مطمورة في
الأرض تحت أقدام من يبحث عنها.
ولماذا اليأس وصورة الكون البديع بما فيها من جمال
و نظام و حكمة و تخطيط موزون توحي بإله عادل لا يخطئ ميزانه.. كريم لا يكف عن العطاء.
لماذا لا نخرج من جحورنا.. ونكسر قوقعاتنا ونطل برؤوسنا
لنتفرج على الدنيا ونتأمل.
لماذا لانخرج من همومنا
الذاتية لنحمل هموم الوطن الأكبر ثم نتخطى الوطن إلى الإنسانيةالكبرى ثم نتخطى الإنسانيةإلى
الطبيعة وماوراءها ثم إلى الله.
لماذا ننسى أن لنا أجنحة
فنجرب أن نطير و نكتفي بأن نلتصق بالجحور في جبن و نغوص في الوحل و نغرق في الطين و
نسلم قيادتنا للخنزير في داخلنا.
لماذا نسلم أنفسنا للعادة والآلية والروتين المكرر
وننسى أننا أحرار فعلا.
مقتبسة من كتاب رحلتي من الشك إلى الايمان.
للدكتور مصطفى محمود
0 التعليقات :
إرسال تعليق