إثارة دافعية الطلاب[1]
يبدو بعض الطلاب متحمساً بصورة طبيعية للتعلم، ولكن العديد منهم يحتاجون - أو يتوقعون - من معلميهم أن ينفخوا فيهم الروح، ويتحدونهم ويثيرونهم ولا توجد وصفة سحرية فريدة لإثارة دافعية الطلاب. لكن هناك عدد من العوامل التي تؤثر في إثارة دافعية الطلاب للعمل والتعلم.
ومع أنه ليس كل الطلاب تثار دافعيتهم بنفس المستوى لأن الحاجات والرغبات تختلف، إلا أنك ستجد أن بعض طلابك يتم استثارة دافعيتهم عن طريق الاستحسان من الآخرين، وبعضهم عن طريق التغلب على التحديات.
وهنا عدة نقاط تساعدك كمعلم في استثارة دافعية طلابك نحو التعلم وتختلف قوتها بحسب مستوى المعلم وتجانس الطلاب والمرحلة العمرية والمادة الدراسية ويحتاج المعلم الجديد في الخدمة أو في بداية العام الدراسي لاكتشاف أو إعادة اكتشاف أفضل هذه الوسائل والطرق لاستثارة دافعية طلابه أو زيادتها نحو التعلم.
وكلما زاد اهتمام الطلاب بمحتوى الموضوع، وكانوا أكثر إدراكًا لفائدته، ووجدت لديهم الرغبة العامة في الإنجاز، ووجدت الثقة بالنفس وتقدير الذات، بالإضافة إلى الصبر والمثابرة كلما كان ذلك أقوى لدافعيتهم نحو التعلم.
وحتى نشجع الطلاب ليصبحوا متعلمين استقلاليين لديهم دافعية ذاتية، يمكن أن يقوم المعلمون بما يلي:
• أن يعطوا تغذية راجعة مألوفة ومبكرة وإيجابية تساعد الطلاب على الاعتقاد بأنهم يستطيعون العمل بصورة جيدة.
• أن يضمنوا وجود فرص لنجاح الطلاب عن طريق تخصيص مهمات ليست بالسهلة جداً أو الصعبة جداً.
• أن يساعدوا الطلاب على إيجاد معنى، وقيمة شخصية في المادة.
• أن يخلقوا مناخاً مفتوحاً وإيجابياً.
• أن يساعدوا الطلاب على الشعور بأنهم أعضاء ذوي قيمة في المجتمع التعلُّمي.
ويمكن للمعلم لزيادة الدافعية لدى طلابه:
• أن يستفيد من وجود حاجات للطلاب تتناسب مع المادة التي يقدمها لهم ليوظف تلك الحاجات في زيادة دافعيتهم.
• كما أن جعل الطلاب مشاركين فعالين في التعلم سيزيد بشكل ملحوظ من دافعيتهم للتعلم
• كما يمكن للمعلم أن يطلب من الطلاب أن يحللوا ما يجعل صفوفهم أكثر أو أقل دافعية ويستفيد من رأيهم في بناء خطته لزيادة دافعيتهم.
وفي بعض الدراسات التي أجريت على مجموعة من المواد الدراسية وجد أن هنالك ثمانية مميزات بعينها تبرز باعتبارها تشارك بصفة رئيسة في زيادة دافعية الطلاب وهي:
• حماس المعلم.
• مناسبة المادة.
• تنظيم المساق الدراسي.
• المستوى المناسب لصعوبة المادة.
• المشاركة الإيجابية للطلاب.
• التنوع.
• الألفة بين المعلم والطلاب.
• استخدام الأمثلة المناسبة والواقعية التي يمكن فهمها.
ويمكن للمعلم أن يستفيد من تلك كأداة يبني عليها خطته لزيادة دافعية طلابه.
ومن الأمور المهمة التي ينبغي للمعلم أن يعتني بها في زيادة الدافعية:
1- أن يحتفظ بتوقعات عالية ولكن واقعية لطلابه.
2- أن يساعد الطلاب في وضع أهداف العمل لأنفسهم.
3- أن يخبر الطلاب عما يحتاجونه للنجاح في مادتهم الدراسية.
4- أن يعزز الدافعية الذاتية للطلاب وأن يلغِي الرسائل التي تعزز قوته كمعلم، أو تلك التي تؤكد على المكافآت الخارجية لأن هذا سيجعلهم ينقلون محور التركيز إلى أدائهم هم.
5- يجب أن يلغِي المعلم الشعور بالتنافس بين الطلاب: لأن التنافس ينتج عنه القلق الذي يتعارض مع التعلم. وكلما قلّل المعلم من ميول الطلاب لمقارنة أنفسهم بالآخرين كلما ساعد ذلك في زيادة دافعيتهم للتعلم.
6- كن متحمساً لموضوعك: لأن حماس المعلم عامل حاسم في دافعية الطلاب. إذا أصبحت متبرماً أو فاتراً، فإن طلابك سيكونون كذلك أيضاً. وبصورة نموذجية، فإن حماس المعلم يأتي من الثقة وبدورها ستنعكس على ثقة طلابك بأنفسهم.
7- اعمل ابتداءً من نقاط القوة لدى الطلاب واهتماماتهم وليس اهتماماتك أنت.
8- اجعل للطلاب رأياً في اختيار بعض ما يُدرَس حتى لو كان ذلك مواعيد الاختبار أو الأنشطة.
9- أعطِ الطلاب فرصاً للنجاح في بداية الفصل الدراسي، فإن شعورهم بالإنجاز والنجاح في البداية سيزيد من دافعيتهم، ثم يمكنك أن تزيد بالتدريج من مستوى الصعوبة.
10- شدِّد على التفوق والتعلم أكثر من الدرجات، وأعلم إن إتقانهم لطريقة أداء المهمات بشكل صحيح أهم من صحة الإجابة.
11- صمِّم اختبارات تشجع على نوع من التعلم تريد من الطلاب أن ينجزوه، فإذا كنت تريد منهم الاستنتاج والتحليل فصمم الاختبار ليقودهم إلى هذه الطريقة.
12- قلل من استخدام الدرجات كتهديد لأن ذلك قد يجعل البعض يجتهدون أحيانا، لكنه سيجعل البعض منهم يعمدون إلى الغش.
13- أعطِ الطلاب تغذية راجعة بأسرع ما يمكن: أعِد الاختبارات والأوراق فوراً، وكلما تأخرت التغذية الراجعة عن الاختبار أو المهمة والنشاط كلما فقدت قيمتها في عملية التعلم وضعف أثرها في تعزيز الدافعية.
14- كافئ على النجاح: واستخدم التعليقات الإيجابية التي تؤثر في الدافعية، وتذكر أن المديح يبني ثقة الطلاب بأنفسهم.
15- أطلِع الطلاب على العمل الجيد الذي قام به أقرانهم وهذا له دور في تعزيز الدافعية وفي تفعيل تعلم الأقران.
16- كن دقيقاً جدا عند إعطاء تغذية راجعة سلبية: التغذية الراجعة السلبية قوية جداً واحرص على أن تجعلها موجهة نحو الإنجاز وليس نحو الشخص.
17- تجنب التعليقات الغامضة: كثير من الطلاب في فصلك يمكن أن يكونوا قلقين حول إنجازهم وقدراتهم. كن رقيقاً في كيفية صوغ تعليقاتك، وقلل من الملاحظات الفورية التي من الممكن أن تجرح مشاعرهم.
18- قلل من تقديم حلول للطلاب لمشكلات النشاط البيتي من أجل إسعادهم: عندما لأنك عندما تعطي الطلاب بطيئي التحصيل الحل، فإنك تسلبهم فرصة التفكير لوحدهم وهذا يضعف دافعيتهم نحو التعلم ويزيد من السلوك الاعتمادي لديهم.
19- تقبل وجود بعض الطلاب الذين لا يحبون مادتك وقد تسمع منهم تعليقات محبطة وتعامل معه على أنه سلوك طبيعي ومعتاد بين الطلاب وليس موجها لشخصك.
20- تذكر أن لدى طلابك موادا أخرى ومهام وواجبات أخرى كثيرة وهذا يجعلك تقدر ظروفهم والصعاب التي يمرون بها وحين تستثمر هذا بشكل جيد فسيساعدك على حفزهم للاهتمام بمادتك.
كتبه
خالد بن محمد الشهري
مستشار نفسي وتربوي
وأخصائي تقويم التعليم
0 التعليقات :
إرسال تعليق