عادت بي الذاكرة إلى ما قبل ثلاثة عقود حينما تذكرت بعض أحبابنا الذين انتقلوا إلى رحمة الله قبل سنوات حينما تكاثرت الجرذان وآذته في بيته وحاول التخلص منها بشتى الطرق من وضع سمّ إلى وضع غراء إلى مصيدة مع إغراء الفئران للوقوع في الفخ بوضع قطع من الجبن لكن حيله تلك لم تفلح وقد كانت لديه بندقية ساكتون قديمة للصيد وكانت ذات رصاصة صغيرة تسمى في ذلك الحين أم صتمه وكان يصيد بها العصافير لكنه طور استخدامها فيما بعد حينما قرر أن يترصد الفئران ببندقيته الساكتون وأستطاع أن يقتل أعدادا كثيرة منها وتحولت عملية التخلص منها إلى تسلية بالنسبة له.
لا أعلم لماذا عادت ذكرياته تلك إلى مخيلتي حينما سمعت معمر القذافي يصف شعبه بالجرذان ويتهمهم بتعاطي حبوب الهلوسة!.
وهل يمكن أن يتوقع أحد المستوى القذر الذي انحط إليه وهو كما يصف نفسه بأنه قائد الثورة وأنه أهم شخص في ليبيا ويغدق على نفسه ألقاباً مثل ملك ملوك أفريقيا وعمدة الحكام العرب والبطل الثوري المناضل ثم بعد تلك الأوصاف العظمى يصف شعبه بأنهم جرذان لأنهم قالوا له لا ! وقالوا له كفاك عتواً وتمرداً!.
فأيهما أولى بوصف الجرذان أهو شعب ليبيا الطاهر الحر الذي انتفض ضد الطغيان وحرص على حماية مقدرات بلاده وأعلن للعالم جميعا أنه سيحافظ على جميع اتفاقيات ليبيا ومعاهداته مع البلاد الأخرى؟ أم هو؟.
إن معمر القذافي ألصق وأليق بوصف الجرذان من شعبه إذ نعلم كما أخبرنا نبينا عليه الصلاة والسلام أن الفأرة فاسقة وسماها فويسقة وحذرنا من تخريبها وإفسادها وأنها ربما تسببت في إشعال النار في بيوت الناس.
أليس معمر القذافي هو من يعلن بأنه سيحرق آبار البترول ويدمر ليبيا على أهلها في محاولة منه لإشاعة الفوضى وتخريب الممتلكات وقتل الشعب بالأسلحة الثقيلة ويعلن عليهم حرباً عامة ليكون شمشون العرب وهو يقول عليّ وعلى أعدائي.ولم يعلم أن شمشون الذي ذكرته الروايات التاريخية كان مصلحا دمّر على الفاسدين،أمّا معمر فلا يعدو أن يكون من المفسدين والله لا يصلح عمل المفسدين.
ثم يزيد فوق هذا أن يصف شعبه الذين ثاروا ضد طغيانه بأنهم يتعاطون حبوب الهلوسة وقد علم القاصي والداني في العالم أجمع بأن معمر القذافي أقرب لهذه التهمة من أي أحد آخر من شعبه وقد رأيناه في المحافل في صورة لا يمكن أن يوصف فيها بأنه في وعيه بأي حال ومجرد استعراض لبعض المقاطع المصورة له على مدى سنوات كثيرة مضت يظهر فيها وهو أقرب لحال المتعاطين والمهلوسين،ثم بعد ذلك يرمي بهذا الداء شعبه على حدّ قولهم رمتني بدائها وانسلت!.
ألا يحق لنا بعد تلك الترهات والصفات التي يترفع عن التلفظ بها الشخص الكبير في السنّ فضلا عن القائد فضلا عن ملك ملوك أفريقيا،ألا يحق لنا أن نصف معمر القذافي بأنه كبير الجرذان وشيخ المهلوسين.
وقد زعم أنه سيطهر ليبيا شبرا شبرا وهذه أصدق عبارة نطق بها وهو كذوب إذ أننا نرجو أن يكون في محاولته هذه تراجعا منه ومن أعوانه ولينكشف أعوانه من الجرذان والمهلوسين المؤيدين له مع كل تحرك له حتى يعرفهم الشعب الليبي ويلحقهم بكبيرهم ليركلهم معه خارج صفحات الحياة إلى حيث مزبلة الطغاة والظلمة وإلى حيث تلقي برحلها أم قشعم.فإنه لم يوقر كبيرا ولا رحم صغيراً يوما في حياته وإنما كان يدور في فلك ذاته ليكون نصف إله وليبقي الشعب مستضعفا يسبح بحمده كما سولت له نفسه وأملى له شياطينه من الجنّ والإنس.
لقد بلغ من عتوه وجبروته وتكبره على الحق أن أهدر العلماء دمه في داخل ليبيا وخارجها ومع ذلك وجد من جرذانه من يصفه بالإمام والوالي الشرعي على ليبيا.وقد استغربت حين ظهرت ثورة تونس أن الثورة لم تبدأ من ليبيا فحكومة القذافي أشد وطأة على الشعب من غيرها إذ لا دين لديه يحميه ولا دنيا لشعبه تصبره. اللهم فسلط عليه من يستأصل شأفته ويقتله عاجلا غير آجل حتى يخلص الناس من شره وليأمنوا على أنفسهم ودينهم. اللهم أحقن دماء إخواننا الليبيين وأجمعهم على كلمة سواء وجنبنا وإياهم الفتن.ورد كيد الكائدين في نحورهم.
كتبه أبو بكر بن محمد
1432/3/26هـ
0 التعليقات :
إرسال تعليق