كتب الدكتور عبدالعزيز قاسم مقالا بعنوان من سيكسب من مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية؟ ولم يكن بأول أوابده التي يطالعنا بها بين حين وآخر، وأنا هنا لا أشك في حسن نواياه ولكن حرفة الصحافة قد أصابته وصبغت سلوكه منذ زمن مكاشفاته الأولى والحس الصحفي الباحث عن الإثارة ونبش قضايا للبقاء ضمن دائرة الأضواء تكاد تطغى عليه حتى تغطي حسه الإيماني الكامن والذي لا نشك فيه، لكنه يعلم تماما أن من أكثر من شيء عُرف به.
ولي هنا أن أسأل الدكتور عبدالعزيز قاسم عن رأيه حينما يدعو لمشاركة المرأة في المجالس البلدية أولاً ما هي هذه المجالس وما هو دورها وما هي صلاحياتها؟ إلى آخر تلك الأسئلة التي تبين أن حد علمنا بها هو تلك الفترة التي أعلن عنها وأجريت انتخاباتها وظهرت أسماء المرشحين ثم دخلت في مرحلة بيات كامل وليس فقط شتوي لتتعدى المدة الزمنية لها بما يقارب الضعف دون حسيس ولا نسيس.إلا ما يظهر على استحياء من باب التلميع الإعلامي على فترات متباعدة لا تشكل أي أهمية لدى المواطن الذي شارك في التصويت لها واحتفى بها إبان ولادتها !.
وحتى نستطيع الإجابة على سؤال القاسم عن مشاركة المرأة فيفترض أن هنالك إنتاجا سبق للرجل المنتخب .وحيث أن الأصل لم يقم ولم يتم وليس له أي تأثير يلمسه المواطن فإذا يفترض أن نعود إلى المربع الأول وهو أين هذه المجالس البلدية وما هو دورها في المجتمع ؟ ثم نتساءل بعد ذلك مع ابن قاسم هل تشارك المرأة فيها أم لا؟
أما أن نمضي في الدعوة والحشد لأمر شكلي لمجرد تسويق خروج المرأة لمجرد الخروج فهنالك جهات أخرى كثيرة قامت بالواجب وما قصرت.أما البلدية فعساها تقوم بدورها بدون حضور المرأة فقد عجز فيها الرجال .وجرّ المرأة إلى ميدان جديد وهي لم تتمكن من ميادينها الأصلية عبث ومجرد زيادة ضغث على إبالة فرفقاً يا ابن قاسم بالقوارير!
وقد قيل ثبت العرش ثم انقش وهذا يقال لمن كان لديه عرش أما من لم يكن لديه عرش أصلاً فنقشه على الهواء ومن رآه فغاية جهده أن يدعو له بالشفاء من لوثات الجنون والهلوسة.
وحبيبنا الدكتور قاسم نعيذه بالله من هذه اللوثات وبخاصة أنه يعيش مرحلة المرأة السعودية في بلادنا بحسب تعبيره إلا أنه متأثر بالجانب الآخر من هذه المرحلة و نعيذه بالله من تقديم تنازلات هو في غنى عنها حيث لم يطلبها منه أحد ولا يلومه أحد لو سكت عنها أصلاً!.
ويبدو أن معاناة القاسم الأصلية والمتمثلة في حرفة الصحفي الباحث عن الإثارة هي ما دفعه لهذا الطرح وقد كنت اشتركت في مجموعته منذ مدة ولاحظت ذلك على طريقة الطرح في مجموعته فهو يريد إرضاء الجميع في وقت واحد مع إحداث الإثارة بشكل متكرر حتى شبهت مجموعته بالمركاز الحجازي الذي يجتمع فيه شلة يتصارعون ويتناقشون بصوت مرتفع ويصيح بعضهم على بعض فيأتي ابن قاسم يهدئ من جلبتهم ويسترضيهم كلهم ولا يطرد أحدا منهم حتى لا يفقد زبائنه. وهذا النفس موجود في أكثر مقالاته وطروحاته فهو هنا يريد إرضاء دعاة تحرير المرأة وفي نفس الوقت لا يريد إغضاب المحافظين ويحاول استرضاء العلماء ليقفز على الحبال ويتنقل بينها وأخشى عليه من السقوط في أعين محبيه كما يظهر في التعليقات والردود على مقاله.
وهنا أذكر حبيبنا القاسم بمثل يقول:( من بغاها كلها ضيعها كلها).وهو بنفسه يعرف هذا ويعلمه كما يصرح به في كثير من بكائياته خلال البيان التالي !
ولو أنه استثمر شهرته ومنبره الإعلامي في تغطية كارثة جده ومأساتها ووقف نفسه عليها وبخاصة أنه أحد المتضررين منها -عوضه الله خيراً- إنه لو نذر وقته كله لعلاج هذه المأساة لكان أجمل بمثله ولكان كل ما يكتبه زيادة في ميزان حسناته في الآخرة وزيادة محبة له في قلوب المكلومين.ولنأى بنفسه عن مضايق الأمور التي تزيد احتقان المجتمع دون فائدة تذكر.اللهم وفقنا وجميع المسلمين لخير القول والعمل .
أبو بكر بن محمد
3/4/1432هـ
0 التعليقات :
إرسال تعليق