الصفحه الرئيسيه
»
قضايا وأحداث
»
الحملة السعودية لإغاثة أفريقيا_صور
تتحدث تقارير منظمات الإغاثة العالمية عن خطر المجاعة التي تحاصر أفريقيا وتنهش في وسطها وأطرافها وتهدد قرنها نتيجة الجفاف طوال سنوات متتالية مع فقر مزمن وتنمية معدومة ولا يلوح في الأفق القريب مخرج من هذه المجاعة الطاحنة التي تعدت ضحاياها مئات الآلاف لتلامس خانة الملايين.
وفيما تتخوف المنظمات الإنسانية من تفشي أخطار المجاعة في أفريقيا ننشغل نحن في البحث عن حلول لمشكلات أكبر أسبابها التخمة -في المال والأكل والفكر- وجولة سريعة في سمائنا الإعلامية ومنتدياتنا الثقافية ستكشف لك حجم غفلتنا عما يجري في العالم من حولنا وكأننا في مأمن مما تعانيه بلاد العالم من حولنا القريبة منها والبعيدة فما بين بلاد تعيش الخوف والثورات وانعدام الاستقرار إلى أخرى تعاني الجوع والمسغبة.
يقول ربنا تبارك وتعالى : (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) [النحل : 112] فجعل الله عزوجل عقابهم بين جوع وخوف وجعلهما لباساً لمن كفر بأنعمه.
فيجب علينا ونحن نعيش الأمن والطمأنينة والغنى أن لا ننسى من هم بأمس الحاجة إلينا في هذا الوقت العصيب وعار علينا أن نتبجح بالثروة ونحتار في أي المصايف نصرفها فيما هنالك شعوب وقبائل يقتلها الجوع وتنهشها الأوبئة والأمراض ثم ندعي بعد ذلك أننا خير الناس !.
رأيت في بعض التقارير الإعلامية صورة لرجل صومالي يربط بطنه من شدة الجوع في منظر لا نعرفه إلا في كتب السيرة أو قصص أجدادنا الأوائل ، فيما يبحث بعضنا عن ربط المعدة أو ربط الأسنان للتخفف من السمنة !.
ألسنا قبلة المسلمين ؟ أليست بلادنا مهوى أفئدة المسلمين ؟ ألسنا أغنى بلاد العالم ؟ ألسنا أكثر بلاد العالم النامي استقرارا سياسياً ؟ وأشدهم اجتماعا على قيادتهم ؟
إذن فلنسع جميعاً لحفظ هذه النعم ، فإن الأيام دول ، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء ، ومن أحسن في حال صحته وغناه أحسن الله إليه في حال ضعفه وحاجته. ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته والمرء في ظل صدقته فليوسع أحدكم ظله.
أليس فينا من يقدر على الحدّ من أخطار هذه المجاعة؟ بلى ؛ ويجب على كل قادر أن يبذل شيئاً من ماله أو جاهه أو وقته ألا يتأخر دقيقة واحدة عن ذلك وبقدر ما يسرع الإنسان في عمل الخير وبذل الجهد فإن ذلك يعصم أنفساً من الموت جوعاً أو مرضاً.ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.
ويجب على الهيئات الخيرية الإسلامية أن تبادر وتتحمل قسطها من العمل وتنظم الجهود وتنشئ مكتباً موحداً لتنظيم جهودها وأن تتطاوع وتتفق ولا تختلف حتى تثمر جهودها ولا تكن الدعاية لنفسها مقدمة على حاجة الملهوفين .
يا أبا متعب يا خادم الحرمين الشريفين وملك مملكة الإنسانية نرجوك أن تفتح باب الحملة الشعبية لجمع التبرعات لمنكوبي مجاعة أفريقيا كما تعودنا ذلك منكم.
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداَ وخذ بنواصينا إلى طاعتك ومرضاتك.
كتبه أبو بكر بن محمد
1432/8/16هـ
الصور من الأخ طلال أحمد ضمن تعليقه على المقال في مجموعة علي بطيح
0 التعليقات :
إرسال تعليق