كارثة الصومال مسئولية من ؟

الاثنين، 1 أغسطس 2011




تنشر وسائل الإعلام الغربية أحداث المجاعة في الصومال بشكل متكرر وتتهم الأمم المتحدة بضلوعها في أسباب الكارثة التي تبطش بالقارة السوداء بسبب صمتها المريب برغم توقع حدوثها منذ عام 2008 كما رصدت ذلك بعض المنظمات وبخاصة ما يعرف بمؤسسات الإنذار المبكر التي قرعت أجراس  الإنذار منذ ثلاث سنوات حينما بدأت مشكلة الجفاف في الانتشار في القرن الأفريقي ، ونشرت الاقتصادية يوم أمس السبت مقالا مترجماً بعنوان مجاعة الصومال فضيحة القرن 21.

كما أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كتب مقالاً نشرته بعض الصحف العربية يشخص فيه الكارثة ويدل على ضلوع الأمم المتحدة في اتساع حجم الكارثة ولكن مع ذلك فإن الأمين العام كان صريحاً في كلامه.

وبينما اهتمت وسائل الإعلام الغربية بالحديث عن الكارثة وتقريع الأمم المتحدة على تخاذلها فإن وسائل إعلامنا العربي والإسلامي أشبه ما تكون بالصماء البكماء ولا أتحدث هنا عن الوسائل الباحثة عن الرقص والمسلسلات ولا تلك الوسائل التي جل اهتمامها متابعة اللاعبين والمغنين والمشاهير بل أعني وسائل الإعلام المحافظة التي انشغلت بأمور ليست على أهمية كبيرة ومازالت تلت وتعجن فيها منذ سنوات وغابت عن أحداث الكارثة في الصومال وغيبت معها الكثير من الناس.

أفلا يجدر بنا وقد دخل علينا رمضان أن نعود لوعينا ونهتم لأمر أولئك المستضعفين من المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ، قد أنهكتهم الحروب وأمضهم طول الاحتراب الداخلي بين قطاعي الطرق من المليشيات المسلحة التي شكلت عصابات من القراصنة بحراً وبراً.

رأيت في المقطع المرفق بعض أطفال الصومال الذين أذابهم الجوع فهم عاجزون عن الحركة لطول جوعهم وشدة فاقتهم حتى أن أحدهم وهو مستلق على الأرض بالكاد يرفع رأسه لينظر إلى من حوله ولعله لايرى إلا خيالاً. وآخر عجز عن القعود والقيام وقصاراه أن يدور حول نفسه وهو مستلق على بطنه حتى خط دائرة على الأرض من كثرة دورانه ولعله يتتبع الأصوات التي يظن أن بها غوثاً. فرحماك ربي ! .

والله إننا لنخشى العاقبة مما نتقلب فيه من نعم وأبناؤنا حولنا في شبع وريِّ وسعادة وأولئك في حال من الجهد والفاقة لا يقوون معها على الحركة.أفلا نتأسى ونحن في مطلع هذا الشهر الكريم بنبينا صلى الله عليه وسلم الذي كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر؟.

لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في توزيع غنائم حنين تجمع عليه الأعراب حتى اضطروه إلى شجرة تعلق بها رداءه عليه الصلاة والسلام فقال ردوا عليَّ  ردائي ثم قال لهم : والله لو أن لي عدد شجر تهامة نعماً لفرقته فيكم ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذاباً ولا جباناً.

أصابت المدينة النبوية المجاعة في عهد عمر بن الخطاب ولما استغاث بواليه على مصر عمرو بن العاص رد عليه أبشر يا أمير المؤمنين بقافلة أولها عندك وآخرها عندي !.

وكان أويس القرني رضي الله عنه حين يمسي يشتكي إلى الله  عجزه عن إطعام الجوعى في دعاء يضج به ليلاً يقطع نياط القلوب الحية ،  لحق به ذات ليلة رجل فسمعه يقول: اللهم إني أعتذر إليك اليوم من كل كبد جائعة، فإنه ليس في بيتي من الطعام إلا ما في بطني، وليس في بيتي من شيء من الرياش إلا ما على ظهري. قال: وعلى ظهره خرقة قد تردى بها.

أيها الإعلاميون العرب والمسلمون أين أنتم عن نشر أخبار المأساة ؟ ولماذا تنشغلون بأمور لا تبلغ من الأهمية أن تسمى مصيبة . ولقد كتبت دعوة لحملة سعودية لجمع التبرعات لإخواننا في إفريقيا فلم ينشرها سوى ثلاثة مواقع فقط ! بينما أرسلتها للكثير من الصحف والمواقع الالكترونية فلم تنشرها فيما تقوم بنشر مواضيع أكثرها لا تتجاوز أن تكون من المكررات التي لا غناء فيها.

أيها التويتريون أين تغريداتكم عن ما يجري في الصومال وأين أولئك الذين يتابعهم على تويتر والفيس بوك مئات الآلاف ولماذا لا يجتهدون في حث الناس على إنقاذ الذين أصابتهم الفاقة وبلغ بهم الجهد أقصاه.

أيها المشاهير وأيها الإعلاميون وأيها الحكام والمتنفذون تتحدث التقارير عن تعرض أكثر من مليون طفل لخطر الموت بسبب المجاعة في الصومال ، أفلا يستحق هؤلاء أن تمد لهم جسور جوية عاجلة لنقل مواد الإغاثة لهم؟.

أين مؤسساتنا الخيرية ولم لا تنسق جهودها وتعمل على إنقاذهم حتى ولو كان ذلك من خلال التعاون مع المنظمات غير الإسلامية ولماذا يبقى المسلمون آخر من يساهم في علاج الكارثة؟.

نشرت بعض المواقع الأجنبية هذا الفيديو عن واقع حال الصومال وذكرت أنه في كل ست دقائق يموت طفل صومالي بسبب المجاعة.

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=pZ8nGTdTmkQ

اللهم أطعم الجوعى وأشف المرضى وأغث المنكوبين . اللهم نشكو إليك قلة حيلتنا وعجزنا عن إغاثة إخواننا وقد حيل بيننا وبينهم .

 

كتبه أبو بكر بن محمد

14321-9-1هـ

http://qalmey.blogspot.com/

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .