تجليات الخاشقجي في ليبيا

الأحد، 30 أكتوبر 2011



كتب الأستاذ جمال خاشقجي مقالته المهداة إلى ليبيا وضمنها نصائحه لرجال الحكم الجديد في ليبيا  والتي لخصها في ثلاث نصائح رئيسية
(هي: تحرروا من إدمان العمالة الرخيصة وهمشوا القبلية، واحرصوا أن تكون حكوماتكم القادمة «صغيرة» بمسؤوليات محدودة ولكن فعالة).
ومع أني كثيرا ما أخالف الأستاذ جمال في آراءه التي يطرحها إلا أنني مع هذا أكاد أوافقه على نصائحه الثلاث التي أهداها لرجال الحكم في ليبيا وقد محضهم نصحه -وإن كانوا في غنى عنه- لإدراكهم الواقع وحجم المسئولية وخطورة الوضع لكنها مشاعر المسلم تجاه إخوانه التي يتقبلونها بصدر رحب.
ومع موافقتي لخاشقجي في تجلياته الليبية فقد كنت أود أن يتخفف قليلا من لغته الثائرة ضد القبيلة ويلطف عبارته فكان يفضل أن يستبدل عبارته(اقضوا على «القبلية». همشوها) بعبارة أفضل وألطف وأصوب مثل (سخروا القبلية لخدمة البلاد خففوا من حدة التعصب القبلي ) وإن كنت أتفهم سبب غضبة الخاشقجي من القبلية وحساسيته المفرطة منها إلا أننا يجب أن نبقى ضمن دائرة التعقل والتحكم وبخاصة أنك ترغب من أشخاص قبليين أن يستمعوا إلى نصيحتك فلا يجمل بك أن تنتقص ما يتفاخرون به.
وبكل حال فإننا يجب أن نتفق على أهمية القبيلة مادامت ضمن حدودها الاجتماعية التي تخضع لقاعدة (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) ، و(من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)..أما نسفها بالكلية فهذا مسلك صعب ومستحيل  لا سيما في الوقت الراهن.
وأود أن أضيف لنصائح الخاشقجي الثلاث نصيحة رابعة وقد تفيد الخاشقجي أيضا وهي : يجب أن يكون الإعلام صوتا لجميع أجزاء المجتمع ولا تقعوا في الخطأ الذي وقعت فيه وسائل الإعلام لدينا حينما ضخمت صوتا نشازا وهمشت أصوات الغالبية العظمى في المجتمع ، ولتعلموا أن صناعة الرأي التي كانت سائدة من قبل حطمت جميع ملامحها وقواعدها وساائل الاتصال الاجتماعي الجديدة والتي دفعها بحماسة شديدة التطور التقني المذهل للاتصالات وهو الذي شكل الفارق الكبير بين محاولات التصحيح  الشعبية القديمة ومحاولات الربيع العربي.
وأخرى خامسة : أن يستفيد إخوتنا الليبيين  من مبدأ العفو والصفح وفتح صفحة جديدة لبناء ليبيا الحرة  وأن يفرقوا بين من شارك القذافي عالما مختارا فاسدا مفسدا وبين من اضطرته ظروف حياته وطلب الرزق للدخول ضمن تروس إمبراطوريته البائدة  وكانوا من ضمن من ينطبق عليهم قول الله عز وجل :( إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً).
وفق الله ليبيا وأهلها لكل خير وصرف عنهم كل شرّ ، وجميع المسلمين.

كتبه أبو بكر بن محمد
1432/12/4هـ
http://qalmey.blogspot.com/

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .