بعدما وضعت الحرب أوزارها في ليبيا وسقط القذافي- بحمد الله- وفتحت جميع مناطق ليبيا أمام الثوار وبدأ عهد ليبيا الحرة جاء أهم أدوار الدعاة الآن في هذه الفترة الحرجة ليمارسوا دورهم في رأب الصدع.
إن الشعب الليبي شعب متدين ومحب للإسلام ويسعى لتطبيقه في حياته اليومية كما نلحظ ذلك ممن نقابله من إخوتنا الليبيين وجولة واحدة مع برامج الإفتاء على الفضائيات ستبين لك مقدار تدين الليبيين وحرصهم على تطبيق شعائر الإسلام.
وهذه الميزة في الشعب الليبي يجب أن يستغلها الدعاة والعلماء المشهورين الذين يحبهم ويقدرهم الشعب الليبي وبخاصة علماء المملكة العربية السعودية لينشروا بينهم مبادئ التسامح والتصالح والاجتماع على كلمة سواء .
إن ما نسمعه من بدايات لثارات بين قبائل مختلفة ومدن متعادية لا ينفع أحدا بل يزيد المشكلة تعقيدا وكلما احتفظوا بالسلاح أكثر كلما كان ذلك أدعى لاستعماله.
ويجب أن يعلم جميع الليبيين على اختلاف مشاربهم وأمزجتهم وانتماءاتهم أنهم يجب أن يخرجوا من نفق العصبيات المقيتة التي زرعها واستغلها النظام الهالك .
وليجعلوا ما أصابهم وما فاتهم لله ولله وحده وليشتروا مستقبلهم المشرق بماضيهم النكد.
قال تعالى :(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157).
أما أن يستمر أناس منهم –ولو كانوا قلة- في القتل والاعتداء على بعضهم واعتبار أموال بعضهم غنائم كما تنقل ذلك بعض وسائل الإعلام ولو كانت حوادث فردية فإنه عار عليهم وعلينا جميعاً . وما فائدة الثورة على القذافي إذاً؟
إن الفتنة بين المسلمين لا تجيز دمائهم ولا أموالهم ولا أعراضهم بل هي حرام بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة.ومن أصيب في شيء منها في الفتنة فلا يجوز له أن يستولي على حقوق الآخرين أو ينتقم منهم بذريعة اعتدائهم على حقه.
ويجب على جميع إخوتنا في ليبيا أن يتوقفوا عن تصفية الحسابات ونقل عهدة جميع الملفات للمجلس الانتقالي والحكومة المقبلة. وينبغي أن يعتني المجلس الانتقالي والحكومة المقبلة بتعويض الناس عن حقوقهم حتى يحدّ من قضايا الثأر والانتقام.
كما يجب على الليبيين من أولي الشأن -ولوكان صغيرا ولا يحقرن أحد نفسه في الخير- أن يبدؤوا في تبني خطة لنشر المصالحة والتسامح فيما بين جميع أفراد الشعب الليبي وتكثيف حملات دعوية وليستعينوا بالدعاة المشهورين والعلماء من جميع مناطق العالم الإسلامي من أولئك الذين يحبهم ويحترمهم الشعب الليبي. لعلهم يساهمون في تهدئة الوضع ووأد الفتنة في مهدها.
وليفتحوا صفحة جديدة عنوانها (اللهم اغفر لي ولأخي ) نعم إن الأمر صعب جداً ؛ لكنه أسهل الحلول الممكنة وبغيره لن تصلح الحياة ولن تُبنى ليبيا الجديدة.
اللهم اجمع كلمة إخوتنا الليبيين على الحق وآلف بين قلوبهم واصرف عنهم كل شرّ.
كتبه /أبو بكر بن محمد
1432/12/15هـ
0 التعليقات :
إرسال تعليق