انتشرت عبارة يمقن إيه ويمقن لا .. في ما يمكن أن نصنفه ضمن فساد الذوق العام لدى فئات كثيرة من الشباب، ودرجت بينهم حتى صارت ضمن مفردات لغتهم اليومية الدارجة..
و هذا قد يكون مقبولاً بسبب طبيعة الشباب وإقبالهم على غير المألوف وتخفيف الدم لا سيما إذا لم توجد محاذير فيما يتداولونه بينهم من عبارات ونكات يُزجّون بها أوقاتهم.
لكن يبدو أن صغر السنّ الذي يسهم في تحويل الجدّ إلى هزل قاسم مشترك مع المؤسسات صغيرة السنّ مثل هيئة مكافحة الفساد.. التي تأثرت بهذه التقليعة لتصبح أعمالها تدخل ضمن تقليعة "يمقن فساد ويمقن لا " ..
وما كنا ننتظره من الهيئة حينما أنشئت أن تكون أكثر فاعلية وأقوى يداً وأنفذ قراراً وأشدّ عقوبة وأمضى همة وأقوى عزيمة لا سيما وقد جاء في قرار إنشائها أن تحاسب "كائناً من كان" ؛ لكن الهيئة حولته "بليونة" تعاملاتها إلى "فساد قائناً من قان".. لتتماشى مع الموضة ولتفتح أبواباً مشرعة لحلبة الفساد فيتشجع أعضاء جدد على دخول ناديها ..
إن جميع المفسدين والفاسدين والمتسترين عليهم الذين أصابهم الرعب وأخذت بهم"أم الركب" عند إعلان إنشاء الهيئة أصبحوا اليوم يتداولون عبارة "كائناً من كان" على أنها مزحة من نوع " قائناً من قان"..
وحظاً أوفر أيها المواطن في القرن القادم بمشيئة الله فقد كنا في القرن العشرين نعلل أنفسنا بدخول القرن الحادي والعشرين لتنصلح الأحوال ، لكن يبدو أننا سنحتاج لانتظار القرن الثاني والعشرين..وكل قرن وأنتم بخير أيها "المواقنين"عفوا أقصد المواطنين.
وفي يقيني أننا قد وصلنا إلى أن مشكلة الفساد لن تحلها أية مؤسسة حكومية بأي شكل من الأشكال وكل مؤسسة حكومية تُنشأ إنما هي "ضغث على إبالة" ...
والحل إنما يكمن في تفعيل دور المحاسبة والرقابة الشعبية التي ستحدّ من تغول الفساد وتشد الحزام على كروش المفسدين ، وفي مقترح سابق بعنوان" الهيئة الشعبية العليا لمكافحة الفساد" شرحت طريقة لتفعيل دور المواطنين للحدّ من الفساد...
أما ما يحدث الآن فلا يعدو أن يكون حماية للفاسدين الكبار وتطويل لذيول فسادهم ، ولفلفة القضايا من خلال سلسلة بيروقراطية تعيدنا لمسلسلات ديوان المراقبة والمباحث الإدارية وكأنك يا بو زيد ما غزيت...
خالد بن محمد الشهري
1433/3/4هـ
@abubaker_m
0 التعليقات :
إرسال تعليق