أحداث مالي الأخيرة وماحدث فيها من انقلاب وتحركات على المستوى الحكومي والشعبي واختلال أوضاعها أثار إنسانية فرنسا لتغشاها بأسطولها الجوي ..لتثبت فرنسا أنها لا زالت راعية للإنسانية "الصليبية" وأنها ليست أقل شأنا من أمريكا ولا بريطانيا..
ولتكمل جراح المسلمين من حدود الصين شرقا فتفتح جرحا جديدا في غرب أفريقيا..
ماذا حدث في مالي؟
انقلاب عسكريين في الجيش النظامي في وسط البلاد.
تحركات شعبية لمقاتلين في شمال البلاد ممن يصفهم الغرب بالمتشددين والأصوليين ولو كانوا أصحاب حق.
النيجر جنوب مالي من أكبر المناجم الاقتصادية التي تسيطر عليها فرنسا قد تتعرض لخطر الاضطرابات السياسية في مالي.
المقاتلين في شمال البلاد راياتهم إسلامية ولهم علاقات وامتدادات مع المقاتلين الإسلاميين في ليبيا وكذلك تونس والجزائر..
هذه الأسباب مجتمعة جعلت فرنسا تتزعم حملة القضاء على كل تحرك يمكن أن يحدث في مالي نظرا لموقعها وتشابكها الجغرافي مع شمال أفريقيا التي تعده فرنسا من مواطن نفوذها منذ مراحل الاستعمار الأولى.
ولو نجحت تحركات المسلحين في تلك المناطق وتكاتفوا فيما بينهم لا سيما مع توافر الأسلحة التي انهمرت بغزارة في الحرب على القذافي البائد من الحلفاء والأعداء لأصبح الوضع صعبا على العالم الغربي كله وليس على شمال أفريقيا وحدها . لهذا ترى فرنسا وحلفائها أنه يجب كسر حلقة المسلحين المسلمين في تلك المنطقة.
تلك الأسباب لا تجعلنا نستغرب من تدخل فرنسا وهجمات طيرانها الحربي على مالي لا سيما مع هوان دماء المسلمين ورخصها على العالم من شرقها في بورما إلى وسطها في سوريا إلى غربها في مالي مرورا بجميع ديار المسلمين الذين لا بواكي لهم.
لكن الغريب هو أن تتحالف دول مسلمة صراحة مع فرنسا وتدعمها بالمال مثل دولة الإمارات وأخرى بالمساندة السياسية واللوجستية .
وأغرب من ذلك تصريحات أردوغان التركي بدعم الحرب ضد نفس الأشخاص المسلمين الذين تغير عليهم فرنسا جوا وهي مازلت لم تتوافق مع فرنسا فهل حقا أن أردوغان ذلك الأمل الإسلامي المرتقب هو صاحب هذه اللغة- ياخيبة الأحلام- والأيام حبالى بما هو أغرب وأعجب.
وحينما يصرح الرئيس الفرنسي بأن سبب القتال في مالي هو أن المسلحين يدعون لتطبيق الشريعة في مالي فإن الحرب تتجاوز الأبعاد الاقتصادية لتعود رايات الصليبية من جديد فكيف تشارك دولٌ إسلامية في هذه الجريمة لتتحالف مع الصليبين ضد مسلمين؟
و هل مازلنا نعيش عصر ملوك الطوائف؟
وهل في الأفق ما يبشر بظهور نورالدين زنكي من جديد أو صلاح الدين مرة أخرى؟
ترى هل يعيد التاريخ نفسه من جديد؟
يافرنسا مالك ولمالي؟
ما لا أشك فيه أن فرنسا ستفتح لها قبرا كبيرا في مالي كما فعلت أمريكا في العراق وأفغانستان..والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
خالد بن محمد الشهري
@abubaker_m
1434/3/5هـ
