هي لعنة من لعنات العولمة أصابت بشؤمها نساء المسلمين من شرق الأرض إلى غربها شمالا وجنوبا حتى لا تكاد تجد بلدا من بلدان المسلمين لم يكثر إناثه من لبس البنطال وأصبح لدى بعضهن اللباس اليومي المفضل بلا نكير..وقد ترى المرأة من ذوات الصلاح والحرص على حجابها حينما تنظر إلى أعلاها لكن أسفلها يناقض أعلاها ..
وحين نصف انتشار لبس البنطال بين نساء المسلمين بالظاهرة فإننا يجب أن نذكر العوامل التي ساهمت في انتشارها ولعل أهمها:
الإعلام الفاسد-وافرازات ظاهرة العولمة - والتجار الفجار-وكثرة الاعتماد على المنتجات الغربية فليس غريبا بعد ذلك أن نستورد لباسهم مادمنا لا نحسن صناعة ألبستنا ، فحتى شعارنا الوطني (الشماغ والغترة)نستورده من إنجلترا أو شرق آسيا وهنالك فئة vip تستورده من سويسرا.
والكلام عن أحكام لبس المرأة للبنطال ليس جديدا لكن الجديد أنه أصبح شيئا مألوفا حتى لم تعد النساء يسألن عن حكمه ولا حتى الرجال إن كان بقي لدينا نساء يطعن رجالهن في المعروف!.
وقد بدأت هذه الظاهرة السيئة أول أمرها ببناطيل فضفاضة لا تصف معالم جسم المرأة ثم ما زالت تزيد وتضيق وتقصر حتى وصلت إلى حالها الآن والله أعلم بنهايتها،وكل ذلك بفعل إعلام فاسد وأب غافل وتاجر فاجر وقصور في التذكير فكان ما كان.
وليس كلامنا عن امرأة تلبس بنطالاً لزوجها في بيتها لا يراها أحد مع أن بعض العلماء لم يجز ذلك لعلة التشبه بالرجال لكننا نتكلم عن نساء يلبسنه و يخالطن الرجال ويزددن كل يوم مع موضات البنطال المتلاحقة تعريّاً من حيث يكتسين.
فما هي النتيجة ؟ يولد الابن والبنت في بيت هذا لباس نساءه فينشئون عليه حتى يصبح جزءا من حياتهم لا يستنكرونه ..
وهنا لابد من التذكير بأن بعض العلماء يحرم لبس البنطال للمرأة بأي حال لما فيه من تشبه بالرجال وتشبه بالكفار وكفى بهما فكيف إذا أضفت لذلك علل أخرى لا تخفى على أحد.
يقول صاحبنا : دخلت سوقا مشهورا في بلد خليجي فهالني منظر امرأة عربية كبيرة في السن لا أشك أنها في بحر السبعين وهي تلبس بنطال جينز ضيق لفت انتباه أبنائي وبناتي مما حملنا على الاشمئزاز من هئيتها ومنظرها الذي يهين شيبتها وعمرها..
ولا أشك أن هذه العجوز لم تعرفه في صغرها لكنها مع ذلك خضعت لضغط هذه الظاهرة في كبرها.
وأبو البنات اليوم يعاني التي واللُتّيا حينما يبحث عن لباس لبناته بسبب انعدام الملابس الساترة لكنه إذا بحث عن البناطيل وجد منها أشكالا وألوانا وبأرخص الأسعار !.
فهل أصبح بعض تجارنا وكﻻء ومسوقين للشيطان؟
وحتى متى يخضعنا أولئك لأنواع الهزيمة النفسية والاستلاب الحضاري بسبب جشعهم.
ومتى يتعلم الناشئة الفرق بين ما نحن مضطرون إليه ونأخذه من الغرب أو الشرق وما بين ما لا نحتاج إليه بل قد يضرنا ديانة أو عرفا ..
هنا أخشى أن يكون بعضنا أصبح لُعْنَةُ ..أعاذني الله وإياكم من أسباب اللعنات.
اللُعْنَةُ : هو من يجلب اللعن على أهله..
كتبه خالد بن محمد الشهري
@abubaker_m
1434/4/16هـ
