يا صناع اﻷشباح "الراتب ما يكفي الحاجة"

هي آخر موضات الصناعة وآخر ماتفتقت عنه أذهان بعض ذوي الكروش المتخمة ممن لم يجربوا ذل المسألة ولم يعرفوا مرارة الحاجة.. ولم تلتف على أعناقهم أفاعي البنوك.. ولم تخنقهم مصاريف العﻻج في المستشفيات الخاصة.. ولم ينتظر يوم 25 من الشهر كما ينتظر الملهوف من يمد له يد المساعدة.. يسكن في قصور فاخرة ﻻ يؤثر فيه حر وﻻ قر.. ويركب سيارات فارهة آخر موديل من ذوات العﻻمة اﻷلمانية فﻻ يعنيه هل يصرف لغيره بدل مواصﻻت يكفيه . . . يصيف في أوروبا ويربع في أمريكا لم يسمع بمعاناة قرى في أقصى الشمال وما تلقاه أخر في الجنوب.. لم تخل مائدته يوما من الكافيار فهل يضيره أن يعلم كم بلغ سعر الخروف. . . أتحداه أن يعرف كم يبلغ سعر كيلو الطماطم في رمضان.. معاناته مع المرض يلخصها داء الملوك.. وتستقبله أكبر أجنحة مستشفياتنا التخصصية تردفها المراكز الطبية العالمية.. أبناءه حين تنظر إليهم تخشى إن وخزهم شيء أن ينفجر أحدهم لفرط طراوته.. وبنيته تشتري ساعاتها من عواصم العالم بأسعار مخفضة جدا حيث تشتريها من بازار بيوت الموضة العالمية فقط بعشرات اﻵﻻف للواحدة يابﻻش.. ثم وفي غفلة من رقابة المؤسسات المعنية بحاجات المواطن وارتفاع اﻷسعار وتغول التجار واصابة البنوك بداء السعار وانعدام السكن وفقدان اﻷمن اﻻجتماعي وضحيان الفقر أكبر ضجيع لأكثر مواطني أغنى دولة صرخ بعض المطحونين من شدة قهره: "الراتب ما يكفي الحاجة" وتبعه عشرات اﻵﻻف يؤكدون ذلك وقد طحنتهم : ايجارات مساكنهم.  تكاليف معيشتهم وغﻻء المواد التموينية. قروض البنوك. تكاليف العلاج. مصاريف الدراسة. وفيما بينها ومعها دواهي أخر تختلف من واحد ﻵخر..مع تكدس اﻷبناء في بيوت آبائهم وكونهم عبئا على أسرهم مع ضعف الوظائف وقلتها وجمود سلم الرواتب في مقابل زيادة الرسوم وتﻻعب المحتكرين في السوق.. كل هذه الضغوط حركتهم ليؤيدوا أن الراتب ما يكفي الحاجة.. ومع هذا خرج صناع اﻷشباح ليهددوهم بأنهم مثيري فتنة وليجعلوا من هؤﻻء اﻷلوف الذين نادوا وهم مستعلنين بأسماءهم وأوصافهم أشباحا ﻻ وجود لها.. فأين الحقيقة إن كان كل أولئك أشباحا؟                                                                 كتبه خالد بن محمد الشهري                                                                         هـ1434/9/21                                                                       @abubaker_m