هذّب العملاق الذي بداخلك
تداولت مواقع التواصل اﻻلكتروني وقروبات الواتس أب صورة ملتقطة لمشهدين من دورة مزعومة تحت عنوان اطلق العملاق الذي بداخلك..وتداول الناس كالعادة تعليقات تتراوح بين الضاحك والباكي والمتعقلن والمتخبلن. .
ووجدها كثيرون فرصة لتنفيس دخائل نفوسهم وسخطهم على كل ماحولهم فيما يكرس النقص الذي يبدو أن لدينا منه اكتفاءا ذاتيا بما يفيض على مجتمعات أخرى لعدة قرون.. فهل سمع من التقط هذه الصورة حديث النبي صلى الله عليه وسلم: المجالس باﻷمانة. وإذا سمعه هل عرف معناه؟ والذين تداولوها عبر وسائل التواصل اﻻجتماعي ونشروا معها تعليقاتهم كيفما اتفق هل توقف أحدا مع نفسه ليقول لعل لهم عذرا وأنت تلوم قبل أن يرجموا بالغيب فيما لم يعلموا عن حقيقته شيئا.. ثم هل توقف أحدا ليسأل نفسه : لو كنت مكانهم فهل أرضى أن يعلق أحدا بهذه التعليقات أيا كانت؟
وهل أرضى أن أكون مثارا للنكته واستظراف الثقلاء على حسابي؟
لقد وضع نبينا عليه الصلاة والسلام قاعدة: وليأت إلى الناس الذي يحب أن يأتوه إليه. فهل تحب لنفسك ما تمارسه مع اﻵخرين ؟
نحتاج كثيرا إلى وقفات مراجعة لطريقة تفاعلنا مع الحياة لنخفف من غلواء الذات المتضخمة على حساب اﻵخرين..
أخي القارىء : نحن نمر في أزمة أخلاقية كبرى بسبب اﻻنفصام بين مانعلمه من آداب وما نمارسه من سلوك..
فرحم الله أمرءا قام محتسبا على نفسه ليهذبها ويمنعها عن اﻻنسياق وراء كل نقص في اﻵخرين لتغطية عيوبه ونقائصه..
ومن حِكم أبي الدرداء رضي الله عنه: إنك لا تفقه كل الفقه حتى تمقت هذا الناس في جنب الله ؛ ثم ترجع إلى نفسك فتكون لها أشدّ مقتا منك الناس.
وفي حكم العرب من ضحك بالثرمان ضحك بليا سِنّ.
كتبه خالد بن محمد الشهري
مشرف علم النفس بتعليم الشرقية
1434/11/25هـ
|
الصفحه الرئيسيه » مجتمع » هذّب العملاق الذي بداخلك
هذّب العملاق الذي بداخلك
الجمعة، 4 أكتوبر 2013
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
0 التعليقات :
إرسال تعليق