ملكيون أكثر من الملك

السبت، 25 يناير 2014

                                                 

           قال عمرو بن امرئ القيس وهو شاعر جاهلي من الخزرج ت 50قبل الهجرة :
يامالُ والسيّد المعمم قد               يُبطره بعد رأيه الشرف
نحن بما عندنا وأنت بما عــنــدك راضٍ والرّأي مختلف
وكان لا يقال لأحدهم السيد المعمم إلا إذا بلغ الغاية في الرئاسة بينهم حتى أنه إذا لبس العمامة لم يلبسها أحد غيره من قومه احتراماً وإجلالاً.
            قال إياس بن قتادة :
وإنّ من السادات من لو أطعته                 دعاك إلى نارٍ يفور سعيرها
      وهذا يدعوك للتفطن فيما يُعرض عليك من الأمور حتى تزن الرجال بميزان الحق ، و ما كل سيد مطاع يُتبع على جميع أقواله فإن لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة ، وأخطر الزلات هي زلات العلماء لأنه يهلك بها خلق كثير ، وقد حذر السلف الصالح من إتباع زلة العلماء كما ورد ذلك عن معاذ بن جبل وغيره ، وقد نهى نبينا صلى الله عليه وسلم أن يكون أحدنا إمعة يُحقبُ دينه الرجال ، وبين لنا أن الإمعة هو الذي يتبع الناس على كل حالٍ في الخطأ والصواب .
ومن عجب الدنيا أن هنالك أشخاص يعتقدون أن بعض العلماء لا يخطئون حتى وصلوا بهم إلى مراتب القداسة من حيث لا يشعرون ، وإذا كانت سادت الدعوة في زماننا هذا إلى ترك التعصب المذهبي  حتى آتت ثمارها فترك متعصبة المذاهب التشدد في تمسكهم بمذاهبهم إلا أن الشيطان أبى أن يتركهم حتى أقام لهم أعلاماً يتعصبون لهم حتى قام التعصب لبعض العلماء والدعاة المعاصرين مقام المذهبية السالفة ، ولو خالفت بعض أقوال أئمتهم في هذا الزمان لرُميت بأشنع الأوصاف لعل من أهونها التخذيل، والعمالة.
وليس الواقع ببعيد عن مشجعي الأندية ولا السياسين الذين يشكلون حزبا ملكيا أكثر من الملك؛ وكل معجب بقائد يعطيه صفقة فؤاده يعلن الحرب على مخالفيه حتى أشبهنا العرب الجاهليون في تعصبهم لكنهم تعصبوا لقبائلهم نسبًا ؛ وتعصبنا لقبائلنا الفكرية.  

صحيح أنّ الطاعةُ العمياءُ مَهلَكَةٌ



                                                       كتبه خالد بن محمد الشهري
                                                             1435/3/24هـ
                                                                                                                         

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
بوح قلمي ،،، أبو بكر بن محمد | by TNB ©2010 وتم تعريب القالب بواسطة مدونة نصائح للمدونين .