عقائد اليهود
اليهود أخبث الأمم من أتباع الأنبياء وأشدهم تحريفًا لما جاءهم به أنبيائهم وقد اتصفوا بالخبث وتلونوا به حتى أصبح هذا معروفا عنهم بين جميع الأمم ؛ وإنك لتعجب حين تقرأ قصة موسى مع قومه وكيف أتعبوه وخانوه مع تصديقهم به وإيمانهم بنبوته ومعرفته لفضله عليهم قبل نبوته وبعدها ومما يهول القارئ لقصصهم موقفهم من دينهم أثناء نجاتهم من فرعون حين أغرقه الله أمامهم ومع ذلك اتخذوا العجل إلها لهم وقالوا لما رأوا المشركين يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة!!.
فإذا كان هذا ديدنهم وشأنهم ورسولهم بين أيديهم وكتابهم ما زال طريًا نازلاً من السماء فلا تعجب من أفاعليهم لمّا بعُد عهدهم بأنبيائهم.
1- قال الله تعالى في القرآن الكريم مبينًا عقائدهم كفرهم وسوء اعتقادهم في ربهم:
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ ) المائدة 64
(َقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ) آل عمران 181
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ) التوبة 30
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) المائدة 18
(وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) الأنعام 91
وتأكيدا لذلك ننقل ما يروونه في كتبهم المقدسة حتى يرى القارئ إلى مقدار الخبث والكفر الذي سقطوا فيه ...جاء في التلمود الذي يعظمونه ويعده بعضهم أعظم من التوراة :( إن الله ليس معصوما من الطيش لأنه حالما يغضب يستولي عليه الطيش كما حصل ذلك منه يوم غضبه على بني إسرائيل في الصحراء ، وحلف بحرمانهم من الحياة الأبدية ، ولكنه ندم على ذلك بعد ذهاب الطيش منه ، ولم ينفذ ذلك اليمين لأنه عرف أنه فعل فعلاً ضد العدالة)[1].
وجاء في تلمودهم :( يتندم الله على تركه اليهود في حالة التعاسة حتى أنه يلطم ويبكي كل يوم فتسقط من عينيه دمعتان في البحر فيسمع دويهما من بدء العالم إلى أقصاه وتضطرب المياه وترتجف الأرض في أغلب الأحيان فتحصل الزلازل)[2].
والإله عندهم اسمه يهوه وهو خاص ببني إسرائيل ولذلك يطلقون عليه إله بني إسرائيل[3].
وجاء في التوراة المحرفة :( إن الله ندم على خلق البشر وشق عليه لما رأى من معاصيهم وظلمهم)[4].
2-تكذيبهم للرسل وقتلهم ووصفهم بما لا يليق بهم:
قال الله عز وجل في القرآن الكريم : (مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) البقرة 98
وقال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ.. الآية) البقرة 102
وقال تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) البقرة 87
وجاء في توراتهم المحرفة :( فألتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة وكان له سبعمائة من النساء السيدات وثلاثمائة من الجواري وكان في زمان شيخوخة سليمان أن نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى فذهب سليمان وراء عشتروت آلهة الصيدويين وملكولم رجس العمونيين)[5]
وقد وصفوا نوح عليه السلام في توراتهم المحرفة بأنه شرب الخمر ووصفوا لوط عليه السلام بأنه ضاجع ابنتيه[6].
3-تحريفهم لكتابهم المقدس:
(مما هو ثابت عنهم تاريخيا أنه في عام 282 ق.م اجتمع سبعون عالما من علمائهم في الأسكندرية وترجموا أسفار موسى الخمسة من العبرانية إلى اليونانية. واليهود العبرانيون لما رجعوا من بابل زادوا في الحروف العبرانية الأبجدية وغيروا ، فلذلك كانت العبرانية الحديثة غير العبرانية القديمة التي يتمسك بها السامريون إلى اليوم.
واليهود تقرّ أيضا أن السامرة حرفوا مواضع من التوراة وبدلوها تبديلا ظاهرا وزادوا ونقصوا والسامرة تدعي ذلك عليهم)
يقول ابن القيم رحمه الله ومن رضي تبديل موضع واحد من كتاب الله فلا يؤمن منه تحريف غيره[7].
قال ربنا تبارك وتعالى في القرآن الكريم :( فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) البقرة 79
وقال تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة 75
وكتاب التلمود المقدس لدى اليهود مكون من جزأين وهما المشناه وهو تفسير للتوراة و الجمارا وهو تعليقات على المشناه ومن مجموعهما يتكون التلمود.
ويعتبر اليهود التلمود كتابا منزلا كالتوراة فهو الوحي غير المكتوب الذي تركه موسى عليه السلام وقد تطور بهم الأمر إلى أن عدّوا التلمود أعظم من التوراة كما يذكر ذلك بعض الباحثين.
يقول أحد حاخاماتهم :( إن من يقرأ التوراة بدون المشناه والجمارا فليس له إله)[8].
وهذا نتيجة لغلوهم في أحبارهم حيث جعلوهم بمنزلة الأرباب يشرعون لهم فيتبعونهم كما قال الله تعالى في القرآن الكريم في وصف من يشرك شرك الطاعة: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ) التوبة 31
والتلمود الذي وضعه أحبارهم الذين يرون أنفسهم بمنزلة مستشارين للإله كما قال الرابي مناحم :( إن الله تعالى يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها في السماء)[9].
تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وقد جاء في تلمودهم أيضا :
(إن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها ولو بأمر الله . وقد وقع الاختلاف بين الباري تعالى وبين علماء اليهود في مسألة فبعد أن طال الجدال تقرر إحالة فصل الخلاف إلى أحد الحاخامات الرابيين وأضطر الله أن يعترف بغلطه بعد حكم الحاخام المذكور) [10]. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
وقد قال أحد علمائهم وهو ميموند متوفى 1204م :( مخافة الحاخامات هي مخافة الله تعالى) [11]. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
فأي كفر أكفر من هذا تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ؛ قال ربنا تبارك وتعالى: (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ) آل عمران 181
4-ومع كفرهم بالله ورسله وكتبه فهم أيضا كفروا باليوم الآخر وقد بين الله انحراف اعتقادهم ذلك في قوله تعالى في القرآن الكريم : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) آل عمران 24
وقد تحداهم الله تعالى في اعتقادهم في اليوم الآخر وأنهم لن يعذبون فقال تعالى : (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) البقرة 95
وسبب اعتقادهم بأنهم لن يُعذبوا في الآخرة قولهم نحن أبناء الله وأحباؤه ؛ وقد جاء في تلمودهم :( ولا يدخل الجنة إلا اليهود أما الجحيم فهو مأوى الكفار ولا نصيب لهم فيه سوى البكاء لما فيه من الظلام والعفونة والطين)[12].
والكفار عندهم هم كل من عدا اليهود ويسمونهم الوثنيين ويسمونهم أيضا الجوييم.
ومن فرق اليهود من ينكر البعث والحساب والجنة والنار ، ولم يرد في دينهم شيء ذو بال عن البعث والخلود والثواب والعقاب إلا إشارات بسيطة غير عميقة ذلك أن هذه الأمور بعيدة عن تركيبة الفكر اليهودي المادي[13].
كل تلك الاعتقادات والانحرافات العقدية لدى اليهود كشفها القرآن الكريم وعراها وفضح دينهم المحرف الذي يتلاعبون به على الأمم ؛ ولن تجد أحدا يُعرّف اليهود أو يُعرّف صفاتهم بدقة إلا القرآن الكريم الذي ذكر صفاتهم الحقيقية التي لا يعرفها أحد بمثل هذا الوضوح غير اليهود.
كتبه خالد بن محمد الشهري
هـ1435/10/6
0 التعليقات :
إرسال تعليق