قال تعالى:(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) من البديهيات أنك لن تكون معهم في الآخرة حتى تكون مع الرسول في الدنيا بالطاة والاتباع..
هذا ما يعلمه المسلمون جميعًا فلماذا إذا يتطاول بعضهم على مقام الرسول ﷺ ويطعن في سيرته ﷺ ..
الجواب باختصار هو أن ذلك يحدث نتيجة الدوران في الفكر الفلسفي وقد ثبت تاريخيا أنه مادخلت الفلسفة على أحدٍ إلا عرفت منه وأنكرت..
لأن أصل الإسلام التسليم والإستقامة على أمر الله وهذا ما لا يستقيم مع الفلسفة ولا ترضى به !!
لأن أصل الفلسفة الاعتماد المطلق على العقل في القبول والرفض والتحكيم
وذلك مما يحمل الإنسان على الإعجاب بعقله لا سيما إن وُهب مسحة ذكاء .. ومنذا يخلو من نوع من أنواع الذكاء حسب ما بينته نظرية الذكاء المتعدد حديثًا..
حتى يُعجب المرء بعقله ويسعى لأن يُحكمه في الدين..
لكن هذا الذكاء سيبقى محدودًا بحدود الزمان والمكان والخبرات المتاحة لصاحبه وسلامة حواسه وصحة وصول المعلومة له وصدق ترجمتها عقليًا .. وهذا شبه مستحيل مع كثرة المعلومات وزيادة المشتتات وقد ذكرت بعض الأبحاث الحديثة أن العقل الواعي يمكن أن يستوعب حوالي ثلاثة أمور في وقت واحد فقط..
ولهذا فحين يعجب المرء بعقله ويعتمد عليه وحده في تقرير المسائل الصغرى فضلاً عن الكبرى سيصبح مثل الطفل الذي يتعامل مع أثاث المنزل الثمين كما يتعامل مع لعبته وعندها يصبح كل شيء في المنزل قابل للتفكيك والتجربة والعبث كما هو فضول الأطفال!!
و لنتذكر دومًا أن مصدر هذه الانحرافات الفكرية لدى كثير من شباب المسلمين بسبب أنهم كونوا آرائهم المختلة من قراءتهم لمصادر فلسفية غربية مغرقةٍ في العداوة والتحيز ضدّ كل ما يمت إلى الإسلام بصلة ولو كلفوا أنفسهم بإتباع المنهج العلمي الصحيح وقرأوا كتب السنة والسيرة للتأكد من صحة النتائج التي توصلوا إليها ودقة الأحكام التي أصدروها لعرفوا سخف آرائهم دون الحاجة لأن يردّ عليهم أحد!!
ومع تكرار قضايا التطاول من قبل بعض أدعياء الثقافة من شباب المسلمين على مقام النبي ﷺ يجب أن لا يستكبر أحد عن الدفاع عن النبي ﷺ فهو رأس مالنا وهي دلالة بقية جذوة الإيمان في النفوس
لكن مع ذلك يجب أن يحرص هؤلاء المدافعون على ألا يخالفون سنته ﷺ في التعامل مع الآخرين..وليكن إنكارنا للمنكر بدون منكر..
ويجب أن تقوم الحكومات العربية والإسلامية بدورها لضبط كل من يتجرأ على محكمات الإسلام ومعاقبة من يتطاول على مقام النبيﷺ.
وننتظر من العلماء الاكثار من بيان منزلة النبوة ومقام النبي ﷺ في كل شأن وربط ذلك بجميع أبحاثهم ونشاطاتهم ليعلم النشء أن سنة النبي ﷺ وسعت كل ما يتحدثون عنه..
وكذلك ننتظر أن يُري الدعاةُ الناس أخلاقهﷺ في واقعهم اليومي لتكون سنة النبي ﷺ وأخلاق النبوة مشهدًا يوميًا يدل على عظمة الإسلام وصلاحية الرسالة لكل زمان ومكان عملاً وتطبيقًا مشاهدًا يراه الصغير والكبير رأي العين..
ولتعرف جانبا من ذلك إقرأ -إن شئت-كتاب دفاع عن الحبيب ﷺ وهو منشور على النت في عدد من المواقع..
مسك الختام
جاء عن النبي ﷺ أنه قال: كلكم يدخل الجنة إلا من أبى!!
قالوا:ومن يأبى يارسول الله؟
قال:من أطاعني دخل الجنة،ومن عصاني فقد أبى)
كتبه خالد بن محمد الشهري
مشرف علم نفس بتعليم الشرقية "سابقا"
0 التعليقات :
إرسال تعليق