إعلان جمهورية المثليين!! وماذا بعد؟
أعلنت المحكمة العليا بالولايات المتحدة الأمريكية (حكم تاريخي ) أنه من المسموح عندهم زواج المثليين في الولايات المتحدة الأمريكية .
وقد وصف أوباما هذا الحكم بأنه انتصار لأمريكا وانتصار للحب .
وأمرت المحكمة العليا بالولايات المتحدة الأمريكية حكومات الولايات بالاعتراف وتوثيق هذا النوع من الزواج.
وأيد هذا القرار القاضي المحافظ وأربعة قضاة في المحكمة العليا للولايات المتحدة الأمريكية وذلك لإعطاء المثليين جنسيًا فرصة لممارسة حقوقهم دون مسائلة قانونية في جميع أنحاء الولايات الأمريكية , ولكن تم معارضة هذا القرار من قبل رئيس المحمكة العليا للولايات المتحدة الأمريكية جون روبرتس وثلاثة قضاة آخرين .
وأيدت الحكومة الإسرائيلية هذا القرار وأعلنت أنه من حق أي انسان الزواج وإنجاب أو تبني أطفال بصرف النظر عن ميوله الجنسية , وتأمل أن هذا القرار يتم اتخاذه في جميع الدول بما فيها اسرائيل , لأن الزواج حق للجميع ...
كان هذا القرار الذي فرض على جميع الولايات حتى التي عارضته !! وأيدته دولة اليهود ربيبة أمريكا.. فماذا بعد؟
قال الله تعالى عن قوم لوط وتآمرهم على لوط وأهله :(أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) وهذا ما ستفعله أمريكا مع من يعارضها ستخرجه!!
لكن العالم أصبح قريةً صغيرة فإلى أين سيخرجونهم؟
سيخرجونهم من دائرة الاهتمام إلى التهميش..
سيخرجونهم من الحياة الكريمة إلى البؤس والفقر..
سيخرجونهم من الحياة السوية الإنسانية إلى معاداة الإنسانية بزعمهم ..
سيخرجونهم من المشاركة في الاقتصاد إلى التكفف والديون والحصار الاقتصادي..
سيخرجونهم من العالم المتحضر إلى العالم المتخلف..
سيخرجونهم من الاستقرار النفسي والتوائم مع الفطرة إلى القلق والصراع النفسي المستمر..
وحيث أن أمريكا ترى نفسها أفضل دول العالم وترى أن لها المكانة لتفرض رؤيتها على جميع العالم بكل الطرق والسبل ولديها من القوة والسطوة المادية والأساليب السياسية والهيمنة الإعلامية ما يعطيها الأهلية لفرض رأيها وتوجهها على جميع العالم؛فلن تقف مكتوفة الأيدي بل ستصنع كل مابدا لها متوافقًا مع نزعتها الاستبدادية.
وسيختلف مستوى التركيز في خطة عملها لأن العالم ينقسم إلى دول حكوماتها لادينية وأخرى دينية والدينية تنقسم دياناتها إلى ديانات سماوية وديانات أرضية ؛ فأما اللادينية وأما ذات الديانات الأرضية فلا إشكال عندها في أمر الشذوذ الجنسي بل هو سلوك دارج وسائغ عندها من الناحية الاجتماعية دون حاجة إلى التسويق إليه والمعارضات ضده ضعيفة الصوت في تلك المجتمعات ولا تتجاوز الأمر الفطري والطبي غالبًا.
ولم يبق أمام أمريكا سوى الدول ذات الديانات السماوية فأما النصارى فقد قالت الكنيسة البابوية أخيرًا عن المثليين يجب أن "يتم التعاطي معهم باحترام" !!.
وأما اليهود فلاشيء لديهم محرمًا وخاصة فيما يمكن أن يستفاد منه في إغواء الشعوب.وسيحولونه إلى مشروع تجاري واعد بالنسبة لهم حيث لن يجروء أحد على أن يسبقهم في هذا المجال.
بعد كل ذلك فلن يبقى أمام أمريكا سوى المسلمون وغالبيتهم أهل السنة بينما الشيعة ومع أنهم أقلية إلا أن أمر المثلية الجنسية عندهم قد لا يشكل هاجسًا كبيرًا ؛ كما يوحي بذلك تراثهم.
فصفي الأمر على أهل السنة وحدهم .. فماذا بعد؟
أمريكا لا ترضى أن يكون هنالك في العالم من يخالف ثقافتها ولا يرد كلمتها ولهذا ستضيف بند المثلية وترويجها إلى بنودها الأخرى ضمن حربها على أهل السنة وستشتغل في هذا على مرحلتين:-
المرحلة الأولى تطبيع الشذوذ :من خلال محاولة هز القناعات وتعديل الرأي والشعور الجمعي وستقوم بضغوط كبرى للتطبيع مع ثقافة الشذوذ الجنسي وستمارس ذلك على عدة جوانب:
1-ضخ المزيد من ترسانتها الإعلامية عبر الأفلام والقنوات لترسيخ أن الشذوذ حق للشاذين لا يحق لأحد منعهم منه.
2-ستحاول أن تعمل على تغيير الشعور الجمعي للمواطنين الأمريكين لتقبل الشذوذ وتسويق ذلك في بقية العالم.
3-ستعمد لتغيير العديد من القوانين لدعم نشر الشذوذ في كل مكان من أمريكا في المرحلة الأولى ثم بقية العالم.
4-ستقوم بإزالة أي تصنيف نفسي أو طبي يصنف الشذوذ بأنه مرض يحتاج إلى علاج نفسي وطبي وسيطال هذا كل المراجع الطبية والنفسية التي تتناول الإنحرافات الجنسية.
5-ستدعم تجارة الشذوذ والترويج له ولجميع ما يتعلق به وستظهر الكثير من الدعايات والإعلانات التي تروج له وفق حملات منظمة ومعدة بطريقة مشوقة وجاذبة.
6-ربما قامت السلطات الأمريكية بتشويه صورة المعارضين ذوي الأصوات العالية من خلال اتهامهم بما يخالف القانون ولو من خلال تلفيق ذلك لهم وإحداث ضجة حولهم حتى يقنعوا الناس أن المخالفين للشذوذ الجنسي واقعين في أنواع أخرى من الشذوذ المخالف للقانون بينما الشاذين جنسيًا لم يخالفوا القانون!!.
المرحلة الثانية:إعلان الحرب على المعارضين:
وستقوم بهذه الحرب على أشكال مختلفة :
1-تعديل أنظمة وقوانين تلك البلاد المعارضة بالقوة الاقتصادية والإعلامية.
2-شنّ حملات من قبل منظمات حقوق الإنسان الداعمة للشذوذ ضدّ الدول والمجتمعات التي تعارض الشذوذ وتعدّه جريمة.
3-تبني دعاة للشذوذ من أبناء تلك المجتمعات وترميزهم ودعمهم وصناعة بطولات وهمية إعلامية لهم وتبني قضيتهم ودعمهم إلى أقصى مدى.
4-التسلط على أي دولة تتشدد في مقاومة تطبيع الشذوذ ضمن حدودها واعتبارها عدوًا لأمريكا.
5-دعم أي فكر إلحادي في تلك الدول للمساهمة في عملية قبول الشذوذ الجنسي وإتمام عملية التطبيع من الداخل.
ماهو دورنا؟
هنا يمكن الحديث عن جانبين فردي وجماعي :
فعلى الجانب الفردي لابد أن نغرس الإيمان بالقرآن الكريم في نفوس الناس ومادام المسلم يعتبر القرآن الكريم هو مصدره الأول لفهم الحياة وللسلوك فإن هذا سيقوم بمهمة مكافحة نشر الشذوذ الجنسي وغيره من الخطايا على أتم وجه.
وقد أعجبني ما قدمه بعض المختصين في التربية من نصح للأسرة عن أفضل الطرق لمقاومة الشذوذ الجنسي حيث نصح الأسرة بأن تعتني بتعليم أبنائها كيف خلق الله آدم وحواء وكيف تناسلت ذريتهما بشكل يناسب الأطفال بحيث يستطيع الوالدان والمربين من تكوين الفكر والمعتقد الصحيح الذي سيشكل المناعة النفسية والاجتماعية ضدّ هذا المرض الأخلاقي الذي سيأخذ في التمدد.
كما أننا في الجانب الجماعي لابد أن نحرص على قيام المختصين في التربية وعلم النفس والطب بإنشاء جمعيات تقدم التوعية بأخطار هذه الأمراض من خلال الأنشطة الاجتماعية والمحاضرات ومواقع الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويبقى الدور الأكبر على المؤسسات الحكومية والمؤسسات الإعلامية الكبرى حيث تهتم بالقيام بدورها مبكرًا ووضع الخطط المناسبة وعدم الانتظار حتى يغزونا دعاة الشذوذ ثم تتحرك بعدها ردات الفعل الفوضوية التي نعرفها ونعلم أنها لا تسمن ولا تغني من جوع.
ويمكن في هذا السبيل أن تشتغل هذه المؤسسات الحكومية والإعلامية على مسابقة الأذرع الأمريكية من خلال تنفيذ برامج توعية عالمية باللغة الإنجليزية وجميع اللغات الأخرى؛ وتبني الأصوات المعارضة لهذا في أمريكا ودعم أنشطتهم للتوعية ضد الشذوذ الجنسي في عقر دارهم وتقديم كل ما من شأنه دفع المقاومة إعلاميا وماديا وهم ما زالوا الأكثر حتى الآن ومازالت أصواتهم هي الأعلى حتى الآن..
فهذه القاضية الأمريكية ليندا برنيت، تركت عملها بالقضاء الأمريكي اعتراضًا على قرار المحكمة العليا بالولايات المتحدة بتشريع زواج للمثليين الذي اعتبرته مخالفا للدين.
وقالت برنيت إنها تفضل أن تطيع الله أكثر من طاعة الناس قائلة: “سأطيع الله، حتى لو أطعت الله وحدى”.
وأمثالها كثير؛ فيأيها المسئولون والإعلاميين أرجوكم أدركوهم وأدعموهم قبل أن تخفت أصواتهم...
كتبه
خالد بن محمد الشهري
مشرف علم نفس بتعليم الشرقية
abubaker_m@
0 التعليقات :
إرسال تعليق