لايكاد يوجد زعيم ورئيس عربي إلا يعجبك حين يتكلم
عن حقوق الناس وتكاد تذوب رحمة لدموعه التي تنهمر على أحوال ضعفاء رعيته ولازالت
أحاديث مجالسه عن سهره طوال الليل لانتشال رعاياه من حياة البؤس والمسكنة.
فتسعد قلوب الجماهير لهذا الكلام وتظل تواصل الليل
والنهار بالدعاء له بالتوفيق والإعانة وأن يبقى شامخا وذخرا لشعبه ورعيته...
ثم تنتظر العام والعامين ..
والعقد والعقدين..
وهي مطأطئة القلوب على عتبة قصره تنتظر خروجه مع
مطلع كل شمس ولا تمل من الرِّقة لتعبه والانتظار لوعوده..
ولا يمل هو من المماطلة..
وكلما زادت الأيام تقدما زادت شعوب العرب تأخرًا ..
ويتقدم العالم فيما تزداد نسبة
البطالة بين شباب العرب والفقر بين شعوبه ..
وتكثر الزيارات والوفود والطلبات ..
وتزيد اللجان ولوحات المشاريع وحفلات التدشين..
ثم تكتشف الشعوب أنها كانت مخدرة حين يسأل أحدهم
الزعيم بغتة: أين صديقي حسن؟
ثم لا تلبث أن تبدأ دوامات الدماء،وأعاصير
الأشلاء،ورياح الكيماوي...
ولتعود الشعوب العربية إلى المربع الأول فيما يشبه
حالها قبل الإسلام...
والسؤال الآن هل زعماء العرب وقادتهم سادِّيون؟
أدع الإجابة لكم...
لكن المثير في الأمر أن الناس على دين ملوكها
فيظهر أن هذا السلوك ينتقل بالتسلسل من الأعلى إلى الأدنى حتى وكأنه أصبح ثقافة
اجتماعية تصبغ سلوك العاملين في الحكومات العربية وكأن حتى موظف الأرشيف حين
يستقبلك يتلذذ بعذاباتك...
(الساديَّة كما يعرفها علماء النفس:اضطراب نفسي
يتجسّد في التلذّذ بِإيقاع الألم على الطرف الآخر. أيّ التلذّذ بالتعذيب عامةً.(
خالد بن
محمد الشهري 1434/10/17 هـ
abubaker_m @
0 التعليقات :
إرسال تعليق