مات مانديلا الرمز الأسود للحرية في جنوب
أفريقيا البيضاء العنصرية وظهرت أقلام المؤبنين والمترحمين والآسفين على وفاته وقد
كتب فيه ما لم يكتب في زعيم معاصر عند موته. وحتى الطاغية بشار اعتبره نصيرا
للمضطهدين في كوميدياء سوداء مضحكة.
وموت مانديلا لا أعلم ما الغريب فيه فهو
رجل قد شاخ وحلب الدهر أشطريه وليس عنده ما يتميز به على غيره من معاصريه سوى
الشهرة التي واكبت آخر حياته حتى جعله البعض رمزًا في جهل مطبق عن سيرته الذاتية
وسوء إدارته لما تولى مقاليد الرئاسة.
وقد نقل الباحث في مقارنات الأديان وأحد
طلاب الشيخ ديدات وهو الأستاذ عصام مدير ما يجعلنا نعجب لمثل مانديلا كيف يتخذه
المسلمون شعارا ورمزًا مع وجود أفضل منه ممن سبقه من الأفارقة وبشهادته هو.
وأرجو من القارئ الكريم أن يطلع على ما نقله
الأستاذ عصام مدير عنه على الرابط التالي
وقد صفقوا من قبله لستيف جوبز مع سيرته
الذاتية السوداء على المستوى الشخصي وقد ذكرت شيئا منه في مقال بعنوان ستيف جوبز
عربي تشرفنا.
وكثير من الكتاب المسلمين أعادوا الكرة هنا
حين يترحمون على مانديلا كما ترحموا على جوبز وعلى غيرهما لمجرد شهرتهما ولمواقف
أقل مما تمكنهم مكانتهم من تقديمها للمسلمين المضطهدين في بلادهم بل قد تبين عناد بعضهم عند دعوته إلى الإسلام ؛
فعلام إذا تترحمون عليهم؟ فليجيبنا أحبابنا من المصفقين لهما و لكل مشهور.
وهذا يقودنا إلى ضرورة التذكير بالعدل فهم
كغيرهم من عقلاء أهل الكتاب غير المحاربين لكنهم ليسوا بررة وماعندهم من التجارب
نستفيد منها بقدرها لكن لا نصل إلى ترميزهم كما يفعل بعض كتابنا معهم ومع تشي
جيفارا وغيرهم من أهل الكفر.
إن سياق ذكر هؤلاء وتمجيدهم من المثقفين له
ضرر سلبي على النشء الجديد تربويًا ويجب أن يتذكر الكاتب مسئوليته أمام النشء
الجديد فلا يرفع لهم إلا رموزًا تستحق الاتباع وإذا عرض أمثال هؤلاء فلا يسرف في
رفعهم عن مكانهم الحقيقي حتى لا ينخدع شبابنا بهم بسبب ضعف وتدليس كتابنا الذين يكتب
بعضهم كيفما اتفق وبعضهم الآخر إنما ينظر إلى مايصدر في المجلات والمواقع العالمية
ثم يستنسخه ويعربه بسذاجة وضعف رأي، وليتذكر أن كلامه من عمله الذي سوف يسائل عنه.
كتبه
خالد بن محمد الشهري
1435/2/5هـ
0 التعليقات :
إرسال تعليق