تم خلال الأسبوع الماضي تكليف الأمير خالد الفيصل وزيرًا للتربية والتعليم مما بعث في نفوس العاملين في التربية والتعليم آمالاً عريضة بإصلاح وضع التعليم في السعودية وهو ما فتئ ينادي به كل مهتم بالتربية والتعليم ومستقبل البلاد.
وخالد الفيصل صاحب سجل
إداري متميز وله شخصية قيادية ذات كاريزما قيادية يعرفها السعوديين ، ومن
ميزاته مباشرته لمهام عمله شخصيًا وعدم تهاونه في مسئولياته ؛ مما أعطى مجالاً
للفأل بأنه سيكون ذا أثر في إصلاح التعليم وانتشاله من وهدته ، وكلنا أملٌُ بأن يجعل
الله على يديه إنقاذ التعليم.
وهذه الرسائل المتبادلة
معه كوننا من العاملين في التعليم حين نحتفي به وبرسائله التي أرسلها إلينا والتي
تُعد مؤشرات مهمة لمرحلة قادمة نأمل من الله أن تزيل عنّا الكثير من الهموم
التربوية التي ناءت بها كواهل التربويين منذ زمن بعيد.
وأهم رسائل خالد الفيصل
التي أرسلها وتناقلتها وسائل الإعلام خلال هذه الأيام:
1-الفيصل للخريجات
والبديلات: سأنظر قضيتكن والرد سيكون قريباً.
2-خالد الفيصل: سنعمل على
أن تكون وزارة التربية الأفضل على مستوى العالم العربي.
3-خالد الفيصل للمسئولين في
وزارة التربية:إن المهمة شاقة لتحمل المسؤولية ... التي تستوجب علينا أن نثبت
للعالم أن الإسلام صالح لكل مكان وزمان.
وهذه العناوين تعطي
انطباعا عن خطوط عريضة لخطة العمل المبدئية التي ستشكل الملامح الرئيسية وهي:
-متابعة القضايا العالقة
وحلها.
-إصلاح التعليم ليكون
منافسا.
-المحافظة على رسالة
المملكة في تحمل رسالة الإسلام كما هي دومًا.
هذه الرسائل التي فهمتها
وآمل أن تتحقق عاجلاً دون إرباك للمجتمع ودون شدّ وجذب ممن لاهم لهم سوى تشرذم
المجتمع والاصطياد في الماء العكر مهما أمكنتهم الفرص.
وبدوري سأبادل سمو وزير
التربية الجديد خالد الفيصل برسائل تتميز أنها من داخل الميدان وأنا على ثقة بإذن
الله أنها ستصل إليه حتما وذلك لمهارته في التواصل الاجتماعي وحفاوته بكل ما يتعلق
بمهام عمله كما عرفنا ذلك عنه في مناصبه السابقة إذ هو من أكثر المسئولين تواصلاً
مع المواطنين على مختلف شرائحهم ويتميز بمخالطتهم والتعرف على احتياجاتهم ولهذا
فأنا أكتب في حالة من الثقة بأن ما أكتبه سيصل إليه بإذن الله.
وقد كانت لي كتابات سابقة
وأوراق عمل كنت نشرتها لكن أهم ذلك ورقتين أتمنى أن تصل إليه وهما:
1-بنك الخبرات التربوية
http://www.aleqt.com/2011/01/10/article_489685.html
2-تعليمنا إلى أين؟
http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-48-135022.htm
وأظن أن فيهما ما قد يفيد
واضعي خطط إصلاح التعليم من وجهة نظري وأنا أحد العاملين فيه ؛ومع ذلك فإني سأرسل
إلى سمو الوزير خالد الفيصل رسائل عاجلة كعناوين وهو مع فكره ونضجه وتجربته غير
محتاج إلى التفصيل فيها فهو حرٌّ لبيبٌ أديبٌ يقرأ ما بين السطور وهي كالتالي:
*مفتاح إصلاح التعليم هو
المعلم فكلٌ جهدٌ يبذل لا يعتني به ولا ننفذ به من خلاله إلى الميدان التربوي فهو
مجرد حرث في البحر.
*طلابنا يتخرج أغلبهم من
الثانوية وهم لا يتقنون المهارات الأساسية التي تحررهم من الأمية فهم لا يحسنون
القراءة ولا الكتابة ولا عمليات الحساب الأساسية فضلاً عن غيرها ثم نريد أن نصل
بهم إلى مجتمع المعرفة!!.
*تطوير التعليم أقرب من
سنغافورة ومن فنلندا ومن شركات الدراسات العالمية إنه هنا بين أيدينا لو التفتنا إليه.
*الأصل في وزارة التربية
والتعليم أن الوزارة تخدم إدارات التعليم وهي بدورها تخدم المدارس التي تقدم
خدمتها للمعلم الذي يقوم بخدمة الطالب لكن واقع الحال أن الهرم مقلوب فتتم العملية
بطريقة عكسية ليُجند كل أولئك لخدمة الوزير.
*وزارة التربية والتعليم
من أكبر مشكلاتها أن إداراتها تعمل كجزر منفصلة مما يُحدث تعارضا في خدماتها
وأهدافها يعرقل الميدان.
*أكثر أنظمة الوزارة مرّ
عليه عقود ولم يُحدّث وكلما استجد شيء في الواقع التربوي رقعوا النظام برقعة حتى
غدت أنظمتنا رقع ممزقة ومزق مرقعة فوق بعضها البعض.
*الاستحقاقات المالية
لكبار المسئولين تصرف في لمح البصر أما الصغار فيرددون طول ياليل.
*الاحصائيات الموجهة أكبر
خدعة يقوم بها البيروقراطيين لتعمية الواقع على أصحاب القرار فإذا اطلعت على
احصائية تفيد بأن معدل الطلاب إلى المعلمين بنسبة 20 طالب لمعلم واحد فأعلم أن
الواقع غير ذلك إذ في مدارس العواصم الكبرى لدينا بعض النسب تصل إلى 45طالب لكل
معلم لكن ضمّ مدارس القرى والهجر حول النتيجة لتكون مخدرة ومريحة لأصحاب
القرار..وقس على ذلك كل الاحصائيات.
*حاجات الطلاب اليومية
الأساسية من مياه شرب ومقاصف ودورات مياه تسبب لنا الحرج والخجل الشديد حين نطالع
الميزانية التي عجزت عن استيعاب تلك الحاجات الفطرية اليومية.
*ازدحام المرور في المدن
الكبرى تساهم فيه المدارس بشكل كبير لسوء توزيعها على الكثافة السكانية وانعدام
النقل المدرسي وسوء حال بعض المدارس مما يضطر الآباء للبحث عن مدارس بعيدة
لأبنائهم ووزارتنا مازالت عاجزة عن تقديم حلول أو اصلاح الوضع ماديا وتربويا.
*كل تعليم لا يؤهل خريجيه
لمهنة يعيشون منها خلاف محو الأمية فهو هدر للأعمار وهذا ما لا تعرفه مدارسنا
الثانوية في التعليم العام.
*كثير من البرامج التي
تمارس في مدارسنا تكرس الاستهلاكية ومثال على ذلك مادة الحاسب الآلي التي يدرسها
طلابنا ست سنوات لا تمكنهم من صيانة أجهزتهم ولا فك شفرة صناعتها بل تجعل منهم
مجرد مستهلكين لمنتجات الغرب والشرق!! فلماذا كل تلك الخسائر على تدريسها.
*تقرير البنك الدولي صور
بوضوح واقع التعليم لدينا ومركز قياس يثبت ذلك في كل عام ومع ذلك فنحن ندور في نفس
الدائرة.
*المباني والتجهيزات
والكتب والمقررات وخطط التعليم كلها تفتقد مع الأسف إلى البُعد التربوي وتنحو نحو
التعليم الآلي الذي لا يخاطب الأرواح والنفوس وإنما يُركز على المعلومات المجردة
والنجاح فقط وكثير من المعلمين والمسئولين مع الأسف لا يعتنون بذلك البعد التربوي
وتعديل سلوك الطلاب وما نراه في شوارعنا وملاعبنا وأسواقنا والشبكة العنكبوتية
تؤكد هذا فأين القيم الإسلامية والآداب الإنسانية من احترام الآخرين والشعور بالمسئولية
ومعرفة قيمة الحياة لو تعلمها أبنائنا من معلميهم ومدارسهم صغارًا لعملوا بها
كبارًا لكن الواقع أن كل منا مشغول بنفسه بعذر أو بغير عذر.
*لايوجد لدينا حتى الآن
عمل مؤسسي وجميع أعمالنا هي متابعة الطوارئ وحل المشكلات اليومية وإذا تغير مدير
تعليم أو مدير مدرسة تغيرت الخارطة بشكل كامل فنحن نتبع مديرنا ومزاجيته فإذا
تغيّر ؛ تغيرّ مزاجنا مع من بعده مباشرة .نحن مازلنا نعيش ثقافة الفرد.اطلع على
التعاميم اليومية التي يناقض بعضها البعض لتعرف سرّ تسمية البعض لوزارتنا بوزارة
التعاميم.
نحن باختصار نأمل في أن
تقوم وزارة التربية في عهد سمو الوزير خالد الفيصل بهدم أبنيتها المتهالكة ولا
تقتصر على ترميمها وأن تعتني بإعادة بناءها من جديد وسيكون ذلك أوفر وأسرع انتاجًا
وأقرب ثمرة من الاستمرار في خط سيرها السابق إذ لو كانت شمس كانت أمس.
وفي ختام رسالتي إليك
يابن الفيصل فإني أعلم أن المُرسلين إليك كثر وأصحاب النصائح والآمال كثيرون لكن
ما يدفعهم هو أملهم في أن تحدث نقلة نوعية في تعليمنا وأنت لها بإذن الله
ولك تحياتي و دعواتي.
كتبه خالد بن محمد الشهري
مشرف تربوي بتعليم المنطقة الشرقية
27/2/1435هـ
0 التعليقات :
إرسال تعليق