السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جواهر الكلم
لا أخفيكم سرًّا وهذا ما يعلمه هواة القراء فضلا عن مدمنيهم أن القارئ المتمرس في القراءة يصاب في أحيان بما يشبه السكرة حين تمر به عبارة جميلة رشيقة توافق معانيها حالته الشعورية مما يجعله مشدوها بها ومولعا بمعناها وربما عاشت معه أياماً تنام معه وتستيقظ، وتصحبه في رواحه ومجيئه، وتراه منشغلاً يقلب فكره فيها مرة بعد أخرى ليجعل منها ما يشبه القاسم المشترك والرابط الأوثق لما يدور حوله.
وربما كانت لديه أفكار مبعثرة ومعانٍ عميقة يحاول أن يصوغها ويناور ليجعل لها شعاراً لفظياً لما يشبه ما تعارف عليه المعاصرون بالرؤية والرسالة فيعجز عن ذلك رغم محاولاته الدائبة؛ لتفجأه بعد ذلك حكمة لأحدهم فيلتقطها مباشرة كمن عثر على جوهرة ثمينة في طريقه، ثم يبقى بعد ذلك مدة طويلة يقلبها وينظر إليها وطالما حافظ عليها استمتع بجمالها وسحر ألوانها، فإن أهملها ضاعت منه أو سرقتها يد النسيان.
وخلال فترات طويلة كنت أحرص على ألا تضيع مني اعتماداً على الذاكرة لكنها كانت تخونني أحوج ما أكون إليها؛ ومن هنا فضلت أن ألجأ إلى تقييد تلك الجواهر وحجزها وقد ضاع أكثرها فقلت لنفسي يجب ألا أفرط في الباقي وخير وسيلة لحفظها هو نشرها.
وفي المرفقات كتاب جواهر الكلم أرجو أن يكون جوهرة في عين قارئه ولكم تحياتي..
https://drive.google.com/file/d/0B4QMW93GYT8ddk1OT3VNWUFxa28/edit?usp=sharing
0 التعليقات :
إرسال تعليق