سؤال طالما تكرر عليّ كلما رأيت وزيراً ناجحاً شعبياً على قلتهم ؛ إذ لا أذكر أن الناس أحبوا إلا الأقلين وعامة الناس لا يعرفون التزلف ولا يمنحون عواطفهم إلا لمن يستحقها.
فمن الوزراء الذين أتذكرهم واتذكر أن الناس أثنوا عليهم كثيراً في زمنهم الشيخ حسن آل الشيخ وزير التعليم العالي قديماً والعلامة عبدالعزيز بن باز مفتي المملكة والشيخ صالح الحصين وغازي القصيبي رحمهم الله جميعاً وهو أهل الرحمة والمغفرة.
ومن الأحياء علي النملة وزير الشؤون الاجتماعية السابق وتوفيق الربيعة وزير التجارة الحالي.
وحينما أقارن بينهم وأحاول أن أتعرف على أسباب مشتركة جعلتهم يصلون إلى قلوب عامة الناس وبسطائهم أجد أن أولئك الوزراء اشتركوا في اهتمامهم بمصالح الناس والسعي لتحقيقها و لم يفرقوا بين المواطنين عند أداء مهماتهم فجميع ملفاتهم على درجة واحدة من الأهمية مهما كان صاحبها.
وإحساسهم بأنهم بحاجة إلى دعاء الناس لهم أكثر من حاجة الناس إليهم لقضاء مصالحهم فيما يبدو لي كان قاسماً مشتركاً فيما بينهم.
كذلك أشتركوا في البساطة ومخالطة الناس فلم تُشغلهم مشالحهم ولا معاليهم عن النزول إلى أقل درجات الناس و على سوء طباع بعض من يراجعهم لم يكونوا يستحضرون أنهم مسئولون يجب أن يتأدب المراجع معهم كما يفعل كثير من المسئولين.
وهذه رسالة إلى وزرائنا الجدد وهم فيما يظهر قريبون إلى البساطة حيث لم تلوثهم البيروقراطية التي تقسم الناس إلى طبقات بحسب وظائفهم وصلاحياتهم الإدارية وهم أيضاً ليسوا من المغرقين في النظام الأكاديمي الذي كذلك يقسم الناس إلى نخب وعامة.
ومن هنا كانت أسباب تفاؤلي التي عبرت عنها أكثر من مرة ورجائي في الله لن يخيب بإذنه تعالى.
والله يوفقهم لما فيه خدمة البسطاء الذين ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم أهميتهم في قوله ابغوني ضُعفائِكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضُعفائِكم.
كتبه
خالد بن محمد الشهري
0 التعليقات :
إرسال تعليق