حينما تمّ تكليف وزير التعليم الجديد د.عزام الدخيّل تفاجأت بصداقته كما تفاجأ هو شخصياً بالوزراة ، حيث راسلني أحدهم قائلاً بما أن وزير التعليم الجديد من أصدقائك ومتابعيك في تويتر فإني أرجو أن تنقل له طلبنا كان هذا يوم الجمعة.
ثم تفاجأت حين ذهبت إلى العمل يوم الأحد بأحد زملائي من المشرفين التربويين يقول مهنئاً مبروك تعيين صديقك وزيراً للتعليم وقد كنت أنصحه من قبل بقراءة كتاب تعلومهم ثم شاع لقب صديق وزير التعليم بين زملائي الآخرين لنفس السبب وهو ما أفخر به.فكلنا في الهمّ شرقٌ واهتمامنا المشترك بتطوير التعليم يقوم مقام النسب وقد قيل العلم رحم بين أهله.
ومن هنا فقد تقمصت روح صديق الوزير الجديد متفاءلا بمستقبل التعليم الذي ننتظره بمشيئة الله لأسباب سأذكرها هنا باختصار:
1-دمج التعليم العام بالتعليم العالي سيلغي كثيراً من الرواسب والأسوار التي صنعتها حقبة من البيروقراطية والمصالح الشخصية وعقدت الوضع ولم تُيسره لدرجة حدوث فصام تام بين التعليم العام والجامعي ما أدى لنشوء الحاجة إلى تجسيره بمنظومة قياس وبالسنوات التحضيرية في الجامعات.وهذه القضية مع كونها عقبة أمام وزير التعليم الجديد إلا أنها من حسن طالعه أن يتمكن من إعادة بناء خطة استراتيجية تصب في مصلحة الوطن ليتنقل الطالب بين مراحل التعليم العام ثم الجامعي بنفس السلاسة والمرونة دون عقبات مصطنعة.ومن فوائدها كذلك تسخير كليات التربية لتبني الميدان التربوي والخروج من شرنقة التنظير والقاعات الأكاديمية لتمارس دورها في هواء المدارس الطلق.
2-إلغاء اللجنة العليا لسياسة التعليم كان من حسن طالع وزيرنا الجديد إذ فتح له أبواب التطوير والإبداع على مصراعيه دون محاذير وانتظار سنوات طوال لإطلاق خطة تطوير أو تصحيح ؛ وليس عليه بعد ذلك انتظار موافقة مسئولين غير تربويين يتحكمون في مسار قطار التربية.فكل ما يحتاجه الوزير موجود على سطح مكتبه.
3-شخصية الوزير في حدّ ذاتها نمط غير مألوف في طريقة الانتقاء حيث تعودنا ألا يتجاوز اختيار الوزراء في الغالب على نمطين إما أكاديمي مغرق في النظرية أو بيروقراطي عتيد أو حتى أمير على كفاءته لا يصلح لمنصب وزير التربية.مما عرقل تعليمنا سنوات طوال وكل خطوة كانت تُقرّ بعد طول دراسة وأخذ وردّ لا تنزل إلى الميدان إلا بعدما انتهى تاريخ صلاحيتها عالمياً.
4-من المميزات كونه من فئة الشباب نسبة إلى الوزراء السابقين وهذا ما يساعده على أداء مهامه الثقيلة.
5-كما يتميز وزير التعليم الجديد بمزايا من وجهة نظري كالتالي:
هو مهندس معماري وهذا يعني وجود أساسيات الهندسة وكذلك الجنوح إلى الخيال والفنّ.
وهو مهتم كما في الماجستير بالتراث المعماري وهذا يعطي مؤشراً على الأصالة والعناية بالماضي وأهميته.
وهو في الدكتوراه متخصص في إدارة المشاريع الهندسية وهذا يضفي بعداً فكرياً هندسياً.
وهو رئيس اتحاد ناشري الشرق الأوسط مما يضفي خبرة إعلامية.
وعضويته لمجالس إدارة كثير من الشركات وعمله التجاري يضفي الطابع التجاري وهو ما يكُسب نوعاً من الجرأة يفتقدها كثير من البيروقراطيين.
ثم هو محاضر متعاون في بعض الجامعات وهذا ما يعني اطلاعه على التجارب الأكاديمية العالمية.
وبيت القصيد عندي هو اهتمامه الواضح بالتعليم والتجارب العالمية في مجال تطوير التعليم مما يؤكد على وجود رؤية واضحة لديه حول التعليم وكيف يُبنى وما هي مقومات التعليم الناجح عالمياً ولماذا تقدمت دول على غيرها في نُظم التعليم.
6- وهي نقطة مهمة فارقة لصالح وزيرنا الجديد فعلى حين كان ينظر الوزراء السابقون إلى المعلم على أنه موظف مسكين ويجب أن يرضى بقسمه فإن الوزير الجديد عزام الدخيل ينظر إلى المعلم نظرة ملؤها الاحترام والتقدير والتبجيل للمعلم وقد نشط قبل فترة في وسم مع المعلم وبيّن أن إعطاء المعلم حقه سبب لتقدم التعليم ونحن بانتظار وصول كتابه الجديد مع المعلم الذي أعلن عنه صباح اليوم الذي أعُلن في مساءه تكليفه بالوزارة ويبدو أنه لم يكن لديه علم وإلا لتوقف عن إصداره حتى لا يكون ديناً عليه لدى المجتمع وهذا ما سيحدث بكل تأكيد ولهذا فقد غردت في تويتر بالتغريدة التالية: (عزام الدخيل سيكثر أصدقائك فلا تنس صديقيك تعلومهم و مع المعلم ) لأنهما سيكونان بمثابة صك دين لدى دائن شحيح يطالبه به في الصباح والمساء وفي كل مجلس وعند كل أحد.
إن وزيرنا الجديد يعلم تماماً أن مفتاح النجاح في التعليم هو المعلم وأن تطويره وإعطاءه حقه وإشعاره بإنسانيته واستحقاقاته هي العصا السحرية للنقلة التعليمية الموعودة.
فإلى الأمام ياصديقي عزام الدخيّل وصديق كل معلم فنحن متفاءلون بك قائداً غير تقليدي لوزارة التعليم وإنا لنرجو لك التوفيق في مهمتك والله معنا ومعك .
خالد بن محمد الشهري
مشرف تربوي بتعليم المنطقة الشرقية
مؤسس بنك الخبرات التربوية
1436/4/14هـ
0 التعليقات :
إرسال تعليق