المعلم أشبه ما يكون بالمزارع الذي يزرع بذرة ولا ينتظر خروجها لأول وهلة بل يسقيها ويعتني بها ويصبر عليها حتى تصبح شجرة مثمرة بعد حين؛ وهو يعلم أن هنالك مؤثرات أخرى تنافسه على بذرته (مناخ-تربة-أمطار-أوبئة). والمعلم مع طلابه في الفصل يشبه مدرب الفريق الرياضي الذي يُخطط مع فريقه للفوز لكنه يعلم أنه لن ينجح في تحقيق هدفه حتى يتعرف على خصائص وسمات فريقه ومهارات كل لاعب”طالب” وأين أنسب مكان له لتنفيذ خطته؛وهو مع ذلك يعرف أن هنالك من يحاول إعاقته من المنافسين.مع نقص الميزانية وقلة الداعمين.
والمعلم أشبه ما يكون بالأب الذي يسعى جهده ليكون جميع أبناءه من خيرة الناس الذين يُشار إليهم بالبنان ويدعو كل من يراهم لمن رباهم.
أخي المعلم ما هو القاسم المشترك بين هؤلاء الثلاثة المزارع والمدرب والأب؟
خذ وقتك لتفكر حتى تصل إلى المشترك بينهم…
نعم صدقت إنه الصبر وطول المدة التي يقضيها كلٌ منهم في انتظار النتيجة نسبة إلى غيرهم من أصحاب المهن الأخرى.
فلماذا إذن يتصف سلوك كثير من معلمينا بالعجلة والسرعة وكأنهم يحضرون وجبات سريعة على حدّ تعبير كين روبنسون في المدارس كيف تقتل الإبداع.
تذكر أخي المعلم أختي المعلمة الفاضلين:
أن لا تستعجلا النتائج وأن تحرصا على الجانب التربوي وتنمية السلوك كما تحرصان على تغطية المنهج.
وأن تعنوا بسقي أرواح الطلاب وعواطفهم كما تسعون لملء عقولهم.
وأن تحترما إنسانيتهم كما تتوقعوا أن يحترموا رسالتكم أو أعظم.
وأن تتذكرا دوماً أنكم تبنون المستقبل وليس فقط تذهبا إلى مكان عملكما لتقبضا راتب آخر الشهر.
تعاملا مع الله قبل أن تتعاملا مع الأنظمة.
وراقبا الأمانة قبل أن تراقبا التعاميم.
وأنظرا ماذا تتوقعان وتحبان أن يقوم به من يعلم أبنائكما فأفعلوه مع أبناء الناس.
بحقٍ أقول لكم : إن فعلتم ذلك فحينها ستختفي كثيرا من إشكالياتنا التربوية وقصورنا العلمي؛ وربما جاء على أيديكم يوماً نصعد فيه إلى العالم الأول.
خالد بن محمد الشهري
بنك الخبرات التربوية
0 التعليقات :
إرسال تعليق