يُقدر عدد المعلمين في وزارة التعليم في السعودية في مدارس التعليم العام 550 ألف معلم ومعلمة وفي حركة النقل الخارجي الأخيرة ذُكر أن من عدد لم يتمكنوا من تلبية طلباتهم في حركة النقل أكثر من 93 ألف معلم ومعلمة.
ومن تم تلبية رغباتهم في النقل قرابة 25 ألف معلم ومعلمة. ومجموع المتقدمين للنقل هذا العام قرابة 118 ألف معلم ومعلمة.
وهذا يعني أن أكثر من خمس المعلمين يرغبون في النقل ولم تتمكن الوزارة من تلبية رغبات أكثرهم هذا العام.
هنا خلل كبير في عدم استقرار أكثر من خُمس الميدان التربوي و أثر هذا لا يخفى على أحد والمتضرر الأول هنا هم أبنائنا الطلاب والمتضرر النهائي هو المجتمع والمستقبل الذي نتوقعه من عدم استقرار من يُعلم أبنائنا مما ينبيء بمستقبلٍ غير مستقرٍ وقلق ومنزعج.
وهنا نسأل أين الخلل ؟
هل هو في التعيين من قبل ديوان الخدمة المدنية أم في دراسات وخطط وزارة التعليم وعدم قدرتها حتى الآن على ضبط حاجاتها ؟
ولماذا تستمر الوزارة في آليتها القديمة لإجبار الناس على العمل في أماكن نائية بدون ضرورة في أحيان كثيرة لتقوم بنقلهم بعد عامين أو ثلاثة.
ولماذا لا تقوم الوزارة بتأمين معلمين من سكان تلك المناطق وتأهيلهم لتغذية المدارس القريبة من أماكن سكناهم بدل لعبة الكراسي التي تمارس منذ سنوات في حركة النقل الخارجي.
ولماذا لا يُعطى العاملون في الأطراف الواسعة بدلاً مغرياً لجذبهم إليها؟
وعلى كل حالٍ فإني سأنتقل إلى التفكير في الحلول العملية حتى لا أكون سوداوياً.
والحل من وجهة نظري موقع الكتروني آلي على الانترنت يُسجل فيه كل معلم راغب في النقل تخصصه ومكان عمله والمناطق التي يرغب النقل إليها؛ ليتم تحديد بديله الراغب في النقل إلى مكانه آلياً من المسجلين في الموقع.
وتستكمل بعد ذلك اجراءات النقل لتعتمد من الوزارة بطريقة أكثر مرونة من الطرق الحالية شديدة المركزية والتعقيد.
ويمكن التحكم في مواصفات البرنامج الآلي ووضع الضوابط التي تتفق مع أصحاب الأولوية في تبادل الأماكن.
على أن تكون معلنة على الموقع وغير محجوبة لتكون أكثر شفافية ووضوحاً لمن لم يتم تلبية رغباته وليطمئن الجميع على تحقق العدالة.وأقرب صورة له ما تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي من اقتراحات المتابعة التي تستخدم الذكاء الصناعي وهنالك صورة مصغرة تُستخدم في المدارس من خلال برنامج جداول الالكتروني الذي يساعد في حلّ أكثر من 70% من مشكلة التعارضات وتحقيق الرغبات عند وضع جدول الحصص اليومي في المدرسة.
وهذه الطريقة الآلية بالفعل ستكون أكثر أماناً وسهولة من الطريقة الحالية التي تعتمد على عنق زجاجة البيروقراطية التي تضيق واسعاً بسبب حيناً وبدون سبب أحياناً .
وأرى أنه ليس صحيحاً ولا منطقياً أن يكون واحد من كل خمسة معلمين ينتظر النقل سنوات قد تصل إلى عشر في بعض الأحيان وحجة البيروقراطيين أن لديه غياباً بدون عذر أو معدل أداءه الوظيفي دون الجيد جداً وكأننا نفترض أنه سينتقل إلى مكان كل من فيه متميز.
إن ردّات الفعل المحبطة للمعلمين أكثر ضرراً مما نتوقعه ؛ إن المشاعر السلبية التي نغذي بها المعلمين ينقلونها شعورياً ولا شعورياً إلى أبنائنا الطلاب والضرر شامل للمجتمع.
نحن أيها الإخوة نغذي المستقبل بالكره ومشاعر السخط من خلال هذه السلسلة المستمرة والمتتابعة لسنوات طوال.
إن إحدى أهمّ وسائل إصلاح التعليم الملحة الآن هي مشكلة حركة النقل التي يجب ألا تغيب عن خططنا.
وكثيرٌ من المواطنين يسألون هل بنات المسؤولين وأبنائهم يعانون كما يعاني من لا ظهر له ؟
وأنا أعلم علم اليقين أن وزير التعليم يُحب أن يكون ظهر من لا ظهر له يحدوه شعاره الجميل “مع المعلم ” الذي ما زال يرّن في أسماعنا ونحن بانتظاره.
إن إحدى أهمّ وسائل إصلاح التعليم الملحة الآن هي مشكلة حركة النقل التي يجب ألا تغيب عن خططنا.
وكثيرٌ من المواطنين يسألون هل بنات المسؤولين وأبنائهم يعانون كما يعاني من لا ظهر له ؟
وأنا أعلم علم اليقين أن وزير التعليم يُحب أن يكون ظهر من لا ظهر له يحدوه شعاره الجميل “مع المعلم ” الذي ما زال يرّن في أسماعنا ونحن بانتظاره.
مشرف تربوي بتعليم المنطقة الشرقية
1436/5/26هـ
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (١٢٠٤) صفحة (١٢) بتاريخ (٢٢-٠٣-٢٠١٥)
0 التعليقات :
إرسال تعليق